الجماعات المتطرفة في بلد الأرز تثير القلق عند اللبنانيين
في لبنان، الجماعات المتطرفة باتت تمثل مصدر قلق كبير بالنسبة إلى اللبنانيين. فللمرة الأولى ينفذ المسلحون على نحو واضح عملية داخل الأراضي اللبنانية، والمعلومات تتحدث عن مخطط كبير لشن هجمات من محاور عدة ولتحويل طرابلس إلى إمارة إسلامية.
الكاتب: تيما روماني
المصدر: الميادين
13 تشرين اول 2014
سكين "داعش" والجماعات المتطرفة أصبحت تهدد عنق الدولة اللبنانية
بات الخطر التكفيري يطرق أبواب لبنان أكثر من أي وقت مضى.
سكين "داعش" والجماعات المتطرفة أصبحت تهدد عنق الدولة اللبنانية.
المعطيات تظهر أن ما بعد عملية بريتال ليس كما قبلها. فبحسب
محللين عسكريين المعركة في جرود بريتال ليست سوى فاتحة عهد جديد من الإعتداءات الإرهابية
التي قد تتكرر مع المزيد من التصعيد، وعلى نطاق أوسع، في أكثر من منطقة لبنانية.
فالإرهابيون يعدون لهجمات أخرى على أكثر من محور عشرات الخلايا النائمة موجودة في
مخيمات النازحين ولا سيما في البقاع الغربي.
أما في طرابلس فالوضع أكثر قلقاً. المعلومات الأمنية
تتحدث عن نوايا جدية لإعلان عاصمة الشمال إمارة إسلامية تحت راية "داعش".
في المخيمات أيضاً تشكل بعض المجموعات المتطرفة عنصر إسناد للتنظيم، وتنتظر الضوء
الأخضر للبدء بتنفيذ الهجمات.
هذه التهديدات الجدية التي قد تطال الجميع لم تدفع
الفرقاء السياسيين في لبنان إلى الحوار أو التوافق على خطة طارئة واستراتيجية
موحدة لحماية بلاد الأرز. فقوى الرابع عشر من آذار مثلاً ما فتئت تعتبر أن سلاح
حزب الله هو الخطر، بالرغم من أن هذا السلاح هو من يرابط على الثغور ويدفع الثمن
وحده كي لا تتمدد "داعش" إلى لبنان. ولا تعاود إسرائيل احتلال الجنوب في
إطار توازن الرعب.
فإسرائيل التي تستبعد سيناريو التدخل المباشر بعد هزيمة
تموز 2006، ما برحت تسعى للضغط على الحزب واستنزافه بطريقة غير مباشرة. المعلومات
تتحدث عن أن إسرائيل بالتعاون مع الولايات المتحدة ودول إقليمية وعربية تعمل على
توفير منطقة عازلة للمسلحين، ابتداء من القنيطرة إلى سفوح جبل الشيخ، المطلة على
أهم معقل للمقاومة. وبحسب محللين
استراتجيين فإن "داعش" يسعى لإقامة ممر آمن إلى البحر. وهذا ما لم
يتوافر له حتى الآن لا في سوريا ولا في العراق. لهذا هو يحاول فعل ذلك في لبنان.
فهل يمكن لواشنطن وحلفائها القبول بتمدد "داعش"
و"النصرة" إلى البحر المتوسط، فيما الهدف المعلن من الحملة الراهنة هو
احتواء هذا التنظيم والقضاء عليه؟ وهل يمكن أن يتسع مجال الغارات ليشمل مواقع
المتشددين في لبنان؟
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط (كوكيز) لفهم كيفية استخدامك لموقعنا ولتحسين تجربتك. من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط.
سياسية الخصوصية