"بيتهوفن 250": رباعي البيانو في إحتفالية لبنانية – ألمانية

رغم الأوضاع غير المستقرة التي يعيشها لبنان، إلاّ أن النشاط الفني في حالة لافتة وحيوية ما بين الشاشات والخشبات، وأحدث الملامح الإيجابية الإحتفال بمرور 250 عاماً على ولادة العبقري الموسيقي "بيتهوفن" ما بين مهرجان البستان الموسيقي العالمي، وبعده بيومين (الخميس في 20 شباط/ فبراير الجاري – السابعة مساء) إحتفالية على خشبة "Irwin hall" في الجامعة اللبنانية – الأميركية.

 

  • "بيتهوفن 250": رباعي البيانو في إحتفالية لبنانية – ألمانية
    رباعي العزف على خشبة "إروين هول"

"Beethoven 250" تحت هذا العنوان واكبنا حفل موسيقى الحجرة بالتعاون مع كونسرفاتوار وكلية أوبرلين، مع رباعي بيانو "بيتهوفن" وخلفه "يوهانس براهمز" الذي كان يرافقه كظله ويُعتبر أهم تلامذته الأمهر على الإطلاق، في سهرة نظمتها مبادرة "تخيّل" لفصل الربيع، وتم إختيار العازفين المتميزين لإنجازها على أرفع مستوى: "صبا علي" على البيانو، التي واكبناها رشيقة في العزف، مبدعة في التفاعل مع النغمات، كما مع الجمهورالمتابع في عدة مناسبات، "سالي كو" على الكمان ولكن بأسلوب إستعراضي ممنهج، فكلما أرادت التحضر لمقطع موسيقي سريع وصعب، حرّكت كتفيها بشكل دائري للتحمية ثم باشرت العزف بثقة أكبر وأعمق، و"كريس جنكنز" على الفيولا، فيما تألقت عازفة التشيلو"آني كالايجيان"عزفاً وجمال طلة.

الصالة الممتلئة عن آخرها كانت حسنة السيرة والسلوك في التعاطي مع رباعي العزف، مع جمهور بدا خبيراً في معادلة الإصغاء والتصفيق فلا دخول على لحظات التجلّي في العزف، ولا تجاوز لأي خاتمة عزف من دون تصفيق حاد يُعبر عن التقدير لحسن الأداء مع الآلات الأربع و4 خبراء عزف رغم تواضعهم الشديد في ردة فعلهم على سعادة الحضور بالأداء العزفي الرصين والعميق مع التأكيد على أن ما يفعلونه إنما هو صنيعة القلب والرغبة في تقديم أفضل ماعندهم لواحد من عباقرة النغم "لودفيغ فان بيتهوفن" الذي عانى من الصمم في فترة تألق عطائه ومع ذلك فقد إستطاع إسماع موسيقاه المدهشة إلى كل الشعوب وليس أدل على ذلك من الإحترام والتقديراللذين يحتفل العالم من خلالهما بعيد ميلاده رغم مرور كل هذه السنوات على رحيله.

هذا غيض من فيض ما يبرمجه العالم أجمع للإحتفال بهذه المناسبة العظيمة التي حصلت البشرية من خلالها على فنان كبير أسعدها وجعل من حياتها صورة أجمل لا تؤثر فيها تداعيات الظروف مهما تعاقبت الأجيال وطالت السنوات.