"هولاكو" على خشبة "القومي" منتصف آذار
بعد خمس سنوات من المراوحة، والطلبات المتكررة لجهازالرقابة على المصنفات الفنية، وإعتذار العديد من النجوم، تم الإعلان رسمياً عبر المدير الجديد للمسرح القومي "إيهاب فهمي" أن مسرحية "هولاكو" للمخرج "جلال الشرقاوي"، نص الشاعر "فاروق جويدة"، تقرر إفتتاح عروضها منتصف شهر آذار/ مارس 2020.
المعاناة مع الظروف المختلفة التي واجهت المسرحية جعلت فريقها الفني يتبدل عدة مرات من دون أن يتأثر المخرج "الشرقاوي" بهذه الأجواء وكان يردد "المسرحية ستعرض بمن يبقى معنا صامداً لكي نقول إن المسرح المصري عليه إستعادة أمجاده من خلال أعمال ذات قيمة ووزن"، والواقع أن أطرافاً عديدين وقفوا في وجه المشروع الذي إعتبر جريئاً إلى درجة كبيرة وأنه يقصد تناول رموز في السلطة كما يؤشر على زعامات وشخصات عربية بشكل واضح، مع ذلك فإن الرقابة وافقت على النص بعد حذف القليل من الحوارات وتعديل بعضها في محاولة لأن يكون العمل متصالحاً مع نفسه ومع الواقع العربي بشكل أساسي، من دون المساس بهيكليته الأساسية وروحه الوثابة لقول شيء له معنى في واقعنا العربي من خلال الرموز المعتمدة في المسرحية.
"هولاكو" تتحدث عن غزو "بغداد عام 1258 ميلادية على يد المغول بقيادة "هولاكو" الذي هدد القيّم عليها "المستعصم بالله" بأن يعلن إستسلام جيشه أو مواجهة التدمير الشامل، وعندما لم يمتثل هاجم المدينة ودمرها على من فيها، منهياً الخلافة العباسية، مما إعتبر إنتكاسة كبيرة للعرب والمسلمين في تلك الحقبة من الزمن. العمل عرف تشكيلة أخيرة من الممثلين شملت (أشرف عبد الغفور، عفاف شعيب، داليا هشام، أيمن الشيوي، وأحمد صبري غباشي) بعدما تعاقبت الإعتذارات من عدد لا يستهان به من الفنانين (أبرزهم: عزت الغلايلي، فاروق الفيشاوي، رغدة، خالد الصاوي، ليلى علوي، محمود حميدة، حسين فهمي، يسرا، وماجد الكدواني) بسبب عدم الثبات على مواعيد واضحة للتمارين ثم للإفتتاح.
إن مجرد أن يتحدد موعد نهائي لتقديم هذا العمل الضخم على المسرح القومي ومباشرة بعد رائعة الفنان "يحيى الفخراني" بعنوان "الملك لير"، فهذا يعني أن الرغبة واضحة تماماً لإستراع الحقبة الذهبية للمسرح القومي العريق، بعد تجديده وتأهيله لملاءمة التقنيات العصرية في مجالات الإضاءة وتحريك الديكورات والجوانب المتعلقة بالمؤثرات الخاصة والمشهدية.