المناضل جورج عبدالله عبر"الميادين نت": أيّ حراك لا تكون بوصلته فلسطين هو فاقد لرشده السياسي

سنوات وعقود من الكفاح، تكبّد المناضل اللبناني جورج إبراهيم عبدالله لحظاتها القاسية داخل السجون الفرنسية، ورغم عتمة الزنزانة نلفيه أكثر بأساً، وهاهو يؤكد عبر "الميادين نت" إنّ " أيّ حراك لا تكون بوصلته فلسطين هو فاقد لرشده ونضجه السياسي".

المناضل عبدالله من سجنه الفرنسي متابع دؤوب لما يجري في الشارع العربي

نبدأ من حيث انتهت قضية المناضل عبدالله ومن السؤال الذي يطرحه الجميع هو ماذا حدث في اللحظات الأخيرة عشية موعد اطلاق جورج مؤخراً ؟ يجيب شقيقه د. روبير على الفور:"القضية ليست ما الذي حدث في اللحظات الأخيرة، بل إنها تتجلى في إعلان الناطقة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند بشكل سافر رفض قرار الإفراج عنه فور صدوره، ويبدو أنّ الإدارة الفرنسية، وبعد طول مماطلة، قد حسمت خيارها بإخضاع قضائها للإملاءات الأميركية".

وعن الكلام عن تدّخل إسرائيلي يقول الدكتور عبد الله: "ما من شك بأنّ احتجاز جورج عبد الله يشكّل خدمة للكيان الصهيوني، وبالتالي فإنّ الإدارة الفرنسية تقوم كما هي الحال في العديد من القضايا بخدمة هذا الكيان على حساب فلسطين ولبنان وكل الشعوب العربية، لكن الإدارة الفرنسية بالواقع هي بحدّ ذاتها لا تزال تنفذّ سياسة عدوانية تجاه شعوب العالم الثالث، وبخاصة في العالمين العربي والإسلامي، وما إزدواجية المعايير التي تتّبعها في ما تسميه محاربة الإرهاب في مالي، ودعمها لمسلحيّ المعارضة في سورية، سوى دليل على امتهان فرنسا لعبة الدم، وهي تدّعي بأنها أم الديمقراطية وحقوق الإنسان".

"تحرّك اللجنة الوزارية مجحف ومعيب"

يضيف د. عبدالله "إنّ المناضل جورج لا يزال بحكم المخطوف لدى الإدارة الفرنسية، وما قرار التمييّز الذي نسف مفاعيل محكمة الإفراج المشروط المولجة بفتح ملفّه منذ عشرات السنين سوى وسيلة لتغليف عملية الإحتجاز التعسفيّ برداء قضائي. ومع ذلك إستأنف الأسير عبدالله قرار التمييز رغم اقتناعه أن احتجازه خارج أيّ مسار قانوني"، يقول الدكتور عبد الله.

ويشير إلى أنّ "الحملة الدولية للإفراج عن الأسير عبد الله، قد كثفّت تحركاتها، بالتوازي مع تحرّك اللجنة الوزارية المكلّفة بمتابعة قضيته، بناء على تكليف من مجلس الوزراء اللبناني، لكن مستوى أداء اللجنة المذكورة لم يكن مجحفاً بحقّ جورج فحسب، إنما لم يكن لائقاً بدولة مسؤولة عن مواطنيها، إنه تحّرك مخجل ومعيب أقرب إلى حدود التواطؤ، والتنكر لمواقف معلنة وغير معلنة، جرى التعبير من خلالها عن حقّ جورج عبد الله بالحرية".

وعمّا إذا ما كان هنالك من تواصل مع الفرنسييّن بخصوص القضية يوضح الدكتور عبد الله أن "هنالك تواصلاً مع كثير من الفرنسيين الذين يقومون بأنشطة تضامنية مع جورج، بل ثمّة مجموعات وشخصيات فرنسية تبادر من تلقاء نفسها للقيام بأنشطة تضامنية، وبعضها تعرّض لقمع من جانب الشرطة الفرنسية. أما إذا كان المقصود بالسلطات الفرنسية، فالاتصال الوحيد هو عبر الأنشطة الاحتجاجية لاسيما أمام سفارتهم في لبنان، باعتبار أنّ هذه السلطات تؤدي دور المعتدي على مواطن لبناني انتهت مدة حكمه الظالم بتهمة وقوفه إلى جانب شعبه بوجه العدوان الصهيوني".

الحملة الدولية لإطلاق الأسير عبدالله تواصل تحركاتها في لبنان وفرنسا

"جورج على متابعة دؤوبة لمجريات الأحداث"

المناضل جورج عبدالله لا يزال بحكم "المخطوف" لدى الإدارة الفرنسية

ولعلّ رسالة"إن أيّ حراك لا تكون بوصلته فلسطين، هو فاقد لرشده ونضجه السياسي" التي يوجهّها المناضل عبدالله عبر "الميادين نت" هي أبلغ تعبير عن قوة شكيمته وصلابة عضده الذي لايلين رغم قضبان السجن، ورغم مرور السنين، فهو على اتصال دائم بأغلب الناشطين والمتضامنين معه، وهو أيضاً على متابعة دؤوبة لمجريات الأحداث في المنطقة. وحماسته الثورية تجعله يعتبر نفسه جزءاً من الحراك الذي يلفّ المنطقة العربية.

ومن صلب الإصرار على متابعة القضية، لا يكلّ أصدقاء المناضل جورج عن الاستمرار بالأنشطة التضامنية والبحث عن أشكال احتجاجية أخرى تؤدي إلى الإفراج عنه.  ومن هنا يدعو د. عبدالله  أصدقاء جورج إلى المشاركة في النشاط المقبل حيث سنهتف في 14 تموز/ يوليو الجاري: "جورج عبد الله الحرية حتماً " وستقوم الحملة الدولية لإطلاق سراح الاسير جورج في السجون الفرنسية بتنظيم حفل تقيمه قبالة "قصر الصنوبر" في بيروت لمناسبة العيد الوطني الفرنسي تتخللّه عروض موسيقية".

نبذة عن حياة المناضل جورج عبد الله

جورج عبد الله من مواليد 2 نيسان/ إبريل 1951 في القبيات في قضاء عكار شمالي لبنان. تخرّج في عام 1970 من دار المعلمين في الأشرفية، بيروت. ناضل في صفوف الحركة الوطنية اللبنانية، ثم التحق بالمقاومة الفلسطينية وكان عضوا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. جُرح أثناء الاجتياح الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978. أحدث العدوان الصهيوني المتمادي في ظل الصمت العالمي الذي بلغ حد التواطؤ، لا سيما مع عدوان العام 1982 الشامل على لبنان، ثورة عارمة في نفوس الكثير من المناضلين اللبنانيين والعرب الذين اندفعوا يجوبون دول العالم في محاولات منهم لملاحقة الصهاينة رداً على الخسائر الفادحة التي لحقت بالشعب العربي. كان جورج عبدالله واحداً من تلك المحاولات الكفاحية، في 24 تشرين الأول/ أكتوبر 1984 اعتقلته السلطات الفرنسية، بعد أن لاحقته في مدينة ليون الفرنسية مجموعة من الموساد وبعض عملائها اللبنانيين. ولم تكن السلطات الفرنسية، الأمنية والقضائية تبرر اعتقاله بغير حيازة أوراق ثبوتية "غير صحيحة" تبينّ أنها جواز سفر جزائري شرعي.

اتهم جورج عبد الله بـ:

- شبهة تأسيس "الفصائل المسلحة الثورية اللبنانية" والتخطيط لمجموعة من العمليات أبرزها:

محاولة اغتيال كريستيان أديسون تشابمان، المسؤول الثاني في السفارة الأميركية في فرنسا، في 12 تشرين الثاني / نوفمبر1981.

أغتيال الكولونيل تشارلز راي، الملحق العسكري في السفارة الأميركية في فرنسا، في 18 كانون الثاني / يناير 1982.

اغتيال ياكوف بارسيمنتوف، السكريتير الثاني للسفارة الإسرائيلية في فرنسا، في 3 نيسان / إبريل 1982.

- تفخيخ وتفجير سيارة رودريك غرانت، الملحق التجاري في السفارة الأميركية في فرنسا، في 22 آب / أغسطس 1982.

اغتيال الديبلوماسي الأميركي ليمون هانت، المدير السابق للقوات الدولية في سيناء، في 15 شباط / فبراير1984.

- محاولة اغتيال القنصل العام للولايات المتحدة الأميركية في ستراسبورغ، روبرت أونان هوم، في 26 آذار / مارس 1984.

وانتهت مدة سجن عبد الله عام 1999 وحصل على حكم بالإفراج المشروط العام 2003، لكن المحكمة استأنفت القرار الذي ألغي في كانون الثاني/ يناير 2004. في يناير 2013 قررت محكمة التمييز الفرنسية إلغاء قرار الإفراج عن جورج عبدالله بعد طلبه للمرة الثامنة وبعد ضغط أميركي مورس على باريس. وفي 4 نيسان/ إبريل 2013 قررت محكمة التمييز الفرنسية إلغاء قرار الإفراج الصادر عن المحكمة العليا لتطبيق الأحكام. مؤخراً، وتقدّم الأسير جورج عبدالله باعتراض على قرار المحكمة، لم يُعرف مصيره بعد.

المناضل جورج إبراهيم عبدالله :28 عاماً في السجون الفرنسية

اخترنا لك