نازحون لبنانيون وممثلون في ملعبٍ واحد
رسالة محبة وصمود و"مقاومة" من نوعٍ آخر، عاشها ملعب "الهومنتمن" في منطقة انطلياس شرق بيروت برعاية وحضور وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية هكتور حجار وتقيب الممثلين نعمة بدوي.
يجترح اللبنانيون مآثر صمودٍ، ويسجلّون أعلى درجات الوعي والتضامن، في وقتٍ كان الهدف الأول للعدوان الإسرائيلي على لبنان، هو بثّ الفتن وتأليب الشعب على أهل المقاومة وبيئتها العريضة.
سقطت أولى أهداف الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان فحلّ النازحون ضيوفاً في المناطق اللبنانية رغم محاولات البعض مع وسائل إعلام الاصطياد في المياه الآسنة العكرة.
حوراني: مباراة مواجهة مع عدوّ خبيث
فقد نظّم الممثل اللبناني ميشال حوراني بالتعاون مع نقابة ممثلي المسرح و السينما و الاذاعة و التلفزيون في لبنان، وبرعاية مؤسسة Sheild مباراة ودية في كرة القدم (ميني فوتبول) بين فريق من الممثلين وفريق من الشباب النازحين الذين هجّرهم العدوان الإسرائيلي.
اللقاء الرياضي كان وفق المنظمين رسالة انسانية وطنية للتأكيد على احتضان الأهالي النازحين وعلى الوحدة الوطنية في وجه الحرب المجرمة على لبنان، كما هو رسالة صمود وأمل.
الممثل ميشال حوراني صاحب الفكرة، قال لـ الميادين نت إن هذه المباراة تتخطى المنحى المتعلق بالراحة النفسية، واللعب والرياضة لتمسي مباراة مواجهة مع عدو خبيث من أولولياته بثّ الشرذمة وتفكيك المجتمع اللبناني" .
وأضاف "المباراة تقول لمن تركوا منازلهم أنه "وكما نحن أبطال على الشاشة، أنتم أبطال في الحقيقة وعلى أرض الواقع، أبطال الصمود والأمل، والرسالة الأبعد تؤكد أننا بالنهاية "ما النا غير بعض، ولا نقوى إلا ببعض بتكاتفنا ووحدتنا".
الممثل بديع أبو شقرا الذي أبدع في مركز حارس مرمى فريق الممثلين قال إن "هذا اللقاء هو استمرار للحياة، مهما تكن الظروف، معتبراً أن الشعب هو المبادر وهو الوطن".
بدوره، رأى الممثل جوزيف ساسين أن في "هذه المبادرة قضية وطنية ونوع من أنواع المقاومة، في ظل عدم القدرة على تصوير الأعمال الفنية بسبب الحرب" أن تعطي هذه المبادرة دفعة معنوية للشباب النازحين، وأن تتكرر مثل هذه المباريات لكن في ظروفٍ أفضل".
أحد الشباب من الضيوف النازحين شكر مبادرة ميشال حوراني الذي يقدّم المبادرات على الدوام، وقال آخر "إن المباراة جعلته ينسى أن البلد في حالة حرب".
"كابتن" الفريق قال إن اللقاء مع الفنانين أضفى على حياتهم اليومية في مراكز النزوح فرحةً لا توصف، وأنه لا همّ هنا من الفائز، والأهم أن اللقاء الجميل تمّ".
نقيب الممثلين: قوتنا بتضامننا
ورصد الميادين نت انطباع نقيب الممثلين اللبنانيين نعمة بدوي الحاضر الدائم والمشجّع لكلّ ما يقوم به الفنانون من مبادارات وطنية واجتماعية وتضامنية، فرأى في اللقاء "فرصة جميلة لجمع الممثلين بالشباب من الضيوف النازحين، فالفنان يمنح دوماً الفرحة والسعادة، وهذه المباراة تؤكد على أن الحياة المستمرة، وأن قوتنا بتضامننا وأن لبنان سيعود رغم كل شيء"، شاكراً حوراني على مبادراته.
والجدير أن الهيئة الإدارية في النقابة كانت تعمل خلال الفترة الماضية كخلية نحل، لتأمين المساعدات وإيصالها، ومساعدة النازحين والأعضاء ممن يحتاجون المساعدة.
الوزير حجار للميادين نت: هذه المباراة حاجة
وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار أكد عبر الميادين نت أن "هذه المباراة حاجة لإخراج الضغط النفسي من الصدور، وهذه الأنشطة أساسية بغيّة الاستقرار والراحة النفسية للضيوف، للخروج مما عاشوه من ظلم وهلع بسبب العدوان".
وأكد الوزير النشيط أن "المبادرة التي قامت بها نقابة الممثلين ومركز الاستضافة في انطلياس، بالتنسيق مع الوزارة محببة وهامة وهي بالنسبة لنا شيء حيوي ".
حمدان: نؤكد وجودنا إلى جانب أهلنا
عضو الهيئة الإدارية في النقابة الممثل سعد حمدان شدد على أن "الهدف من اللقاء الكروي الودي مع أهلنا النازحين هو تأكيد وجودنا إلى جانبهم ومواساتهم ورفع معنوياتهم وإبقاء روح المنافسة فيما بينهم،وبالفعل فإن هذا ما حصل".
اقرأ أيضاً: بالمغلي والزينة.. عندما احتفى لبنانيون بولادة طفل من الجنوب
وعقّب قائلاً " كنا سعيدين بهذا اللقاء الذي جهّز له الزميل حوراني بالتعاون مع مؤسسة "شيلد" في ملعب نادي "الهومنتمن" العريق. إذ أن أحد أهداف رسالتنا هو "المساهمة في كل ما من شأنه بثّ روح المحبة والتلاقي والتضامن الاجتماعي في هذه الظروف الأليمة التي يمر فيها لبنان من جرّاء العدوان عليه".
شارك في المباراة التي تولى تحكيمها ميشال طراد وإيلي حوراني، الممثلون بديع أبو شقرا، سعيد سرحان، سعد حمدان، حسن حمدان، جيسكار لحود، جوزف ساسين، محمد فوعاني.
اقرأ أيضاً: مبادرة جميلة لنازحين من جنوب لبنان إلى الشوف
انتهت المباراة بالتعادل (7/7)،و حضر المبارة جمهور غفير في نهايتها وزّع الوزير حجار والنقيب بدوي الميداليات على لاعبي الفريقين.
والجدير بالذكر، أن هذه المبادرة تأتي بعد تقديم ميشال حوراني مع مؤسسة Sheild "نشاطاً مسرحياً للدعم النفسي" لمجموعة من الشبان والشابات في أحد مراكز الإيواء.