تداعيات إسقاط القاذفة الروسية في سوريا
مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية يجدد حملة انتقاداته لسياسة الإدارة الأميركية في سوريا معتبرا أنها "لا تملك استراتيجية واضحة"، بالمقابل جهد معهد المشروع الأميركي في التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة للبيت الأبيض لافتاً النظر إلى أن قتال داعش ليس جولة حرب عادية.
بدوره أدلى مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية بدلوه في ما يخص أحدث التصريحات الأميركية بنشر مزيد من القوات الخاصة في العراق وسوريا، في مهمة "قوات استكشافية برية،" قائلا انه ينبغي اعتبارها "رصيدا تكتيكيا .. نظرا لخطورة تحولها الى اداة مزايدة سياسية عوضا عن قوات ضاربة، وامكانية تحولها الى بيدق يتم التضحية به" من قبل الادارة الأميركية. يشار الى ان وزير الدفاع آشتون كارتر وصف مهامها امام لجنة القوات المسلحة في جلس النواب، منتصف الاسبوع الماضي، بانها "قوة مشاة استكشافية متخصصة .. مهمتها شن غارات ضد قيادات تنظيم الدولة الاسلامية في العراق وسوريا." واعرب المركز عن قلقه من اضطرار الادارة للتحرك قبل الاوان نظرا "لحملة متزايدة من الضغوط تتعرض لها تؤدي الى تبيان تحرك الولايات المتحدة واتخاذها مزيد من الخطوات الملموسة في مواجهة الدولة الاسلامية."
معهد كاتو حذر ادارة الرئيس أوباما بانه ينبغي عليها "الابتعاد عن الازمة المستجدة بين روسيا وتركيا في سوريا (لا سيما) وان التفجيرات التي تعرضت لها باريس لا يمكن ردعها عبر تحطيم التنظيم العسكري للدولة الاسلامية في سوريا والعراق." واوضح ان أمن الولايات المتحدة "سيكون في افضل حال ان استطاعت (واشنطن) التشديد على ان التدابير الاستخباراتية والأمنية الداخلية باستطاعتها الصمود بذات الفعالية لاعاقة هجمات ارهابية كالتي نشهدها منذ احداث 11 أيلول."
من جهته أوضح معهد واشنطن لدراسات الشرق الادنى ما اعتبره "عنصر مخّل بشكل فريد" في قرار تركيا اسقاط القاذفة الروسية اذ سعت انقره عبره "ضمان مقعد لها على طاولة المفاوضات حينما يحين اوان انعقادها،" محذرا ان الضمانة الوحيدة لذلك هو "استمرار سيطرة القوات الموالية لتركيا على مناطق استراتيجية في الشمال الغربي من سوريا .. الأمر الذي يعزز أهمية الغارات الروسية ضد مواقع المسلحين الرامية لضعضعة تجمعاتهم، وفي نفس الوقت تقويض سياسة تركيا نحو سوريا بعد تقلصها مؤخرا." واستدرك مستائلا عن "طبيعة الرد الروسي" في هذه المرحلة الحساسة.
اعتبر معهد الدراسات الحربية تدخل روسيا العسكري في سوريا جاء بدافع "الحد من النفوذ الاميركي في المنطقة وليس بحافز الحاق الهزيمة بتنظيم الدولة الاسلامية،" على الرغم من ان "موسكو تعتبر الدولة الاسلامية مصدر مخاوف أمنية مشروعة .. وفرصة سانحة لتحقيق اهدافها الاستراتيجية الكبرى." واضاف ان الرئيس الروسي "يسخر حملة التضليل الاعلامي للتعتيم على حقيقة اهدافه في سوريا واستغلال الولايات المتحدة وحلفائها المحليين في مناورة ترمي لوضعهم في خدمة روسيا تحقيق اهدافها عن غير قصد."
استراتيجية أميركية أم إدعاء
جهد معهد المشروع الأميركي في التخفيف من حدة الانتقادات الموجهة للبيت الابيض لافتا النظر الى ان "قتال الدولة الاسلامية ليست جولة حرب عادية .. وينبغي علينا ايجاد السبل الضرورية لتعزيز فعالية القوات العسكرية في ظرف زمني مناسب." واستشهد المعهد بالعقبات التي واجهت الرئيس ابراهام لينكولن لاخضاع انفصال الولايات الجنوبية ابان الحرب الأهلية الأميركية، والتي "كانت على وشك نيل اعتراف رسمي بها كدولة ذات سيادة من قبل لندن وباريس" آنذاك. واوضح ان الرئيس لينكولن وظف كفاءات عسكرية مشهود لها اوكل اليها مهمة "تمزيق احشاء المجتمع والاقتصاد لمنطقة الجنوب وتحويل نظام العبودية هناك الى اشلاء."ناشد معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى الحكومة البريطانية "توسيع ضرباته الجوية ضد تنظيم داعش من العراق الى سوريا نظرا لما تتمتع به من قدرات ودوافع.. وتوسيع مجموعة الاهداف المحددة التابعة للتنظيم،" ورفد القوات الأميركية بموارد مساعدة "لا سيما طائرات ريبر بدون طيار واخرى للتزود بالوقود جوا .. تخفف عنها اعباء الخدمات اللوجستية والصيانة" لسلاح الجو الاميركي. واوضح ان قرار البرلمان البريطاني المنتظر للموافقة على الانخراط "سيعزز مواقف الشركاء الاخرين في فرنسا والمانيا" للانضمام بفعالية اكبر.