من بين أوجاع غزة تنبثق قصة معابر القطاع التي بقيت دائماً كابوساً للغزّيين وواحدة من أكبر أوجاعه، ترسم لوحة تعكس جدران الحرية المكبَّلة بأغلال القيود، حيث تتلاقى مع حكاية الألم والصمود في رحلة أهل غزة عبر تلك البوابات الموصدة.

تتفتح أزهار الصمود في أروقة معابر قطاع غزة، لتروي حكاية الشعب الفلسطيني الذي يناضل في ظل القيود الكثيرة والحصار التام الذي فرضه عليه الاحتلال الإسرائيلي الغاشم منذ سنوات طوال. بخطوات مُثقلة يعزِف الغزّيون سيمفونية الحياة، على أوتار الحلم يحلِّقون بخيوط الأمل فوق أسوار هذه المعابر بروح مؤمنة تحِبُّ الحياة.

فما هي معابر قطاع غزة؟ وما أصل الحكاية؟

 حصار خانق

يعاني قطاع غزة من حصار خانق فرضه الاحتلال الإسرائيلي عـام 2006.

عزل الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة بفصلـه عـن الأراضي الفلسطينية في الضفـة الغربيـة والقدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، بالتزامن مع عقوبات شديدة فرضها على سكان قطاع غزّة مسّت الحقوق الأساسية لهم، مع قيود مشدّدة على دخـــول الوقـود والبضائع وكمياتها، وحركة الأفراد من وإلى قطاع غزة.

سيطرة كاملة فرضها الاحتلال الإسرائيلي على منافذ قطاع غزة برّاً وبحراً وجواً، إضافة إلى القيود التي فرضها على حركة المعابر التي تحيط بالقطاع.

ينزفون حتى الموت، خلف السياج،

المرارةُ والغضب شعوران تغصّ بهما أفئدة جرحى #غزة..

احتلالٌ مجرم وعالم مُتآمر،

معابر غزة ومنع دخول الغزيين واستشهادهم على أعتابها، #طوفان_الأقصى#غزه_تقاوم_وستنتصر #حماس_تدافع_عن_امة_الاسلام pic.twitter.com/D9YF8vPd7b

— Moohamet Aldmahki (@moohamid_sy_D_A) January 31, 2024

في ظلّ الحصار المطبق الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أكثر من 15 سنة، هناك 7 معابر تربط قطاع غزة بالعالم الخارجي، 6 من هذه المعابر تخضع لسيطرة الاحتلال بصورة كاملة، ومعبر رفح مع دولة مصر.

معابر غزة

وتأتي هذه المعابر على الصورة الآتية:

 1- معبر كرم أبو سالم 

يقع معبر كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة، وهو مخصص لاستيراد البضائع ويخضع لسيطرة الاحتلال .

 2- معبر بيت حانون 

يقع شمال قطاع غزة، وهو مخصص لعبور العمال والتجار ورجال الأعمال والشخصيات المهمة، كما يتنقّل عبره الأفراد من المرضى الذين يحصلون على تحويلات طبية بعد عناء شديد للعلاج في الضفة الغربية المحتلة أو في الأراضي المحتلة عام 1948، ويسيطر عليه الاحتلال.

 3- معبر المنطار 

معبر تجاري يقع إلى الشرق من مدينة غزة ويسيطر عليه الاحتلال. وهو مخصص للحركة التجارية من وإلى القطاع وكذلك لتصدير الخضراوات إلى الضفة الغربية. أنشئ في 4 أيار/مايو 1994 وأغلق في 2011.

 4- معبر القرارة

يقع شرق خان يونس، يسيطر عليه الاحتلال، وهو مخصص لتحرّكات الاحتلال العسكرية ضد غزة، أغلقه الاحتلال عقب انسحابه من القطاع عام 2005، ولا يُفتح إلا لعبور دباباته وآلياته عند شنّ عدوان على القطاع.

 5- معبر "ناحل عوز"

يقع شرق حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، أغلقه الاحتلال في كانون الثاني/يناير 2010 بالكامل وحوّله إلى موقع عسكريّ. كان المعبر يتكوّن من شقين، الأول (الغربي) لدخول الوقود والغاز للقطاع، والثاني (الشرقي) الذي يحتوي على خزّانات للغاز الطبيعي تضخ الغاز للقطاع.

6- معبر "صوفا"

يقع في الجنوب الشرقي من خان يونس، وكان يستخدم للحركة التجارية (نقل مواد البناء) باتجاه واحد نحو قطاع غزة، ودخول العمال أحياناً، لكنه كان يخضع إلى إجراءات تفتيش معقّدة بحسب مزاج الاحتلال، الذي أغلقه عام 2008 بشكلٍ نهائي، وأعاد فتحه عام 2011 لمرة واحدة لإدخال مواد بناء خاصة بالأونروا. 

 7- معبر رفح

يعدّ معبر رفح المعبر الوحيد المخصص لحركة الأفراد خارج قطاع غزة، ويربط القطاع مع  مصر. كان يخضع لسيطرة الاحتلال قبل انسحابه من القطاع. 

ومنذ عام 2007 حتى 2018 أغلقت السلطات المصرية المعبر بشكلٍ شبه دائم، حيث لم تسمح بفتحه إلا في أيام قليلة ولحالات خاصة، ومنذ أيار/مايو 2018 خضع لتشديد إسرائيلي مزاجي، وهي فتحته لمدة 5 أيام أسبوعياً سمحت من خلاله للفلسطينيين بالعبور.

وتمّ إغلاق المعبر خلال العدوان الحالي على غزة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، ولم يسمح الاحتلال بخروج الأشخاص من خلاله ولا بدخول المساعدات إلا بنذرٍ يسير ووفق شروطه.