إطلاق 2600 من المتظاهرين ... وبغداد تشيّع شهداء أحداث الخلاني والسنك
بغداد تشيع شهداء أحداث الخلاني والسنك بعدما بلغ عددهم 19 شهيداً وتظاهرة لعدد من أنصار زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر في النجف رداً على استهداف مقر بطائرة مسيّرة.
أفاد مراسل الميادين بتعيين اللواء الركن عبد الحسين التميمي قائداً لعمليات بغداد بدلاً من الفريق الركن قيس المحمداوي.
وكان مجلس القضاء الأعلى في العراق قد أعلن الإفراج عن أكثر من 2600 موقوف من المتظاهرين، فيما أبقت السلطات على181 موقوفاً.
وشيّعت بغداد شهداء الهجوم المسلح على متظاهرين في بغداد أول من أمس في منطقتي الخلاني والسنك وقد بلغت الحصيلة 19 شهيداً، فيما تشهد النجف تظاهرات عقب استهداف منزل زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.
وتوجه عدد من أنصار الصدر للتظاهر في منطقة الحنانة وسط المدينة، بعدما دعا مكتبه إلى تظاهرة مليونية في النجف، رداً على استهداف مقره بطائرة مسيرة.
وعقب الهجوم جرى التوصل إلى اتفاق أمني بين قيادة عمليات بغداد وسرايا السلام وقادة من التيار الصدري، يشمل إعادة انتشار الجيش في المنطقة، وتولي اللجان الأمنية لأصحاب القبعات الزرقاء، وحماية ساحات التظاهر من المندسين.
مراسل الميادين أفاد بأن محتجين أغلقوا أبواب جامعة كربلاء، ومنعوا دخول الطلاب والأساتذة والموظفين إليها، وقطعوا طرقاً رئيسية عديدة في مركز محافظة كربلاء.
بالإضافة إلى إغلاقهم مبنى ديوان الوقف الشيعي والوقف السني وسط مدينة الحلة مركز محافظة بابل.
في سياق متصل، أعلن مجلس القضاء الأعلى في العراق، الإفراج عن أكثر من 2600 موقوف من المتظاهرين، فيما أبقت السلطات على 181 موقوفاً.
الضغط الأميركي على العراق
يتصاعد إيقاع ضغط واشنطن على العراق، وباختلاف الأساليب الأميركية في الضغط، تختلف أدواته بالنسبة للأميركيين. فإن ساحة الحراك والاحتجاج في العراق، أمكن اختراقها لجهة فساد مستحكم في الطبقة السياسية الحاكمة متنوع الأشكال والأحجام. ثم أضيف إلى أدوات الضغط الأميركي في العراق الاستثمار في النزعة الانفصالية شمالاً، والنشاط الذي دبّ في خلايا داعش التي تركت منتدبةً بعد التحرير.
ومع تحرك المرجعية الدينية ومتابعتها لتطورات التظاهرات، وحرصها على تقديم الحلول ضمن نطاق من السلم، تمرر من خلاله إرادة العراقيين ولا يطاح النظام العام وكيان الدولة، بدا أن الأزمة العراقية مسيطر عليها بأيد عراقية بيضاء، هنا بالتحديد أخذ الضغط الأميركي بالتزايد.
ولئن تمّت مواجهة هذا الصلف الأمير كي واستيعاب هجومه الأول، وتفتح الوعي العراقي، إلا أن الكفّ عن المحاولة قرار لم يتخذه الأميركيون بعد.
فإلى الشمال من العراق تتحرك زعامات كردية منفردة، بالتنسيق مع الإماراتيين، وتتسلم شحنةً ضخمةً من الأسلحة من دون أن يعلم المستخدم الأخير حمولتها.
ويرى كثيرون أنها قد تكون جزءاً من الاستعداد لخلق أمر واقع في كركوك، استغلالاً للوضع المضطرب في الوسط والجنوب، وقد يكون في شق آخر إقلاقًا لتركيا إردوغان الحليفة لقطر.
ويندرج تحت بند فصول المؤامرة، تعرّض المحتجين في ساحة الخلاني ببغداد لإطلاق نار أوقع شهداء وجرحى أريد له أن يفهم أنه بلمسات فصائلية، ثم تعرض مقر إقامة السيد مقتدى الصدر لقصف بطائرة مسيرة، يقرأه المراقبون أنه يمكن أن يكون ترهيبًا للقادة العراقيين، وإشعارًا لهم أنهم في حالة استهداف مستمرة.
وقد يؤول حكماً بأنه اختبار لردة الفعل فيما لو قام عملاء أميركا أو مشغلوهم باغتيال شخصية سياسية أو دينية كبيرة، لتفجير الأوضاع وإقحام العراق في حلبة تناحر دامٍ، تقود إلى التمزيق الذي هو الهدف منذ البداية.