صورة نجلاء أبو جهجه أقوى من الاحتلال
عدستها كانت الوحيد التي رصدت مجزرة سيارة "إسعاف المنصوري" عام 1996، ونقلت صورة الاحتلال الحقيقة للعالم، وفي نفس الوقت هرعت لحث قوات "الطوارىء الدولية"، للقدوم السريع وانقاذ الأطفال والركاب، لكن وصولهم كان متأخراً جداً للأسف..
"أرغب بصمتٍ أبدي
يشبه ثرثرة الريح الهاربة
نحو تلال الليل البعيدة
أهاجر نحوها ولا أعود"
كلمات دوّنتها الصحافية المؤلفة المصوّرة اللبنانية نجلاء أبو جهجه، في 14 آب/أغسطس الماضي.
دخلت نجلاء منذ أيام، في "صمتٍ أبدي"، كما خطّ يراعها الذي ترك بصماتٍ في تاريخ لبنان.
غيّبها الموت، بعد مرضها، وهي التي لم تترك ساحة خَطر إلا وصوّرتها.. ما جعلها تحوز لقب "المصورة الأولى" لعام 1996.
العدسة التي غيّرت الرأي العام
كانت نجلاء مثابرة متابعة على الدوام، وهذا جعلها تتميز وتشتهر في العام 1996 خلال العدوان الذي أطلق عليه الاحتلال آنذاك تسمية "عناقيد الغضب" الإسرائيلي على لبنان.
عدستها الوحيدة، رصدت مجزرة سيارة إسعاف المنصوري، في 13 نيسان/ أبريل من ذلك العام، قرب حاجز لـ "اليونيفيل" على طريق صور الناقورة، ونقلت صورة الاحتلال الحقيقة للعالم، وفي نفس الوقت هرعت لحثّ قوات "الطوارىء الدولية"، للقدوم السريع وإنقاذ الأطفال والركاب، لكن وصولهم كان متأخراً جداً.
كان نتيجة ذلك هزيمة الاحتلال الإسرائيلي وتغيّر الرأي العام، على الرغم من مُحاولاته تشويه سير المعركة، قبل أن يتبعها بعده بأيام، بمجزرة قانا (18 نيسان/ أبريل من العام نفسه)، في مركز قوات الطوارئ الدولية، ما أدّى إلى سقوط 102 من المدنيين، لم يشفع لهم رفع علم الأُمم المُتحدة.
نجلاء عاشت ورحلت على صوت القذائف الإسرائيلية، التي اضطرتها في المرة الأولى إلى ترك قريتها الوادعة "حانين" في العام 1976، فعادت إليها، بعد التحرير عام 2000، من دون أن تجد منزلاً واحداً فيهاـ.
التاريخ يعيد نفسه
التاريخ يعيد نفسه، مع احتلال لم يشبع من سفك الدماء واستهداف المدنيين والأطفال والصحافيين والمصورين.. تماماً ، كما يحصل اليوم في غزة ولبنان، احتلال لا يعرف سوى القتل والدمار، لكنه لم يفقه أن كل هذا لن يزيد الفلسطينيين واللبنانيين إلاّ تمسكاً بأرضهم ىووطنهم.
يكفي الانسان أنه طبع بصماته في مسيرةٍ مشرّفة زاخرة بالعطاء، والراحلة أيضاً زوجةُ فنان وكاتب لبناني معروف هو عبد الحليم حمود.
نقابة المصورين الصحافيين
ونعت نقابة المصورين الصحافيين في لبنان الراحلة فقالت إن "الجسم الاعلامي فقد زميلة عزيزة محبة لزملائها ومهنتها، نجلاء المتواضعة. الحائزة على عدة جوائز لاعمالها المميزة لقد عملت بعدة صحف ووكالات عالمية وكانت مثالاً للمصورة الملتزمة، والزميلة نجلاء التي وثقت بعدستها مجزرة المنصوري التي ارتكبها العدو الإسرائيلي" .
أحبّت أبو جهجه الكتابة الأدبية والشعر. فبدأت بكتاب وثّقت فيه تجربتها كمراسلة حربية ومشاهداتها تضمّن حوالى 100 صورة وثّقتها عدستها.
عدد مؤلفاتها وصل إلى 13 كتاباً، وديواناً شعرياً ورواية قيد الطبع. تناولت الكتب قضايا لطالما أثارت اهتمامي كالإعلام والاجتماع والتصوير الفوتوغرافيّ والمرأة والعدوان وقضايا النضال في فلسطين.
الراحلة نجلاء أبو جهجه في سطور:
-كانت مراسلة لوكالة رويترز لمدة 8 سنوات.
-حائزة على إجازة في العلوم الاجتماعية.
-حائزة على شهادة الجدارة في علْم الاجتماع الاقتصادي.
-تسلّمت لـ 5 سنوات مسؤولية الاتحاد الوطني لطلبة لبنان فرع الجنوب.
-أسسّت فرقة مسرحية جسَّدت من خلالها الأبعاد الوطنية والنضالية الملتزمة.
-شاركت في عدة معارض فوتوغرافية محلية وعالمية.
-هي عضو دولي في "منظمة العفو الدولية".
-حائزة على لقب المصورة الأولى لعام 1996 من قِبل "مؤسسة المتحدون للإعلام والتسويق البريطانية".