ماذا جاء في لغز إشارة "غريبة" واردة من الفضاء الخارجي؟

كشف العلماء عن أصل إشارة "الانفجار الراديوي السريع" الغامضة والتي وصلت من الفضاء في عام 2022. وعلى الرغم من أنّ الإشارة لم تدم سوى 2 مللي ثانية، إلا أنها تفوّقت لفترة وجيزة على بعض المجرّات.

0:00
  • صورة تشبيهية ( Daily  Mail)
    صورة تشبيهية ( Daily Mail)

تمكّن فريق من العلماء من تحديد مصدر إشارة راديو رصدت عام 2022، مقبلة من مجرّة تبعد 200 مليون سنة ضوئية عن الأرض، وفقاً لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقالت الصحيفة، إنه على الرغم من أن الإشارة، التي تعرف باسم "الانفجار الراديوي السريع" (FRB) ورصدتها تجربة رسم خرائط كثافة الهيدروجين الكندية (CHIME)، استمرت لجزء من الثانية فقط، فإنّ طاقتها كانت ضخمة بما يكفي لتتفوّق على مجرّات بأكملها، ما دفع بعض العلماء إلى التكهّن بأنها قد تكون إشارة من حضارة فضائية متقدّمة.

وتمكّن فريق من العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT)، من كشف الحقيقة وراء هذا الانفجار، ليكتشفوا أن مصدره يعود إلى نجم نيوتروني دوّار في الفضاء، وهو نجم ميت يتسم بكثافة هائلة.

ووفقاً للعلماء، فإنّ الانفجار نشأ من المجالات المغناطيسية القوية المحيطة بهذا النجم النيوتروني، المعروفة بالغلاف المغناطيسي.

وبيّنت الصحيفة، أنه "للتأكّد من مكان نشوء هذه الإشارة (اسمها FRB 20221022A)، درس فريق البحث تأثير الوميض على الضوء الذي يمرّ عبر الغاز المحيط بالمجرّة. وعندما حلّلوا هذه البيانات، اكتشفوا أن الإشارة جاءت من منطقة صغيرة جداً، يبلغ عرضها نحو 10000 كيلومتر فقط".

ومن خلال تكبير المنطقة التي نشأت منها الإشارة بدقّة غير مسبوقة، تمكّن العلماء من تحديد المصدر بدقّة كبيرة، رغم المسافة البعيدة التي تفصلها عن الأرض.

وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتمكّن فيها العلماء من تحديد مصدر واحد من آلاف الانفجارات الراديوية السريعة التي رُصدت منذ اكتشافها الأول في عام 2007.

ويعرف النجم النيوتروني بأنه بقايا نجم ضخم انفجر في مستعر أعظم، تاركاً وراءه نواة شديدة الكثافة تحتوي على مادة مضغوطة، لدرجة أنها قد تزن أكثر من ضعف كتلة الشمس في حجم صغير جداً. وهذه النجوم محاطة بمجالات مغناطيسية قوية، تفوق في قوتها تلك المحيطة بالأرض بمليارات المرات.

خطوة مهمة لفهم الإشارات الرديوية

وأوضح فريق البحث أنّ الطاقة المخزّنة في هذه المجالات المغناطيسية تتمّ إعادة تشكيلها بالقرب من المصدر، ثم يتمّ إطلاقها كموجات راديوية، ما يتيح لنا رصد هذه الإشارات عبر الفضاء.

ويعدّ هذا الكشف خطوة مهمة نحو فهم كيفية توليد هذه الإشارات الراديوية السريعة، ويوفّر للعلماء مزيداً من الأدوات لدراسة النجوم النيوترونية والمجالات المغناطيسية المحيطة بها.

ورصد العلماء في عام 2024 مجموعة من الإشارات الراديوية التي ألقت الضوء على العديد من الألغاز الفلكية وفتحت آفاقاً لفهمنا للكون.

اقرأ أيضاً: إشارات من الفضاء... هل من أحد يخاطبنا؟!

وتمكّنت أجهزة الاستقبال الراديوية الموجودة على الأرض أو بالقرب منها من التقاط مجموعة متنوّعة من الانبعاثات المثيرة للاهتمام، بعضها غامض، لكن من غير المحتمل أن تكون من كائنات فضائية.