هل محورية فلسطين هي مقياس التفاهم والتحالفات؟
سلسلة لقاءات لفصائل المقاومة الفلسطينية تشهدها العاصمة الإيرانية طهران، منذ إجراء مراسم تنصيب إبراهيم رئيسي رئيساً جديداً، آخرها استقبال رئيس حركة حماس إسماعيل هنية الأمين العام لجماعة الدعوة والإصلاح الإيرانية عبد الرحمن البيراني، مع وفد مرافق من الجماعة.
لا تزال القضية الفلسطينية في صلب السياسة الخارجية الإيرانية. ولا يفوت طهران مناسبة لتأكيد أن الدعم باق للمقاومة الفلسطينية. وعلى هذا الأساس، تمثّل فلسطين نقطة ارتكاز أساسية في صياغة المواقف وتحديد الأولويات.
هي فلسطين، محور الفرز ومعيار التحالف، وتتضح الرسائل أكثر في اعتلاء قادة فصائل المقاومة الفلسطينية منصات الشرف الرئيسة في طهران، ومع الاهتمام اللافت لأصحاب القرار بلقاءاتها.
وتصوغ طهران مواقفها وتحدد أولوياتها، من خلال لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية بوفد جماعة الدعوة والإصلاح الإسلامية الإيرانية,
إذاً، فلسطين هي نقطة ارتكاز لتقريب من معها والمحرك الرئيس لإبعاد من ضدها.
اللقاء مع هنية في طهران لم يكن أول نشاط لجماعة الدعوة والإصلاح الإسلامية، فهي تشكل جزءاً من الطيف السياسي في إيران، لكن الجديد هو التوقيت والشخصية البارزة التي جرى معها اللقاء، بالتزامن مع عهد جديد دخلته إيران، بتنصيب إبراهيم رئيسي رئيساً لها، ورؤية رئيسي التي تقوم على تفويض بدعم محور المقاومة من قبل الشعب الذي انتخبه.
ويأتي اللقاء في سياق رغبة القيادة في إيران، بحسب مصادر مطلعة، في انفتاح حماس وبقية قوى المقاومة على الداخل الإيراني، وفي إقامة حوارات وعلاقات مع القوى السياسية الإيرانية، بمختلف أطيافها.
الخبير في الشؤون الإيرانية والإقليمية، محمد مهدي شريعتمدار، أكد للميادين أن "لقاء هنية بجماعة الدعوة والاصلاح الإيرانية يؤكد أن فلسطين هي أساس الوحدة"، منوهاً إلى أنه "لم يكن غريباً مشهد تصدر قادة فصائل المقاومة مراسم تنصيب الرئيس رئيسي في طهران".
#المسائية | من هي جماعة "الدعوة والإصلاح" الإيرانية التي التقى وفد منها رئيسَ المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية؟ pic.twitter.com/1jwWCI1Sbi
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 8, 2021
في حضور الفصائل مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، تتجلى مكانة القضية. وفي لقاءات وفودها بإبراهيم رئيسي، تترسّخ فلسطين ركناً أساسياً في تلك السياسة خارجياً.
ينسجم ذلك مع علاقة أوسع، يعزز أواصرها محور المقاومة بين أطرافه، ووفقها تبنى بكل وضوح مواقف تلك الأطراف، فالبوصلة فلسطين ومواجهة الاحتلال.
مناخات التكامل بين أطراف محور المقاومة تظهر في طهران المحتضنة، وفي الدعم العلني المتبادل بين حزب الله والفصائل في غزة إبان معركة "سيف القدس" والرد في مزارع شبعا.
تحتضن الفصائل الفلسطينية، بلا خجل أو وجل، بقية أطراف المحور وفصائله، لا تلقي بالاً لدعاية مذهبية مقيتة، تقف وراءها أطراف تناصب الفلسطينيين العداء، وإلا فكيف تفسر ملاحقة كوادر حماس ومناصريها في السعودية، على سبيل المثال.
الكاتب والمحلل السياسي شرحبيل الغريب، قال إن "لقاء هنية بجماعة الدعوة والاصلاح يدحض كل الشائعات عن اضطهاد إيران للمسلمين السنة".
وأضاف للميادين، أن "لقاء هنية بجماعة الدعوة والاصلاح سيعزز من قوة الوحدة الاسلامية ويسجل لطهران وعهد رئيسي"، مشيراً إلى أن "مشهد استضافة قادة الفصائل في طهران يعطي حالة ارتياح كبيرة بأن هناك حلفاء داعمين للفلسطينيين".
وفي سياق متصل، أوضح الغريب، أن "السلوك السعودي اليوم يتماهي تماماً مع السياسة الإسرائيلية في ملاحقة المقاومين".
واعتبر أن "المحاكمات السعودية ضد المعتقلين الفلسطينيين هي خطوة أولى على طريق التطبيع"، منوهاً إلى أن "السعودية حسمت خيارها بشكل نهائي لجهة عدم دعم الشعب الفلسطيني".
#المسائية | الغريب: المحاكمات #السعودية ضد المعتقلين الفلسطينيين هي خطوة أولى على طريق التطبيع. pic.twitter.com/NxIbuntBen
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 8, 2021
في المقابل، تواصل الساحات الأخرى مسارها في التضييق والإمعان في استهداف المقاومة الفلسطينية، وهي ساحات تدير وتعزز الدعاية المذهبية في المنطقة، حيث تحكم السعودية بالسجن على عشرات المعتقلين الفلسطينيين والأردنيين وعلى رأسهم مسؤول حماس السابق لديها محمد الخضري، فأي دلالات بين مشهدي التكريم في طهران والاعتقال في الرياض؟
منسق شبكة "قادرون معاً" للإعلام البديل، وليد محمد علي، أكد للميادين أن "احباط مشاريع الاستعمار يكون بالوحدة".
وشدد على أن "فلسطين هي القضية الأهم لتوحيد الصفوف"، مشيراً إلى أن "السعودية تؤكد أنها في خدمة المشروع الأميركي الصهيوني من خلال محاكمة المعتقلين الفلسطينيين".
#المسائية | وليد محمد علي: إحباط مشاريع الإستعمار يكون بالوحدة و #فلسطين هي القضية الأهم لتوحيد الصفوف. pic.twitter.com/BuzVlJ23oJ
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) August 8, 2021