مرسي يرفض محاكمته: "أنا الرئيس الشرعي"

الرئيس المصري السابق محمد مرسي و 14 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين يحاكمون أمام القضاء، وتعليق الجلسة الأولى بسبب رفض ارتداء مرسي لزي الحبس الإحتياطي، ورفع الجلسة الثانية بسبب مشادات كلامية، قبل تأجيل جلسات المحاكمة إلى الثامن من يناير المقبل.

تجمع المئات من انصار مرسي امام مقر دار القضاء العالي وبجوارهم تظاهر عشرات من مؤيدي الجيش

بدأت الإثنين أولى جلَسات محاكمة الرئيس السابق محمد مرسي و14 من قيادات الإخوان، بتهمة التحريض على قتل متظاهرين امام قصر الاِتحادية، امام محكمة جنايات القاهرة. 

وقال مراسل الميادين في القاهرة إن محاكمة مرسي تأجلت الى الثامن من يناير/ كانون الثاني المقبل.

وفي محاكمة هي الثانية لرئيس مصري خلال عامين، نُقل عن مرسي قوله لهيئة المحكمة: "أنا الرئيس الشرعي للبلاد وأرفض أن يكون القضاء المصري غطاء للانقلاب العسكري".

والجلسة التي بدأت متأخرة عن موعدها تم تعليقها أول مرة بعد وقت قصير على انطلاقها، بسبب رفض الرئيس السابق ارتداء زي الحبس الإحتياطي، قبل أن يعود ويوافق على لبس البدلة مشترطاً عدم تصويره بها بحسب مراسل الميادين، ثم رفعت الجلسة مرة ثانية بسبب المشادات، وفق المراسل.

وأشار مراسل الميادين الى نقل الرئيس السابق محمد مرسي إلى سجن برج العرب، فيما نقل المتهمين الآخرين الى سجن طرة.

ويرفض مرسي الاعتراف بهذه المحاكمة، التي منعت هيئة المحكمة نقل وقائعها في بث مباشر، ولم يوكل مرسي اي محامين للدفاع عنه.

الا ان هيئة دفاع برئاسة المرشح الاسلامي السابق سليم العوا شكلت لمراقبة اجراءات المحاكمة، بحسب بيان لـــ"التحالف المؤيد للشرعية والمناهض للانقلاب" الذي تشكل عقب اطاحة مرسي من قبل الجيش في الثالث من تموز/يوليو الماضي، والذي تقوده "جماعة الاخوان المسلمين".

وترافقت الجلسة مع إجراءات أمنية مكثفة. 

وأفاد مراسل الميادين عن اشتباكات جرت أمام مبنى أكاديمية الشرطة حيث يتجمع مناصرو الرئيس المعزول، الذين قاموا بشتم رجال الشرطة، واعتدى عدد منهم على كاميرات بعض القنوات. وكذلك حصلت اشتباكات بين مؤيدي مرسي ومعارضيه في جامعة الزقازيق أمام منزل الرئيس المعزول وجامعة أسيوط، وايضاً في منطقة حرم بيك ورمسيس في القاهرة، ومنطقة الكورنيش في الاسكندرية.

وشهد مقرا المحكمة الدستورية في جنوب القاهرة، ودار القضاء العالي في وسطها تظاهرات لانصار مرسي وإلى جوارهم عشرات من مؤيدي الجيش كانوا يهتفون "السيسي هو رئيسي".

وحذر وزير الداخلية الاحد من انه "ستتم مواجهة أي مظهر من مظاهر الخروج عن القانون وتتبع المحرضين عليها في إطار ما كفله القانون ووفق ضوابط حق الدفاع الشرعي" المكفول للشرطة.

ويتيح ما يسمي حق الدفاع الشرعي للشرطة استخدام السلاح واطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين.

وكان انصار الرئيس مرسي، الذي اطاحه الجيش في الثالث من تموز/يوليو اثر تظاهرات حاشدة طالبت برحيله، يرفعون شعار "رابعة" (اربعة اصابع مرفوعة لاعلى) الذي صار رمزا لهم منذ ان فضت قوات الامن بالقوة اعتصامهم في 14 اب/اغسطس الماضي ما ادى الى سقوط مئات القتلى.

ومنذ اطاحته، احتجز الجيش محمد مرسي في مكان سري.

ووصل مرسي صباح الاثنين في مروحية الى مقر المحكمة في ضاحية التجمع الخامس، حيث سبق ان حوكم الرئيس الاسبق حسني مبارك الذي اطاحته ثورة كانون الثاني/يناير 2011.

وكانت "جماعة الاخوان المسلمين" التي ينتمي اليها مرسي دعت انصارها الاحد الى "الزحف الى المحاكمة" كما دعا "تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب" الذي تقوده "جماعة الاخوان المسلمين" الى تظاهرات كبيرة بمناسبة بدء المحاكمة.

ويواجه الاسلاميون من انصار مرسي والاخوان حملة امنية واسعة منذ اربعة شهور. وقتل اكثر من الف منهم خلال فض اعتصاميهما في القاهرة في 14 اب/اغسطس الماضي وفي مواجهات تالية كما تم توقيف اكثر من الفين من قيادات وكوادر الجماعة.

ولم يتغير موقف مرسي منذ ليلة عزله، وفق "فرانس برس"، التي وزع فيها شريط فيديو اكد فيه عدم اعترافه ب"الانقلاب".

ويواجه مرسي اتهامات تصل عقوبتها الى الاعدام او السجن المؤبد.

وجرت الاشتباكات التي يحاكم بسببها مرسي والتي اوقعت سبعة قتلى على الاقل، في الخامس من كانون الاول/ديسمبر 2012 عندما هاجم عشرات من اعضاء الاخوان المسلمين متظاهرين تجمعوا امام قصر الرئاسة للاحتجاج على اعلان دستوري كان الرئيس المعزول اصدره ووصفته المعارضة انذاك ب"الاستبدادي".

وكانت جماعة الاخوان اتهمت الشرطة بالتقاعس عن حماية قصر الرئاسة وطلبت من اعضائها مواجهة المتظاهرين.

وادى العنف الذي وقع امام قصر الاتحادية الى غضب واسع في صفوف المعارضة ما ساهم في اطاحة مرسي بعد ذلك.

اخترنا لك