مخيمات فلسطينية في لبنان: المصاب واحد

 “لن نترك من بذلوا الدماء وقدّموا البيوت والأبناء نصرة لفلسطين وغزة”، شعارٌ حملته السيارات في المخيم طالبةً من الأهالي مد يد العون للنازحين اللبنانيين.

0:00
  • مخيمات فلسطينية في لبنان: البيوت والقلوب
    كاريكاتير: علاء اللقطة

في مخيمات شمالي لبنان، فتح اللاجئون الفلسطينيون منازلهم لأشقائهم اللبنانيين الذين نزحوا من مناطق سكناهم جنوب لبنان وشرقه، ومن الضاحية هرباً من حمم العدوان، في تجسيد عظيم لمعاني الإخوة بين الأشقاء الفلسطينيين واللبنانيين.

كان شعارهم “نحن إخوة ليس لنا إلا بعضنا”، ورغم قسوة العيش، وضيق الحال، لم يتردّد فلسطينيو لبنان في مخيمات شمالي البلاد، عن افتتاح منازلهم واحتضان إخوانهم اللبنانيين.

 محمد العبد الله والذي يقطن مخيم نهر البارد شمالي لبنان، يقول: إنّ لبنان الذي يحتضننا منذ النكبة، والذي يقف مع فلسطين في كل مراحل النضال، يستحق أهله منا أن نقف معهم وقفة كبيرة في ظل ما يتعرضون له من عدوان إسرائيلي.

يتابع  أن لبنان الذي ناصر قطاع غزة في حرب الإبادة المستمرة، يستحق منا كل خير، وبيوتنا ومنازلنا مفتوحة لإخواننا اللبنانيين.

مبادرات للغوث

وفي مخيم البداوي أطلقت مبادرة لإغاثة النازحين، اعتمدت على جمع التبرعات العينية من أغطية وفرشات ومخدات وملابس إضافة إلى تبرعات مالية.

 “لن نترك من بذلوا الدماء وقدّموا البيوت والأبناء نصرة لفلسطين وغزة”، شعارٌ حملته السيارات في المخيم طالبةً من الأهالي مد يد العون للنازحين اللبنانيين.

هذه المبادرة لاقت تفاعلاً كبيراً في المخيم، رغم الأزمة المعيشية والاقتصادية الخانقة التي تعصف بلبنان منذ سنوات.

" أم إياد" (66 عاماً) تقول إنها لا تملك شيئاً تقدّمه لأشقائها اللبنانيين، نظراً لشدة فقرها.

 تتابع: كان عندي بعض الملابس قدّمتها للأطفال اللبنانيين النازحين، هم أهلنا ومن نصرونا ونصروا قطاع غزة الذي يذبح منذ عام من الزمن.

العلاجات والإسعاف

 وفي هذا الإطار، تواصل وحدات الإسعاف والطوارئ التابعة لجميعة الهلال الأحمر، جهوداً كبيرة في تقدّم الرعاية الصحية للنازحين، وتوفير الخدمات العلاجية في مراكز الإيواء والمناطق المحيطة في المخيمات الفلسطينية في لبنان.

وفي هذا السياق، أعلنت وحدة الإسعاف والطوارئ في مخيم البداوي عن استعدادها الكامل لتقديم العناية التمريضية والإسعافية للنازحين في كل مناطق مخيم البداوي وضواحيه.

كما  أطلق “النادي الثقافي الفلسطيني العربي” في مخيم البداوي منذ اليوم الأول لبدء النزوح نداء عاجلاً إلى أهالي المخيم والمناطق المجاورة، لحثهم على تقديم المساعدة للنازحين المتضررين، مطالباً كل من يستطيع استقبال نازحين في منزله أو تأجير بيوت أو تقديم أي شكل من أشكال الدعم بالتواصل مع الجهات المسؤولة لتنسيق الجهود.

وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” افتتاحها مراكز جديدة لإيواء النازحين في لبنان، وذلك في إطار خطة الاستجابة الطارئة التي أطلقتها “أونروا” في 24 أيلول/سبتمبر الجاري، وفي ظل تصعيد كيان الاحتلال "الإسرائيلي" عدوانه على لبنان وتوسعته ليشمل مناطق الضاحية الجنوبية لبيروت، ونزوح الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين.

وفقاً للقائمة المحدّثة، تم افتتاح مراكز إيواء جديدة في مختلف مناطق لبنان، بما في ذلك مدارس ومراكز تدريب في صيدا، بيروت، البقاع، ومخيم نهر البارد في الشمال.

حالة طوارئ

وفي مخيم برج البراجنة القريب من العاصمة بيروت، أكد مسؤول اللجنة الشعبية عيسى الغضبان أن المخيم في حالة طوارئ كاملة، وجاهز لاستقبال النازحين.

وأضاف في تصريح صحافي أن أهالي المخيم لن يسمحوا لأحد أن ينام في الشارع، مشددًا على العمل على توفير الاحتياجات الكاملة مثل الفراش والغذاء والحرامات.

 وتابع: "قمنا بإجراءات استباقية في حال تعرّض المخيم للقصف، بما في ذلك تشكيل لجنة طوارئ ورفع جاهزية مستشفى حيفا ومجموعة من سيارات الإسعاف المتوزعة في المخيم".

وأشار إلى تجهيز مستشفى ميداني على مدخل المخيم، وأكد أهمية التضامن بين سكان المخيم لضمان تقديم أفضل الخدمات الممكنة للنازحين.

 كما أكد ضرورة تقديم الدعم النفسي والمعنوي للاجئين لمساعدتهم على الصمود في مواجهة العدوان.

إشادة كبيرة

وتحدّث محمد الجابر أحد النازحين اللبنانيين الذين نزحوا من منطقة الضاحية الجنوبية والتي تتعرّض للقصف الهمجي إلى مخيم نهر البارد شمالاً، عن ويلات عايشها أثناء النزوح.

 وقال إنه اضطر للنزوح مع عائلته إلى إحدى المدارس في مخيم نهر البارد، بعد أن أصبح الوضع في الضاحية الجنوبية كارثياً من جراء استمرار القصف الإسرائيلي، وخشيته على أطفاله.

وأشاد بالترحيب الحار الذي تلقّاه من سكان المخيم، مؤكداً أنهم "فتحوا لنا بيوتهم وقلوبهم"، في موقف يُجسّد الروح الأخوية بين اللاجئين.

وأضاف العاصي: "حياتنا ليست أغلى من دماء أهلنا في غزة والضفة"، موجّهاً التحية إلى المقاومة الفلسطينية واللبنانية التي تواصل صمودها في مواجهة العدوان.