لقاء عاصف يجمع عريقات وليفني برعاية أميركية
نقاشات حادة تسيطر على اللقاء الثلاثي الذي جمع الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي والمبعوث الأميركي، ومراسل الميادين يكشف عن تهديد ليفني الجانب الفلسطيني بعقوبات غير مسبوقة قبل أن يهدد عريقات بمقاضاة الاسرائيليين بوصفهم مجرمي حرب في المحافل الدولية.
أكد مراسل الميادين نقلاً عن مصادر ذات صلة بالمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن الجلسة الأخيرة التي جمعت الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي بوساطة أميركية كانت عبارة عن معركة سياسية طاحنة لم ينجح خلالها الوسيط الأميركي مارتن انديك في تبريد الرؤوس الحامية.
الجلسة التي بدأت في ساعة متأخرة من ليل الأربعاء واستمرت حتى فجر الخميس شهدت تهديدات إسرائيلية وتوعد للجانب الفلسطيني بعقوبات غير مسبوقة، كما حملت لغة الاسرائيليين خلال اللقاء الثلاثي اعتداء على الهوية الفلسطينية.
وذكر مراسل الميادين أن صائب عريقات أبلغ الوفد الاسرائيلي أن الجانب الفلسطيني جاء ليفاوض باسم دولة فلسطين المعترف بها قانونيا من الامم المتحدة، وهي دولة تحت الاحتلال وليس سلطة تتحكم اسرائيل بمدخلاتها ومخرجاتها، الأمر الذي أغضب الوفد الاسرائيلي ما دفعه إلى التهديد بفرض عقوبات قاسية ضد الفلسطينيين.
في ظل هذه الأجواء المشحونة حاول الوسيط الامريكي شد ازر اسرائيل ووضع اللائمة على الفلسطينيين، إلا ان اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية خاطبه بالقول: "لا تتعب نفسك لان اسرائيل دولة قوية ومدمرة ولا تحتاج الى مزيد من مساعدتكم لها ضدنا، وانني كمسؤول في الامن الفلسطيني اقول لكم اننا هنا في مفاوضات سياسية وليست أمنية وانني جئت من اجل أن افاوض عن القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة وليس لأفاوض على اطلاق سراح عدد من الاسرى"، فاشتعل النقاش واستمرت جلسة المفاوضات العاصفة اكثر من 7 ساعات بين كر وفر.
وبعد ان رفع الوفد الاسرائيلي سقف تهديداته ضد الفلسطينيين قال عريقات موجهاً كلامه الى رئيسة الوفد الإسرائيلي: "اذا صعدتم ضدنا سنقوم بمطاردتكم كمجرمي حرب في كل المحافل الدولية".
وكشفت مصادر سياسية رفيعة للميادين ان الرئيس الفلسطيني سيقوم بتوقيع أربع دفعات من طلبات الانضمام للمعاهدات الدولية، وان جلسة المفاوضات فشلت وان الوسيط الاميركي حاول كسب المزيد من الوقت لمنع الاصطدام الذي بدا محتوما.
ومن الجزائر التي يزورها، وصف وزير الخارجية الأميركيّ جون كيري محادثات الليلة الماضية بين الجانبين الاسرائيليّ والفلسطينيّ بالمثمرة ولو أنها ما زالت في وضعٍ حرج.
ورأى كيري أنّ الفجوات لا تزال قائمة، ودعا الى سدّها بسرعة، مشيراً الى انّ الخلاف بين الفلسطينيين والإسرائيليين لا يتعلق بجوهر اتفاق الوضع النهائيّ، بل بالعملية التي تقود إليه.
وكان مراسل الميادين أفاد في وقت سابق أن كيري اتصل بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وطالبه بإبقاء الباب مفتوحا امام المفاوضات.
الاتصال سبقه الاعلان عن لقاء ثلاثي بين مارتين انديك، المبعوث الاميركي للمفاوضات ووزيرة العدل الاسرائيلية تسيبي ليفني وصائب عريقات عن الجانب الفلسطيني، وذلك بهدف انقاذ عملية التسوية.
الناطق الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق أكد بدوره تلقي المبعوث الأممي لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سري ثلاثة عشر طلب انضمام من الرئيس عباس إلى مجموعة من المنظمات الدولية.
وقال مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور إن طلب الانضمام إلى ثلاث عشرة وكالة ومعاهدة دولية ومعاهدتين في جنيف ولاهاي يسير في طريقه القانوني ويصبح نافذا خلال ثلاثين يوما. منصور اضاف إن السلطة الفلسطينية مستعدةٌ لمواصلة المفاوضات.