من "لا سمح الله" إلى "ولَّعت".. مصطلحات لن ننساها من ملحمة غزة
لم يكن الغرض من مصطلح "طوفان الأقصى" مجرداً من المعنى، لأن اللغة، في روحها، ليست من أجل الوصف فقط، بل لتغيير العالم من حولنا. ما المصطلحات التي التصقت بـ "طوفان الأقصى" وشكّلت تغييراً في فهمنا لها؟
"طوفان" كلمة تدلّ على كل ما كان "عظيماً وكثيراً"، وهو ما بدت عليه المقاومة الفلسطينية في عمليتها ضد الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، حتى أصبح "طوفان الأقصى" معجماً قائماً بذاته يضمّ مصطلحات عديدة تصنعها لغة المقاومة وتحمل بين طيّاتها آلاماً وآمالاً وتحدّيات وإنجازات.
ولأنّ التاريخ جزء من ذاكرة الناس، نعرض بعض العبارات والمصطلحات التي كان وقع بعضها ثقيلاً أو مفرحاً أو مؤلماً للغاية؛ عبارات وكلمات وتوصيفات وأسماء، كانت موجودة من قبل، لكنها أصبحت نقطة علام أو محطة دلالية تذكرنا بتفاصيل "طوفان الأقصى" والعدوان الإسرائيلي، ولن تُنسى حتى بعد انتهاء الحرب على غزة.
الحزام الناري
سياسة تدميرية استخدمها الاحتلال بكثرة في "طوفان الأقصى"، وهي عبارة عن قصف عنيف ومتواصل باستخدام الصواريخ الثقيلة، بهدف محو شارعٍ أو حي بالكامل.
العبوة الفدائية
استُخدم هذا المصطلح للتعبير عن أحد مقاومي "القسام" وهو يتقدم إلى الدبابة حتى المسافة الصفر شرق حي الزيتون في غزة في 2 تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ليضع عبوة فدائية بين البرج وجسم الدبابة في صورة للتاريخ.
مشاهد من التحام مجاهدي القسام بآليات العدو شرق حي الزيتون وتدمير إحداها من مسافة صفر بعبوة العمل الفدائي وقذيفة "الياسين105".#الميادين #طوفان_الأقصى #كتائب_القسام #فلسطين pic.twitter.com/EGHpHLgCqB
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) November 2, 2023
"ولَّعت ولَّعت"
عبارة استخدمها أحد مُقاتلي سرايا القدس عندما كان يقفز فرحاً بعد تدمير دبابة إسرائيلية في غزة في 8 كانون الأول/ديسمبر 2023.
"ولّعت ولّعت"...✌
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 8, 2023
أحد مُقاتلي سرايا القدس يقفز فرحاً بتدمير دبابة إسرائيلية في غزة.#الميادين #طوفان_الأقصى #سرايا_القدس pic.twitter.com/rBm75VojQd
الياسين 105
قذيفة "الياسين 105" المحلية الصنع كشفت عنها كتائب القسّام في 14 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وطاردت "جيش" الاحتلال الإسرائيلي ودباباته في مناطق متفرقة من قطاع غزة لتتحوّل إلى أحد أبرز الأسلحة التي كبّدت العدو خسائر فادحة.
المثلث الأحمر
المثلّث أو السهم الأحمر شكل هندسيّ اتخذته المقاومة الفلسطينية تعبيراً للإشارة إلى هدف في مرمى قذائفها وصواريخها من المسافة صفر. وقد تحوّل إلى رمز للصمود والتعبير عن التحدي.
المسافة صفر
تحوّل هذا المصطلح إلى هاجس للاحتلال بعد تنفيذ المقاتلين في فلسطين عمليات نوعية، وخوضهم مواجهات من مسافة أمتار، بل ومن خلال الالتصاق بآليات الاحتلال في بعض الأحيان.
مستشفى المعمداني
اقترفت قوات الاحتلال مجزرة مروّعة بعدما أغارت على المستشفى المعمداني في حي الزيتون في مدينة غزة في 17 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن ارتقاء المئات وتمزّق أجساد الضحايا، فيما تحوّل المستشفى إلى بركة من الدماء.
مئات الشهداء حتى اللحظة في قصف مستشفى المعمداني وسط مدينة #غزة #الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين #غزة #مستشفى_المعمداني pic.twitter.com/ZR9bbHnLd4
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 17, 2023
حمام دم
استخدمت "منظمة الصحة العالمية" هذا المصطلح لوصف قسم الطوارئ في مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة الذي تعرض لأضرار بالغة من جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي.
الأطفال الخدّج
تُرك 5 أطفال خدّج وحدهم داخل غرفة العناية في مستشفى النصر في غزة. وبعد 3 أسابيع على إخلاء المستشفى قسراً، عُثر عليهم جثثاً متحللة في 29 تشرين الثاني/نوفمبر 2023.
View this post on Instagram
مستشفى كمال عدوان
داست جرّافات إسرائيلية خيام النازحين في ساحة مستشفى كمال عدوان، ودفنت عشرات المرضى والنازحين أحياء في ساحة المستشفى بتاريخ 16 كانون الأول/ديسمبر 2023.
"الجيش" الإسرائيلي دفن عشرات المرضى والنازحين اليوم وهم أحياء بعد أن قام بدهس خيامهم بالجرافات في ساحة مستشفى كمال عدوان في بيت لاهيا، شمالي قطاع غزة!#الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين #غزة #مستشفى_كمال_عدوان pic.twitter.com/kPwVlhcQMm
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 16, 2023
حي الشجاعية
يشكّل حي الشجاعية كابوساً بالنسبة إلى قوات الاحتلال الإسرائيلي، لا يتوانى المحللون العسكريون عن وصفه بأنه "أحد أخطر الأحياء في الشرق الأوسط".
تصدّر الحي الأخبار بعد العملية البطولية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية، وأوقعت خلالها عدداً من ضباط لواء "غولاني" الإسرائيلي بين قتيل وجريح.
كتائب القسّام تنشر مشاهد من التحام مجاهديها مع آليات العدو المتوغلة في حي الشجاعية بمدينة غزة. #الميادين #طوفان_الأقصى #حي_الشجاعية #فلسطين #غزة pic.twitter.com/cs7B478fMO
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) December 6, 2023
"أبو عبيدة" ومصطلحات من طوفان الأقصى
هزّ صوت الناطق باسم كتائب الشهيد عز الدين القسّام أبو عبيدة خلال "طوفان الأقصى" وجدان الشعوب، حتى تحوّل إلى أيقونة للمقاومة، وأمست كلماته جزءاً من يوميات مواقع التواصل.
يا حثالة الأمم
استخدم أبو عبيدة هذا المصطلح في خطابه للاحتلال بتاريخ 16 تشرين الأول/أكتوبر 2023، قال: "إنّ رمال غزة ستبتلع عدوها، وسيكون دخولكم إلينا يا حثالة الأمم فرصة جديدة لمحاسبتكم بقسوة على جرائمكم التي ارتكبتموها طيلة الأيام الماضية".
"غزة ستكون مقبرة لغزاتها ورمال #غزة ستبتلع عدوها ودخولهم سيكون فرصة جديدة لمحاسبتهم على جرائهم"
— قناة الميادين (@AlMayadeenNews) October 16, 2023
الناطق العسكري باسم كتائب القسام #أبو_عبيدة بالصوت والصورة #الميادين #طوفان_الأقصى #فلسطين pic.twitter.com/kzPUkmEmQv
لا سمح الله
استخدم أبو عبيدة بتاريخ 28 تشرين الأول/أكتوبر 2023 هذا المصطلح متهكماً في سياق توجيه حديثه إلى الأنظمة العربية في ما يتعلق بتدخلها العسكري لوقف العدوان المستمر على قطاع غزة.
قال: "إننا لا نطالبكم بالتحرك لتدافعوا عن أطفال العروبة والإسلام في غزة من خلال تحريك جيوشكم ودباباتكم، لا سمح الله".
يا ابن اليهودية
على الرغم من استخدام أبي عبيدة هذا المصطلح عام 2014، في رده على وزير "جيش" الاحتلال موشيه يعلون الذي كان يهدد بعملية برية في غزة قائلاً: "أتتوعدنا بما ننتظر يا ابن اليهودية"، فإنّ رواد منصات التواصل أعادوا استخدامه في "طوفان الأقصى" في تحدٍ واضح للاحتلال.
هذا إن دلّ على شيء فهو يدل على أنّ المصطلحات تظل خالدة وراسخة في الذاكرة، ولو مرّ عليها سنين طويلة، لما تحمله من رمزية عالية يحوّلها إلى حالة مشتركة ويجعلها متداولة في المجتمع.