لقاء تضامني في الشوف: اعتزازاً بمنجزات المقاومة في غزة ولبنان
تظاهرة حاشدة في منطقة الشوف - جبل لبنان شهدت كلماتٍ دعماً لأهالي وأبطال غزة، ورفداً لما يقدّمه أهل الجنوب اللبناني عضداً ومؤازرةً، بدعوة من جمعية "صرخة وطن" بحضورٍ حزبي وشعبي.
صرخات مدوية فاعلة يطلقها متضامنون على امتداد الدول العربية والعالم مؤازرةً واحتضاناً لأهل غزة وفلسطين الصامدين، وعضَداً للمقاومين البواسل الذين يتصدون لأعتى وأقسى هجمات من قبل الاحتلال.
نهج هؤلاء المقاومين وأهلهم الصامدين يجد صدى ارتداده الرحب الواسع في لبنان، وحضوره المقاوم المهيب في نفوس معظم اللبنانيين، الوطن الذي هزم العدوين الإسرائيلي والتكفيري، كان أول من تأهب لمؤازرة ملحمة "طوفان الأقصى"، ورفد أهل غزة متكافلاً، في جبهة أرادتها المقاومة في لبنان داعمةً مساندة، فقدّمت أكثر من 100 مقاوم حتى الساعة "على طريق القدس".
الوجهة هذه المرة، جبل لبنان ومنطقة الشوف بالتحديد، بدعوة من جمعية "صرخة وطن"، الموعد كان في قرية معاصر بيت الدين قرب بلدة دير القمر العريقة، حشدٌ كبير رغم الطقس العاصف، أعلام لبنانية وفلسطينية، هتافات وأهازيج تلهج بالدعاء لغزة والقدس، أناشيد للمقاومة والإنسان في كل مكان.
الفنانة مرسيل جبور: تعبيرٌ صادق
مشايخ وشيوخ، شابات وشباب وفدوا إلى المكان، الكوفية الفلسطينية حاضرة، المناسبة الجليلة تجلّت في اعتبار الجميع أنه معنيٌ بكل ما يجري، مع بدء الحفل بالنشيدين اللبناني والفلسطيني، وتولي الفنانة والممثلة اللبنانية مرسيل جبور تقديم الحفل بكثيرٍ من الحماسة الصادقة، مع كلماتٍ خاطبت بها أهل غزة والقدس والضفة الغربية وبيت لحم، ثم قصيدة من وحي المناسبة ألقاها الشاعر هلال البعيني الذي حيّا المقاومة في لبنان وغزة.
تميّز الحفل بحضور عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب د. علي فياض، ممثل السفير الإيراني توفيق الصمدي، ممثل حركة حماس في لبنان أحمد عبد الهادي، رئيس المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي محمود أبو خليل مع وفدٍ حزبي من منطقة الشوف، ممثل منطقة الجبل في حزب الله بلال داغر، رئيس جمعية "الإرشاد والتواصل" الشيخ صالح ضو، وحشد من المشايخ والشخصيات والفعاليات والهيئات، وحضور إعلامي متنوّع.
استهلت الكلمات مع الشيخ صالح ضو الذي حيّا في كلمته المقاومة في فلسطين وجنوب لبنان على ما "تحقّقه من إنجازات في الميدان"، كما حيا محور المقاومة من سوريا إلى العراق وصولاً إلى اليمن، مؤكداً أن "النصر حليف المقاومة في فلسطين ولبنان وكل المنطقة بفضل التضحيات ودماء الشهداء الذين يرسمون مستقبل الأمة جمعاء".
القومي: نشهد على اقتران القول بالفعل
كلمة الحزب السوري القومي الاجتماعي و"نسور الزوبعة" ألقاها رئيس المكتب السياسي محمود أبو خليل باسم رئيس الحزب ربيع بنات، فقال: نلتقي في الشوف اليوم، في هذه الدار التي دأبت في السنوات الماضية على جمع المناضلين والمقاومين وأصدقائهم في رحابها، نلتقي لنؤكد أن محور المقاومة حقّق انتصاراً تاريخياً على هذا العدو صبيحة السابع من تشرين الذي لن يكون سوى الفاتحة الفعلية والحقيقية للمسار الذي ننشده جميعاً وهو مسار تحرير فلسطين".
وأضاف "بكل فخر واعتزاز يمكننا اليوم أن نشهد على اقتران القول بالفعل، فبعد أن كانت قيادات المقاومة وعلى رأسها حكيمها، سماحة السيد حسن نصر الله، قد تحدثت عن وحدة الساحات ونراها اليوم، كما نفهمها ونرتئيها ساحة واحدة، ها هو العدو اليوم يدفع الثمن بمشهد يطوّقه باللغة التي لا يفهم إلّاها، بالنار من جنوب لبنان ومن غزة ومن الجولان ومن العراق، وأضف إليهم من أفرحنا أن يكونوا معنا ونكون معهم في جبهة واحدة اليمن السعيد الذي آثر أن ينسلخ عن العروبة الوهمية ويلتحق بقافلة الصراع مع العدو، من دون أن نستبعد أيضاً فتح جبهات جديدة ربما راهن البعض بشكل خاطئ، لسنوات طويلة، أنها ستبقى هادئة إلى الأبد".
وتابع :"يردد البعض اليوم ويدعو أن يعدّل مجلس الأمن الدولي على القرار 1701، حيث يراد تحويل عمل القوات الدولية في الجنوب إلى قوات تدخّل وفعل، طبعا لمصلحة العدو. ونحن نؤكد لشعبنا الأبي أن هذا الأمر لن يمرّ، لا في الحكومة اللبنانية ولا على أرض الواقع وأكثر".
عبد الهادي: الكل مقابل الكل
كلمة حركة حماس ألقاها ممثلها في لبنان أحمد عبد الهادي الذي حيّا الشوف وأهله الصامدين المقاومين، وأكد أن معركة طوفان الأقصى حقّقت معادلات الردع والانتصار على العدو وهي تستكمل هذه الإنجازات يومياً، وتوثّق ما تقوم به من عمليات بطولية في غزة التي تحوّلت إلى مقبرة للغزاة".
وشدّد على "موقف المقاومة الفلسطينية المتمسّك بالوقف الفوري للعدوان على قطاع غزة كشرط أساسي للقبول بأي مفاوضات حول الأسرى على قاعدة الكل مقابل الكل".
فيّاض: المجريات الميدانية ليست لمصلحة العدو
كلمة حزب الله ألقاها النائب في كتلة الوفاء للمقاومة علي فياض الذي أشار الى أن "أميركا بصورة خاصة والغرب بصورة عامة يسعون منذ اللحظة الأولى وتحت وطأة استهداف المدنيين إلى التمهيد لمخرجات سياسية للحرب الدائرة، وهذه المخرجات تبدو وكأنها مكافأة للإسرائيلي وتلبية لمتطلباته الأمنية والسياسية، وهذه المساعي تطال غزة والجنوب اللبناني في آن".
وإذ أشار الى أن "العدو الإسرائيلي هو المعتدي وهو المجرم وهو المنهزم الفاشل في تحقيق أهدافه، لذلك من هو في موقعه من حيث الإجرام والفشل لا يكافأ، هذا يخالف منطق الأشياء والوقائع"ـ شدد على أننا "ندرك تماماً تحديات المرحلة المقبلة"، لافتاً الى أن "التهديد والوعيد والحشود لا تغيّر بخياراتنا، وأنّ العدو وحلفاءه استنزفوا كل أدواتهم وخياراتهم، وإن المجريات الميدانية ليست لمصلحة العدو، وإننا الطرف المعتدى عليه وإننا نمارس موقف الدفاع عن النفس".
"قضية غزّة وفلسطين هي قضية قوميّة ووطنيّة وإنسانيّة".
— الميادين لبنان (@mayadeenlebanon) December 22, 2023
النائب عن كتلة الوفاء للمقاومة في البرلمان اللبنانيّ علي فياض.@AlMayadeenNews #الميادين_لبنان #لبنان pic.twitter.com/OJCxo7m1z1
"صرخة وطن": زمن الهزائم قد ولّى
واختتم اللقاء بكلمة لرئيس جمعية صرخة وطن" جهاد ذبيان الذي قال: "ما لم يخطر على بال، وما لم تره عين، وما لم تسمعه أذن جاء في "طوفان الأقصى" بسواعد أهل فلسطين تتصدرها سواعد "حماس" وكل فصائل المقاومة في فلسطين، فإذا بزلزال دك حصون دول العدوان فهرع رئيس أميركا وبعده رئيس حكومة بريطانيا ورئيس فرنسا، تاركين مخادعهم وبلايا أوكرانيا فاقدين الوعي من هول ما حصل، فأتوا إلى الكيان الغاصب لإعلان دعمهم له".
وتابع:"من المألوف أن الأمم الكبرى هي التي تقرّر مسار تاريخ ومصير الأمم الصغرى، فجاءت عملية طوفان الأقصى لتقلب الأعراف والمألوف ولتؤكد أن إرادة المقاومة هي أكبر من الأمم الكبرى ومن قراراتها ومن سياساتها".
"لقد تم إسقاط مقولة الجيش الذي لا يقهر إلى غير رجعة"، تابع ذبيان " وقد أكدت وقائع القتال في الميدان بأن زمن الهزائم قد ولى ونحن اليوم في زمن الانتصارات، كما تم إسقاط المفاعيل العدائية لحضارة الغرب الذي يدّعي الإنسانية في العلن ويضمر في باطنه الشر والعداء للشعوب الحرة. وتم إسقاط مخطط التطبيع وما يسمى بالإبراهيمية، كم تم إسقاط المخطط المعروف بصفقة القرن القاضي بتهجير أهل فلسطين. كما تم إسقاط فكرة الوطن اليهودي بكشف وإظهار هشاشة ارتباط اليهود أنفسهم به".
وأكد :"كما تم إسقاط المنظومة الإعلامية الصهيونية وقد بزغت من هذه العاصفة التغييرية لطوفان الأقصى استعادة قضية فلسطين لمكانتها المحورية في الأمة وفي الأمم الحرة، كما بان جلياً السلوك الإسلامي القويم بتعزيز إنسانية تعامل المسلمين مع الأسرى، وتحقق الأمل بالحرية لأسرانا في سجون الاحتلال، ومن أهم نتاجات عملية طوفان الأقصى تأكيد العقيدة في وحدة محور المقاومة وقدرته على حماية الأرض والقضية الأساس فلسطين".