السعودية تحاول توسيع وجودها في أسواق الطاقة العالمية
تحاول المملكة العربية السعودية توسيع وجودها في أسواق الطاقة العالمية معتمدة عدة وسائل بينها الأسعار المخفضة والدخول المباشر إلى سوق المشتقات النفطية، إضافة إلى الاستفادة من نفوذها السياسي والمالي في بعض الدول وآخرها بولندا الزبون التقليدي لروسيا.
قبل أيام أعلن الرئيس التنفيذي لشركة روسنفت الروسية إيجور سيتشين أن المملكة العربية السعودية قد دخلت إلى سوق النفط البولندية وبدأت بالفعل إمدادها بالخام.
وبالأمس القريب اتفق قادة بولندا ودول البلطيق والمفوضية الأوروبية على بناء خط أنابيب للغاز الطبيعي يمتد من بولندا إلى ليتوانيا ما يوفر إمدادات الغاز لمنطقة البلطيق.
هذا الخط سيزود بالغاز المسال الأميركي والقطري عبر ميناء جدانسك البولندي بالإضافة إلى النفط عبر خط الأنابيب دروجبا الذي شيد إبان الاتحاد السوفيتي.
وبالفعل تدرس السعودية تخزين الخام في هذا الميناء لتزويد العملاء الجدد في شرق أوروبا بسرعة أكبر في خطوة مشابهة لما فعلته لسنوات مع عملائها في غرب أوروبا عبر موانئ في هولندا أو بلجيكا.
ويمكن للنفط السعودي والغاز القطري والأميركي أن يكون منافسا بالأسعار لنظيره الروسي حث تعتمد المملكة والإمارة على سياسة خفض الأسعار للحفاظ على أسواقها التقليدية واختراق أسواق جديدة.
وبالفعل يعتبر متوسط كلفة إنتاج برميل النفط في روسيا أعلى من نظيره في السعودية ولعل هذا ما يتيح لها تقديم حوافز سعرية للمستهلكين لكنها قد تكون أمام إغراق للأسواق ومن ثم تراجع إضافي ينعكس سلبا عليها وعلى كامل منتجي الخام حول العالم.
عمليا قد تكون منطقة شرق أوروبا ووسطها على أعتاب صراع خفي تخوضه موسكو من ناحية والرياض من ناحية ثانية عنوانها السيطرة على الأسواق وهو ما يعيد إلى الذاكرة تغير خريطة إمدادات الطاقة في شرق آسيا خلال العقد الماضي حين أخرجت دول خليجية من أسواق لطالما كانت تسيطر عليها.
وإن كانت العقود الماضية قد شهدت حروبا ترتبط بالصراع على الموارد فإننا اليوم بتنا أمام صراعات على أسواق لتصريف هذه الموارد ويبقى أن ثمة متغير سيطرأ قريبا إنه الخام الإيراني العائد بعد رفع العقوبات.