أفقر رئيس في العالم عرف غيفارا وإستلهم ثورته
جوزيه موجيكا رئيس أوراغواي السابق محور الشريط الوثائقي el pepe a supreme life الذي صوره عنه المخرج البوسني العالمي أمير كوستوريكا لقبه أفقر رئيس في العالم، ودعه الشعب بالدموع عندما إنتهت ولايته.
قبل خمس سنوات إنتهت ولايته بعد خمس مثلها أمضاها رئيساً للـ أوراغواي في أميركا اللاتينية، كان خلالها يُحول 90 بالمئة من راتبه (12 ألف و500 دولار) لصالح الجمعيات الخيرية، وعندما إنتهت ولايته عام 2015 رفض التمديد، وعاد إلى مزرعته المتواضعة في ضاحية العاصمة مونتيفيديو بسيارة فولسفاكن قديمة لا يتجاوز سعرها الـ 1945 دولاراً، رافضاً أي مظاهر أمنية أو ماشابه، عاد يقود جراره الزراعي ويحرث الأرض مع زوجته لوسيا توبولانسكي التي عاش وإياها في حمى منظمة توباماروس الثورية المسلحة، كانت مسؤولة عن تزوير الوثائق للثوار، وهو أحدهم ومع ذلك لم يتزوجا إلا عام 2005 وبالتالي لم يكن ممكناً أن يُنجا وهو الأمر الوحيد الذي يندم عليه في حياته التي قاتل فيها مع توباماروس عشر سنوات (بين 1960 و1970) تعرف خلالها على الثائر العالمي تشي غيفارا وإلتقاه عدة مرات وأعلن أنه إستلهم لحكم أوراغواي الكثير من ثورته الكوبية.
الرئيس موجيكا والده من إقليم الباسك الأسباني، ووالدته إيطالية، سجن 14 عاماً (بين 1971 و1985) وحين عادت الديمقراطية إلى البلاد إنتخب عام 1999 عضواً في مجلس الشيوخ، ثم عين وزيراً للزراعة طوال 3 سنوات (بين 2005 و2008) وفي العام 2010 رشحه حزبه (الجبهة العريضة) للرئاسة التي فاز بها بالتزكية، وتم تصنيف الأوراغواي في عهده على أنها أقل دول أميركا اللاتينية فساداً. وهبطت نسبة الفقر في البلاد من 39 في المئة إلى 9 بالمئة فقط. وهو بنى 1500 منزل للفقراء المُعدمين. هذه الأجواء رصدها المخرج كوستوريكا في شريطه الجميل: الـ بيبي .. حياة عظيمة، على مدى 74 دقيقة في لقاء أجرا ه معه في مزرعته المتواضعة التي يعيش فيها مع زوجته من دون حرس، أو عمال، أو حتى خدم، لرئيس لا يمتلك حساباً مصرفياً ولا ديون عليه إطلاقاً.
موقع imdb منح الفيلم علامة 7 فاصلة واحد من عشرة، ومن أطرف ما قاله في اللقاء "الولايات المتحدة لا تشهد إنقلابات عسكرية لأنها ليس فيها سفارة أميركية".