مسيرة وفاء لشهداء فلسطين في مخيم البداوي
مخيم البداوي في شمال لبنان يشهد وقفة مساندة لشعب غزة، رُفعت فيها أعلام فلسطين، وصور من المجاز وهول الدمار، وتخللتها صلاة الغائب على أرواح الشهداء.
في ذكرى انطلاقتها الـ 56، أقامت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين مسيرة الوفاء للشهداء في لبنان، تحت شعار كلّ البنادق نحو العدو، المقاومة مستمرة، وتضامناً مع غزة والأسرى.
انطلقت المسيرة من مكتب الجبهة في مخيم البداوي، أمس الأحد ثم أقيمت وقفة جماهيرية تخليداً للشهداء، تمّت خلالها إضاءة الشموع، ورفع منطاد يحمل علم الجبهة.
تقدّم المسيرة حملة الأكاليل وأعلام فلسطين والجبهة والفرق الكشفية، في حضور ممثلي فصائل المقاومة، واللجان الشعبية الفلسطينية، والأحزاب اللبنانية، وفاعليات ووجهاء، وأهالي المخيم والجوار، وانتهت أمام النصب التذكاري للشهداء.
بعد وضع الإكليل، والترحيب بالحضور، والحديث عن المناسبة التي قدّمها نائب مسؤول المكتب الإعلامي للجبهة في لبنان فتحي أبو علي، تحدّث عضو قيادة الجبهة في لبنان أحمد داود، حيث قال:" ونحن في حضرة الشهداء لا يسعنا إلا أن نهدي أهل غزة تحيات الجبهة، ونقول لهم إن دماءهم لم تذهب سدىً، فهم سقطوا دفاعاً عن أنبل قضية، ولهم رفاق في غزة يكملون الطريق، ويلاحقون العدو، ويثخنوه قتلاً ويسحقون جماجم ضباطه بنعالهم الطاهرة".
وتابع، "سلام منّا إلى غزة بحرها وسمائها وأشجارها وأنفاقها. سلام منا لأرض غزة بكل معالمها وأسرارها وطلاسمها التي لا يستطيع حلها إلا من كان مقاوماً ومؤمناً بحتمية هزيمة العدو وانتصارنا".
وقال: "اليوم لا ننسى أحرار العالم الذين هبّوا فملأوا المدن والساحات والعالم نصرة لفلسطين، ونقول لهم لا توقفوا الحراك، ففلسطين اليوم أحوج ما تكون لصوتكم وقوة ساحاتكم".
وقفة طلابية
ونفّذت القوى الطلابية المستقلة، واللجان الأهلية في مخيم البداوي، وقفة مساندة لشعب غزة، رُفعت فيها أعلام فلسطين، وصور من مجازر غزة، وهول الدمار الذي أصابها من جراء العدوان، تخللتها صلاة الغائب على أرواح الشهداء. وقال بيان صادر عن التحرّك إنّ سبب الوقفة هو الهمجية التي لم تتوقّف، ولأننا جزء أصيل من هذا الشعب، ولكي لا نعتاد على المجازر.
لقاء حواري حول "طوفان الأقصى"
وفي وقتٍ سابق، استضافت الرابطة الثقافية بطرابلس لقاء حوارياً مع عضو المكتب السياسي لـ"حركة الجهاد الإسلامي" في فلسطين الشيخ علي أبو شاهين، تناول عملية "طوفان الأقصى: الأبعاد والتحديات" حضره ممثّلون لمختلف الفاعليات السياسية، والوزارية، والنيابية، والحزبية، والثقافية، والاجتماعية.
تناول أبو شاهين أبرز التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، مستعرضاً أهم الإنجازات التي تحقّقت ولا تزال من خلال معركة طوفان الأقصى، والتي أظهرت قدرات المقاومة في ضرب المنظومة الأمنية والعسكرية للاحتلال، وأن التخطيط لتلك المعركة كان على درجة عالية من الدقة والسرية.
كما أكد أنّ ثبات المقاومة في الميدان وتحقيقها المزيد من الإنجازات والتصدّي للعدو على محاور القتال، واستمرارها في إطلاق الصواريخ نحو المستوطنات والبلدات المحتلة، ومواصلة استهداف تحشيدات العدو بقذائف الهاون والقذائف المضادة للدروع والأفراد، وإيقاع خسائر كبيرة في صفوف جنوده وآلياته، بل وصولاً حتى لتمكّن مجاهدي سرايا القدس الجناح العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من إسقاط طائرة مسيرة ومتطورة للاحتلال، وفي ظل عجز العدو عن تحقيق أي إنجازات أو ضرب بنية المقاومة وبيئتها الشعبية الحاضنة، يؤكد فشل العدو بعد شهرين من العدوان المتواصل على الشعب الفلسطيني ولا سيما في غزة في تحقيق أي هدف سوى الإيغال مزيداً في الدم الفلسطيني عبر المجازر والقتل اليومي الذي تمارسه آلة القتل الصهيونية.
كما أكد أبو شاهين أن معركة طوفان الأقصى وما يجري اليوم، ليس حدثاً عابراً، بل هو محطة هامة ومفصلية في سياق معركة التحرير، واستكمال لما حقّقته المقاومة من إنجازات مهمة وعلى كل المستويات العسكرية والميدانية والأمنية.
وفي الختام أكد أبو شاهين بأن "لا خوف على المقاومة في غزة والضفة وأن الجميع شاهدَ سرعة رد المقاومة وسرعة حضورها في الميدان عند انتهاء الهدنة، وأن شعبنا الفلسطيني لا يزال صامداً ومقاومته ثابتة، والشروط بالنسبة لنا واضحة ولن نتراجع في مواضيع مطالبنا، ولا سيما بالنسبة لجنود الاحتلال ،وأن الكل مقابل كل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وأن وقف إطلاق النار ووقف العدوان هو أولوية قبل الحديث عن أي صفقة تبادل للأسرى.