المصالحات تتقدم بخطى واثقة رغم الصعوبات
تشق المصالحات في سوريا طريقها بخطى واثقة بالرغم من صعوبات كبيرة تواجهها. التجربة تتجه إلى التوسع بعد ترحيب رسميّ بها وحاجة المجتمع الأهلي في المناطق المتوترة إلى المضيّ بها ووقف الحرب التي أتت على كلّ شيء.
أسامة عرنوس مسؤول محلي سابق في الجيش الحر من أهالي المعضمية، يعبر الرجل الذي يقف اليوم على أحد حواجز البلدة عن أمله بأن يعم السلام سوريا بأسرها. يقول "كلنا أهل وما زلنا وسوف نظل كذلك... التدخلات الخارجية من مال وإعلام للأسف خربت البلد .. نحن ضد هذه الفكرة لذلك نعمل اليوم وفي القادم من الأيام إن شاء الله من أجل صلاح وأمان البلد".
مصالحة يشجعها كثير من السوريين بالرغم من تشكيك البعض بجدواها. فأهوال الحرب وما حملته من ويلات للجميع تجعلهم أكثر حذراً.
يقول أحد المواطنين "المصالحة خير ويجب أن تعود الأمور إلى ما كانت عليه والبلد يستحق الكثير من العمل". ويرى آخر "أحياناً هناك نتيجة لكن بعد إستنفاذ ما لدى المسلحين من سلاح، عندها يأتون إلى الصلح تحت ضغط الأمر الواقع".
بالرغم من حالة الحذر تلك يتواصل قطار المصالحات ليتجاوز حالات تهديد من بعض المسلحين وتشكيك من بعض الموالين. نجاح التجربة ولو جزئياً في المناطق السابقة، ونزيف الدم والدمار الذي لا يتوقف، عاملان مهمان يدفعاها إلى الأمام .
الشيخ محمد خير النادر، عضو مجلس الشعب والمشارك في المصالحات، يقول "السوريون أهل والغرباء سنحاربهم ونطردهم من بلادنا أما السوريون فيتقدمون للوجهاء بتسليم أسلحتهم ومعالجة حالاتهم".
تتقدم أصوات المدافع حتى اليوم على لغة الصلح. إرساء التجربة يحتاج إلى شجاعة كبيرة. شجاعة يفرضها إنقاذ ما تبقى من الوطن الجريح سوريا.