الرئيس "أوباما" منتج سينمائي برتبة "أوسكار"

لو أن الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" شاهد أول إنتاج سينمائي لسلفه الرئيس "باراك أوباما" بعنوان "American factory" الذي يُمجد اليد العاملة الصينية وحاز في الوقت نفسه أوسكار أفضل فيلم وثائقي، لأدرجه في خانة الإنتقاد مع الشريط الكوري الجنوبي "parasite" الفائز بأوسكار أفضل فيلم هذا العام، الذي قال عنه "كيف نمنح أوسكاراً لمن هو غير أميركي".

 

  • الرئيس "أوباما" منتج سينمائي برتبة "أوسكار"
    "أوباما" وزوجته "ميشيل" مع مخرجي الفيلم

لن يجد متابع "مصنع أميركي" (110 دقائق) للمخرجين (ستيفن بوغنار، و جوليا رايشيرت)، صعوبة في تلمس الشفافية في تناول الفرق بين العامل الصيني والأميركي، لأن الفيلم الذي لم تخضع الآراء فيه للتنقيح يعلنها صريحة: إن الأول ديناميكي يعمل ليل نهار ولا يحب الإجازات ويستميت لتحقيق أفضل النتائج، بينما الثاني بطيء، يتكلم أكثر مما يعمل، يرفض العمل الإضافي، ويصر على الإجازات وهمّه كم سيقبض في نهاية المطاف، ويريد نقابة تحميه من عقوبة التهرب من العمل. في أول إنتاج سينمائي لشركة "higer ground pictures" التي يملكها الرئيس الأميركي السابق "أوباما" وزوجته "ميشيل" (بالإشتراك مع شركة نتفليكس) يتمحور حول حيثيات المشروع الذي أطلقه في "دايتون" (أوهايو) البلياردير الصيني "cho tak wong" وأنشأ من خلاله مصنعاً ضخماً لزجاج السيارات المختلفة الأنواع بميزانية 500 مليون دولار، مكان مصنع قديم مهمل لشركة "جنرال موتورز"، وأمن وظائف لأكثر من 2500 عامل بينهم والد السيدة "ميشيل أوباما" التي قالت "من هنا جئت ..هكذا كان أبي".

الفيلم (موقع imdb منح الفيلم تقديراً جيداً 7.4) الذي حاز أيضاً جائزة "بافتا" البريطانية، وعرضته الصالات الأميركية في 19 آب /أغسطس المنصرم، يكشف المعاناة التي عاشها الصينيون في تعاطيهم مع العقلية الأميركية التي وصفها أحد مسؤولي المصنع في جلسات توجيهية للخبراء الصينيين بالقول "علينا إستخدام حكمتنا لإرشادهم، لأننا أفضل منهم". مؤسس الشركة "شو" وصل إلى طريق مسدود في محاولته مع مساعديه دفع العمال الأميركيين لإجتهاد أقوى وطريقة أسرع في العمل لكنه فشل، مما دفعه لإختيار مجموعة منهم زارت المصنع الرئيسي في الصين علهم يشعرون بمسؤولية أكبر في التعاطي مع أسلوب الصينيين، فتفاعلوا وإندهشوا لكنهم ليسوا صينيين كما قال أحدهم، وهو أمر تمخض عن إضطرار الإدارة الصينية الأميركية المشتركة لطرد المتقاعسين، فحرّك البعض منهم موضوع نقابة للعمال تدافع عن حقوقهم وتمنع طردهم، فأعلن "شو" أن وجود نقابة سيجبره على إقفال المصنع، فلا أحد له سلطة على أصحاب المشروع خصوصاً الفاشلين.

ولم يُمانع المالك الصيني في إجراء إستفتاء على تشكيل نقابة للعمال من عدمه، وأجري الإستفتاء وسقط إقتراح تشكيل نقابة، وتم الإستغناء عن خدمات المحرّضين على التحرك، لا بل إن قراراً أشد إتخذ من الإدارة يقضي بإستقدام معدات تعتمد على "الأذرع الآلية" بما يعني الإستغناء عن اليد الآدمية في معظم فروع الإنتاج، وهو ما تُرجم سريعاً في تسريح عشرات العمال لأن البديل الآلي أكثر أماناً، وأضمن لكمية إنتاج مربحة بعدما أكدت الشركة (fuyao glass America) أنها تخسر، لكن الإحصاءات الأميركية أشارت إلى أن ما يصل إلى 375 مليون شخص على مستوى العالم سيحتاجون لإيجاد وظائف جديدة بحلول العام 2030 بسبب التشغيل الآلي في المصانع، وأن الشركة الصينية بدأت تربح بدءاً من العام 2018. ويبلغ عدد عمال المصنع 2300 شخص من الصينيين والأميركيين.