بسبب الأزمة... إقبال على تربية المواشي في لبنان
يشير إحصاء أجرته وزارة الزراعة في جنوب وشرق لبنان إلى أن العودة لتربية المواشي وخاصة الأبقار والماعز ارتفعت خلال أقل من عامين بنسبة كبيرة تجاوزت 40%.
يتكئ الراعي الستيني أكرم أبو العز على عصاه الخشبية ليتابع عن كثب حركة مواشيه السارحة في الحقول المحيطة ببلدته الوزاني بجنوب لبنان، والتي باتت مصدر دخله العائلي الرئيسي مع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في البلاد.
أبو العز رفض كما أشار لوكالة أنباء "شينخوا" تلبية رغبة أولاده الذين اقترحوا عليه منذ سنوات ببيع بقراته والتقاعد بعيداً عن هذا العمل المضني بعدما أمضى أكثر من نصف قرن مرافقا لمواشيه في البراري .
وأضاف "المواشي وبالرغم من متاعبها يمكن اعتبارها أفضل منتج للرزق الحلال وللحماية من غدر الزمن، وخاصة في مثل هذه الأيام الحالكة السواد التي نكدت عيشنا وأوقعت لبنان بالفقر والعوز".
واعتبر أن "الأزمة الأقتصادية الخانقة حفزت أهل الريف على تربية المواشي وأعادت العز والمجد لحليب البقر الطازج الذي بات سلعة مطلوبة بكثرة، بحيث فاق الطلب عليها العرض بأضعاف ليؤمن مردودا مقبولا يقي شر الحاجة" .
وقال "الريفيون عادوا بقوة لتربية المواشي خاصة الأبقار والماعز والأغنام التي كانت على مر الزمن جزءا مهما في حياتهم تضمن لأسرهم دعما مستداما ومصدر رزق آمن ودائم".
ومن جهته أكد رئيس "تعاونية تربية ورعاية المواشي" في جنوب لبنان جهاد علام أن الريف يشهد بشكل عام إقبالا كثيفا لتربية المواشي .
وأوضح أن هذا التوجه المتنامي جاء نتيجة للبطالة المتفشية وتردي الأوضاع المعيشية والحاجة الماسة للحصول على دخل ثابت.
ويشير إحصاء أجرته وزارة الزراعة في جنوب وشرق لبنان إلى أن العودة لتربية المواشي وخاصة الأبقار والماعز ارتفعت خلال أقل من عامين بنسبة كبيرة تجاوزت 40%.
وأكد رئيس اتحاد بلديات جبل عامل علي ياسين أن الاتحاد الذي يضم 16بلدة بجنوب لبنان الأرتفاع الكبير في تربية المواشي في قرى الأتحاد، حيث بلغ عدد الأبقار فيها خلال اقل من عامين إلى 8 آلاف بقرة بعدما كان عددها لا يتجاوز 245 فقط.
وتشير تقديرات وزارة الزراعة اللبنانية إلى أن قطعان الأبقار تحتل المرتبة الأولى من حيث الأهمية والانتاج، فيما تأتي الأغنام في المركز الثاني يلبها الماعز، حيث يوفر انتاج هذه المواشي فوائد غذائية واقتصادية وبيئية تساهم في توفير جانب من الأمن الغذائي.
ويمرّ لبنان منذ نحو عامين بأزمة اقتصادية ومالية هي الأسوأ في تاريخه، وقد صنّفها البنك الدولي من بين الأزمات الثلاث الأسوأ في العالم منذ منتصف القرن 19.