وزير السياحة اللبناني لـ الميادين نت: "أهلا بهالطلة أهلا" ستجلب مليوني سائح

"لبنان ينتعش من سياحته"... عبارة نسمعها دوماً، وهي تبعث على الأمل رغم الألم! فوزير السياحة وليد نصار يؤكد ذلك للميادين نت، والتوقعات تشي بصيفٍ واعد، فماذا في لغة الأرقام؟ وماذا نعرف عن حملة "أهلا بهالطلة أهلا"!

  • وزير السياحة اللبناني لـ الميادين نت:
    نصار لـ الميادين نت: نحن بانتظار موسمٍ سياحي صيفي واعد

 أزِف فصل الصيف في لبنان، وفي هذا البلد المتخم بالأزمات الاقتصادية والمعيشية والسياسية... يأتي هذا الفصل منعشاً للاقتصاد اللبناني ورافداً له.

 يلوذ اللبنانيون في هذه الأيام بما ينعش حياتهم، خاصة وأن بلدهم يرفل بكنوز سياحية وتراثية وحضارية وارفة.

 وتشكّل السياحة في لبنان أهم مورد في الميزان الاقتصادي، ومن هنا فإن الاستقرار أمنياً وسياسياً يرخي بظلاله الحثيثة على الحركة السياحية في هذا البلد الصغير الذي لا تتجاوز مساحته الـ 10452 كلم2.

عاملٌ آخر قد ينغّص موسم السياحة والاصطياف في لبنان، وهو المنافسة الكبيرة من دول محيطة مثل تركيا وغيرها... فضلاً عن أهمية التعاون مع سوريا كدولة هامة للبنان في الجغرافيا والتاريخ والعلاقات والسياحة وغيرها...

وزير السياحة: ننتظر موسماً سياحياً واعداً

وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال في لبنان وليد نصار، يعمل بدأب رغم الوضع السياسي والحكومي المعقّد، متخذاً تدابير من شأنها تعزيز الثقة بمقومات لبنان الجمالية والسياحية.

يؤكد نصار ضرورة العمل "في السياحة الذكية أي إقامة مشاريع بتكلفة ذكية والاستفادة من طاقات الشابات والشبان وكل المنتجات والخدمات اللبنانية، إذ إن خدماتنا ومنتجاتنا تعتبر من الأوائل في المنطقة. فلنحافظ على ما لدينا ونعمل ليكون اقتصادنا منتجاً وليس ريعياً". 

  • أطفال لبنانيون يستقبلون الزوار في مطار بيروت على طريقتهم
    أطفال لبنانيون يستقبلون الزوار "على طريقتهم" في مطار بيروت 

وهو يقول لـ الميادين نت: "بانتظارنا موسم سياحي صيفي واعد، فبعد النجاح الذي حقّقه الموسم السياحي الصيفي في العام الماضي، حيث دخل لبنان أكثر من مليون و 700 ألف وافد، من المتوقّع قدوم نحو مليوني سائح ووافد هذا العام، ولا شك أنه ورغم الظروف الراهنة يساهم الاستقرار الأمني بجذب السياح".

ويوضح أنه في الموسم الصيفي الماضي أدخل السيّاح كتلة نقدية تخطّت المليار دولار، ومن المتوقّع هذا العام أن تصل إلى 10 مليارات دولار، ما يساهم في تنشيط وتحريك العجلة الاقتصادية.

"أهلا بهالطلة... أهلا"

ولكن ماذا أعدت الوزارات اللبنانية المعنية من خطط لجلب السائح الأجنبي والعربي؟

"حقّقت الحملات الترويجية السياحية التي أطلقناها في العام الماضي نجاحات كبيرة محلياً وإقليمياً، فقد فازت حملة (أهلا بها الطلة) بجائزة الاتحاد العربي للإعلام السياحي كأفضل حملة ترويجية عربية في آذار/مارس الماضي ضمن فعاليات بورصة برلين للسياحة ITB". 

اقرأ أيضاً: وزارة السياحة تطلق حملة "أهلا بهالطلة"

وهذا العام، أطلقنا حملة "أهلا بهالطلة أهلا" التي ستتضمّن برنامجاً سياحياً مميّزاً إن كان على صعيد المهرجانات أو على صعيد النشاطات والمشاريع السياحية التي يتم التحضير لها والتي من المتوقّع أن تعود علينا بنتائج إيجابية" يكشف نصّار.

  • وزير السياحة اللبناني نجح في إطلاق حملات الترويج للسياحة
    وزير السياحة اللبناني نجح في إطلاق حملات الترويج للسياحة

وإذ يبدو الوزير المعني متفائلاً، "لا شك أننا على موعد مع موسم واعد، فمن المتوقّع أن يزور لبنان بين مليون ونصف ومليوني وافد يترواحون بنسبة 75% من المنتشرين اللبنانيين و25%من الأجانب. فيدخلون معهم كتلة نقدية تصل إلى 10 مليارات دولار".

ويشير نصار إلى "أنّ المغتربين الذين يشكّلون النسبة الأكبر من الوافدين هم سيّاح في وطنهم الأم فهم ينشّطون السياحة ويزورون المناطق ويرتادون المؤسسات السياحية من مطاعم وفنادق ومنتجعات سياحية، وغيرها من الأماكن الأثرية. لذلك، نحن ننتظر موسماً مميّزاً علينا التعاون جميعاً لإنجاحه".

الاستقرار الأمني والسياسي

ويأمل الوزير نصار في أن يكون هناك "استقرار أمني في فصل الصيف، كما أنّ الاستقرار السياسي مطلوب أيضاً، ونأمل حصول الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت وتشكيل حكومة جديدة، وأن تعود المؤسسات إلى عملها في الطريق الصحيح".

ويضيف، "لا شك أن لبنان بحاجة لانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة أصيلة من أجل حسن سير العمل في مختلف المجالات وخاصة السياحية منها واستقامة عمل المؤسسات، ونحن نطالب دائماً بانتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت ممكن".

ويردف قائلاً رداً على سؤال الميادين نت حول توقيع لبنان لاتفاقية ترسيم الحدود البحرية لاستخراج الغاز من المياه "بالطبع فإن استخراج الغاز يحرّك عجلة الاقتصاد ويفتح مجالات للاستثمار، ما ينعكس إيجاباً على مختلف القطاعات ولا سيما القطاع السياحي".

اقرأ أيضاً: بين نفق الناقورة و"كاريش".. ظهورنا محمية والخيارات مفتوحة (فيديو)

أفضل حملة ترويجية عربية

وشارك نصار مؤخراً في الاجتماع الـ 49 للجنة الإقليمية للشرق الأوسط الذي انعقد في البحر الميت في المملكة الأردنية الهاشمية، في حضور الدول العربية الأعضاء في المنظمة العالمية للسياحة.

وخلال الاجتماع عرض فيديو الحملة الترويجية "أهلا بها الطلة"، التي نالت جائزة أفضل حملة ترويجية عربية من قبل الاتحاد العربي للإعلام السياحي، والذي لاقى إعجاب الحاضرين.

وأطلق وزير السياحة حملة "أهلا بها الطلة أهلا" منذ أسبوع من واجهة بيروت البحرية في منطقة الضبية شمال بيروت، بحضور وسائل الإعلام وبينها "الميادين نت"، وذلك عبر إطلاق فيديو كليب ترويجي بالتعاون بين الفنانين سليم عساف وغي مانوكيان.

وسيتم بث الأغنية على جميع رحلات طيران الشرق الأوسط، ويجري الترويج لها حالياً عبر وسائل الإعلام اللبنانية والعربية.

تجربة سياحية لبنانية... إلى العالم العربي

وتبرز السياحة الداخلية التي ازداد زخمها بعد جائحة "كورونا" وعدم قدرة اللبنانيين على السفر، وجذبت اللبنانيين من مقيمين ومغتربين ليكتشفوا لبنان، كما أن نسبة 20% من المواطنين اللبنانيين يتمتعون بقدرة شرائية أعلى بما أن أجورهم أصبحت في القسم الأكبر منها بالدولار الأميركي، ويمكن التعويل عليهم.

من هنا، فقد كان لتجربة لبنان الرائدة خلال السنوات الماضية حيّز هام في كلمة نصار في اجتماع عمّان فقال "بالنسبة لمناقشته برنامج العمل للأعوام 2024-2025، أشير إلى "انطلاق مشروع الدعم الفني مع المنظمة حول الـ DMO والتقدّم الذي حقّقه لبنان في مجال بيوت الضيافة والاستعداد لمشاركة هذه التجربة الناجحة مع الدول العربية الشقيقة".

اقرأ أيضاً: طائرات ملوّنة في سماء جبال لبنان

سوريا دولة شقيقة

ويجيب المهندس نصار على سؤالنا حول ما يتعلّق بأزمة النزوح السوري التي ترخي بظلالها على لبنان قائلاً "بالطبع فإن النزوح يؤثر على الوضع الاقتصادي بشكلٍ عام، ونحن مع العودة الآمنة للأشقاء السوريين إلى بلادهم، وسوريا دولة شقيقة نتمنى لها ظروفاً آمنة ومستقرة .

  • سياحة داخلية وخارجية
    سياحة داخلية وخارجية

اقرأ أيضاً: محذراً من الفوضى.. حجار للميادين نت: لا تلعبوا بالنار في ملف النازحين السوريين

وإذّ يقول إنه على تواصل مع وزير السياحة السوري المهندس محمد رامي رضوان مرتيني، يؤكد أن "سوريا دولة شقيقة، وأن لبنان جزء لا يتجزأ من محيطه العربي، ولطالما كان التعاون مع الأشقاء العرب عاملاً أساسياً لتنشيط السياحة، ونسعى دائماً مع نظرائنا العرب للتعاون لما فيه مصلحة البلدان العربية كافة ولا سيما سوريا".