مستشفى "بيتي توتل" يكتظ بالمرضى وخالٍ من الأطباء
بعد تأجيل عدة أشهر بسبب الأوضاع الضاغطة في لبنان، إفتتحت الفنانة "بيتي توتل" مسرحيتها الجديدة "couloir الفرج" التي تعقب عملها المميز "فريزر" والذي عرضته على الخشبة نفسها " دوار الشمس". الموعد كان في 13 شباط/ فبراير الجاري والحضور كثيف جداً غصّت بهم الساحتان الخارجية والداخلية للمسرح وهو خليط من وجوه فنية وثقافية وإعلامية مع ناشطين تعودنا لقاءهم في مثل هذه المناسبات.
4 مهمات تولتها "بيتي": كتبت النص، أخرجت العمل، ولعبت أحد أدواره، وتحملت مسؤولية الإنتاج، رغم مخاطر التذبذب في الوضع العام والذي قد ينعكس سلباً في أي لحظة على المشروع عبر إلغاء عرض أو أكثربفعل حركة الشارع، لكن كان لا بد في النهاية من قرار، فكان العرض الذي تميز بمحاكاته لنبض الواقع المعاش في لبنان حالياً وهو ما أثّر إيجاباً على التعاطف مع مشاهد المسرحية ورسالتها، ويبدو أن توقيت العرض كان ملائماً جداً فالموضوع يحكي عن مرضى كثيرين في مستشفى ينتظرون أطباء لعلاجهم لكنهم لا يأتون بل نسمع بهم، فيما ينوب عنهم عدد من الموظفيين عديمي المسؤولية رغم تواجدهم في المكان يعرقلون أكثر مما يسهلون أمور النزلاء طالبي العلاج ولا علاج لأن المعالجين غائبون.
الرمز وضح من المشهد العام والتفاصيل الصغيرة. المستشفى هو لبنان الوطن، والمرضى هم شريحة من الشعب، أما الأطباء المفترض بهم تشخيص الأمراض ووصف علاجات لها فهم المسؤولون القيمون على الشأن العام، لكنهم غائبون تماماً عن المشهد، إذن الحالات المرضية تتفاقم، وبعضها يذهب ضحية هذا الإهمال أو النموذج الفاضح من الفساد، حيث يُترك الناس لقدرهم من دون أي مبادرة علاج. ما واكبناه كان شرائح من الجنسين، ومن أعمار مختلفة، مع وجود حالات لا تحتمل التأجيل أو الإنتظار. كل هذا والموظفون يتأففون من أوضاعهم، ويضيقون ذرعاّ بأسئلة وإستفهامات النزلاء، لذا تنشب بين الطرفين مناوشات وتعلو الأصوات لكن لا حل لا علاج ، إذن الصمت أجدى.
15 ممثلاً حضروا تباعاً على الخشبة تتقدمهم "بيتي" (إسمها الحقيقي ماري برناديت) بأسلوبها العفوي المباشر مع كاريسما تفرض صاحبتها على الآخرين بهدوء، ومعها (طوني مهنا، لمى مرعشلي، عبير صياح، جوزيف أفتيموس، ريموند أفتيموس،نادر موصللي، سامر حنا، جورج دياب، هشام خداج، كريم شبلي، ماريا بشارة، وديع أفتيموس، جان بيار عبد الدايم، وترايسي يونس).