ما تفعله آلة الحرب الإسرائيلية ليس بجديد، في فلسطين ولبنان وسيناء والجولان، في كلّ مكان وزمان، لا تلوي على شيء، تضرب القوانين والأعراف الدولية، وقبلها الإنسانية والأخلاقية عرض الحائط.

لا فرق لدى قوات الاحتلال بين مدرسة ومستشفى وكنيسة ومسجد، حتى مواقع الأمم المتحدة و"اليونيفل" و "الأونروا" و"اليونيسف" وغيرها... هي هدفٌ مباح للإجرام، في ظل مواكبةً غربية مقصودة للجرائم، و على رأسها الولايات المتحدة الأميركية.

ماذا نعرف عن تأسيس مستشفى الأهلي العربي ( المعمداني) الذي استهدفته طائرات الاحتلال، موقعة جريمة حرب من الأطفال الرضّع والمدنيين؟

وكانت   وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أعلنت ارتقاء ما يزيد على 3200 شهيد، وإصابة 11000 جريح، من جرّاء العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع، لليوم الـ12 على التوالي، ومعظمهم من الأطفال والنساء.

وارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرةً في مستشفى الأهلي المعمداني، أدّت إلى استشهاد ما لا يقل عن 500 شخص، وفق ما أعلنت وزارة الصحة.

أكثر ما يدمي القلوب، هو مشهد لعب وغناء الأطفال - الشهداء وقيامهم بحملة نظافة بأياديهم الناعمة طالت حدائق المستشفى المعمداني قبيل ساعات من ارتقاء أرواحهم إلى الجنان.

لقطات تُظهر الحياة في المستشفى المعمداني قبل استهدافه من جانب الاحتلال #المستشفى_المعمداني #مستشفيات_غزة #غزة #فلسطين #غزه_تباد#الميادين_Go pic.twitter.com/DbmM8jZoeU

— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) October 17, 2023

وأفاد مراسل الميادين في القطاع بأنّ تشييع  شهداء مجزرة المعمداني سيجري، صباح اليوم الأربعاء، وسط دعوات إلى أوسع مشاركة فيه.

لقطات تُظهر الحياة في المستشفى المعمداني قبل استهدافه من جانب الاحتلال #المستشفى_المعمداني #مستشفيات_غزة #غزة #فلسطين #غزه_تباد#الميادين_Go pic.twitter.com/DbmM8jZoeU

— Almayadeen Go الميادين (@almayadeengo) October 17, 2023

وفي هذه الأثناء، كرّر "جيش" الاحتلال دعوته مستوطني مدينة غزة إلى إخلاء منازلهم والتوجّه جنوباً. وعلى الرغم من الدعوات السابقة المشابهة، فإنّ الاحتلال استهدف جنوبي القطاع بغارات عنيفة، بحيث لم تعد ثمة منطقة آمنة هناك.

يقع "المعمداني"  في حي الزيتون بقطاع غزة، وتحيط به كنيسة القديس برفيريوس ومسجد الشمعة ومقبرة الشيخ شعبان.

مستشفى تاريخي ببناء أثري

ويضم أيضاً، مستشفى تابعة للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس، وهي واحدة من أقدم المستشفيات في غزة، حيث أنها تعمل منذ عام 1882م.

وقد أسسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنكلترا، وأدير لاحقاً كبعثة طبية بين عامي 1954 و1982. وعاد المستشفى تحت إدارة الكنيسة الأنجليكانية في الثمانينات.

🛑 المستشفى الأهلي العربي ليس فقط مشفى ، بل في داخله كنيسة فيليبس والمشفى بأكمله يُدار من الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس منذ 63 سنة.
🔻 تم تأسيس المشفى في عام 1882 ، أي أنه أكبر من دولة إسرائيل بـ66 عام.#مستشفى_المعمداني #مجزرة_مستشفى_المعمداني pic.twitter.com/LxBszG3N6Q

— سـَجّـاد عَـلـوان𓃵🇮🇶 (@SAJJADALWAN1) October 17, 2023

وفي الحرب العالمية الأولى تعرض "المعمداني" للتدمير والسرقة والنهب، ثم أعيد بناؤه وسمي "المستشفى الأهلي العربي" عام 1919، وبقي تحت إدارة الدكتور ستيرلينغ حتى عام 1928، ثم انتقلت إدارته إلى الدكتور ألفرد حتى عام 1948.

ويضم المبنى الحجري التراثي المؤلف من 4 طبقات 80 سريراً، وهو يقدّم عناية سريرية ومتنقلة إلى جانب برامج مجانية للكشف عن سرطان الثدي وعلاجه. 

هدمو الكنائس والمستشفيات والجوامع
أجرموا بحق الدين والانسانية يتغنون ويتراقصون على دماء الأبرياء
المعمداني ليس فقط مستشفى، بل يحوي كنيسة ومسجد يعود تأسيس المستشفى إلى ما قبل 1930، حسبنا الله ونعم الوكيل#PalestineGenocide #مجزره_مستشفي_المعمداني https://t.co/8Qie9z2dBJ

— Mahmoud🇵🇸 (@CzarMahmoud) October 17, 2023

المبنى الثاني - الذي يتألف من 4 طبقات أيضاً - تعرّض لقصف جزئي السبت الماضي في سابع أيام العدوان ما أدّى إلى إصابة أربعة أشخاص بشظايا وتخريب طبقتين تضمّان غرف تصوير شعاعي وطبقي وفوق صوتي، وغيرها من الخدمات التشخيصية.

وأكد راعي الكنيسة الإنجيلية الأسقفية العربية القس فايق حداد، أن كادر المستشفى يضم 42 فرداً، حيث تسعى الكنيسة المصدومة من هول الفاجعة إلى معرفة مصير الكوادر التطوعية الطبّية ومئات الغزييّن - مسلمين ومسيحيين- الذين لجأوا إلى هذا الصرح الطبّي للاحتماء من جحيم قصف الاحتلال.

  محاولة لتهجير الفلسطينيين

حاولت قوات العدو الإسرائيلي في عدوانها المستمر تهجير الفلسطينيين في شمال قطاع غزة من منازلهم، فكثفت قصفها طوال أيام متتالية على مدن الشمال والوسط، في محاولات مستميتة لإجبار الأهالي الفلسطينيين على النزوح نحو الجنوب.

وفي ذلك الوقت استقبل مستشفى المعمداني المئات من النازحين الذين لاقوا في كنف المسشفيات يقيهم حمم الإجرام الإسرائيلي المجرم.

على الرغم من كون مستشفى المعمداني معروف إلا أنه تعرّض لقصف إسرائيلي جانبي في وقت متأخر من يوم  14 تشرين الأول/ أكتوبر، أدى إلى إصابة 4 موظفين.

ومع استمرار العدوان الإسرائيلي على مناطق قريبة جداً من المستشفى، تدافع الآلاف من النازحين إلى المستشفى، لتأوي المستشفى في تلك اللحظة ما يقرب من 6000 نازح، ومع اشتداد الغارات فرّ الكثير من النازحين وظل ما يقرب من 1000 شخص يحتمون داخل فناء المستشفى.

هؤلاء 👇مشاركون في مجزرة #المستشفى_المعمداني والابادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني في #غزة_تُباد مجازر ببصمة الاحتلال الاسرائيلي وشراكة المجتمع الدولي منذ تأسيس الكيان الغاصب #غزة_تنزف #غزة_تحت_الركام #المستشفى_المعمداني https://t.co/5jfW6fOHJO

— wafaa baydoun وفاء بيضون (@wafaa_baydoun23) October 18, 2023

اقرأ أيضاً: أمير عبد اللهيان تعليقاً على جريمة الاحتلال في مستشفى المعمداني: انتهى الوقت!

والجدير بالذكر، أن قوات الاحتلال أمرت بإخلاء 21 مستشفى في غزة، بما في ذلك المستشفى المعمداني، لكن موظفي المستشفى وسكان المنطقة رفضوا الاستجابة للتهديدات الإسرائيلية التي تهدف لتهجيرهم من مدنهم قسراً.

وخرجت تظاهرات حاشدة في عدّة دول، عقب جريمة الاحتلال الإسرائيلي ومنها في إيران، احتشد المتظاهرون في ميدان فلسطين في العاصمة طهران، تنديداً بالمجزرة.