كاتب بريطاني: ماذا سيقول أطفال غزة عن عالم تخلى عنهم وسمح بقتل إخوانهم؟
يقول الكاتب "لا يمكن الاستماع لصياح الأطفال وسط صوت وغضب العاصفة في غزة، ومن المهم بشكلٍ مضاعف الاستماع لصراخهم، لأن ما يحدث لهم الآن مرعب في الحقيقة، لا، لا تحرف نظرك، ولا تغلق علامة التبويب هذه، فهي مشكلتك أيضاً".
قال الكاتب والمحرر في صحيفة "الغارديان" البريطانية سايمون تيسدال إن “أطفال غزة ساعة بعد ساعة، يقتلون (يستشهدون) ويشوّهون ويصدمون، في وقت فشل فيه قادة شعوبنا بالتدخل”.
وجاء ذلك في مقالة "تيسدال" تحت عنوان "بماذا سيفكّر الأطفال الذين سينجون من هجمة غزة، حول الذين سمحوا بها؟".
وأضاف أنه "لا يمكن الاستماع لصياح الأطفال وسط صوت وغضب العاصفة في غزة، ومن المهم بشكلٍ مضاعف الاستماع لصراخهم، لأن ما يحدث لهم الآن مرعب في الحقيقة، لا، لا تحرف نظرك، ولا تغلق علامة التبويب هذه، فهي مشكلتك أيضاً".
What will the children who survive the onslaught of Gaza think of those who let it happen? | Simon Tisdall https://t.co/TMo8GEUvVH
— Guardian Opinion (@guardianopinion) October 23, 2023
وتابع أنه "بعد وقت طويل من هذه الحرب، فإن الموت العنيف لـ 1750 طفلاً، والحصيلة تتزايد يومياً، وتشويه عقول وأجساد آلاف آخرين، سيتم تذكره بأنه فشل ملحمي للياقة الإنسانية، والتي سيدفع الكثيرون لاحقاً بسببه الثمن".
وأكمل أن "هذه ليست المرة الأولى التي يقف فيها المجتمع الدولي متهماً بالتواطؤ في جريمة الحرب، وارتكاب جريمة جمعية ضد الإنسانية، ويراقبها تتكشف في غزة، وعن بعد، ويفشل بشكل بائس في وقفها”.
اقرأ أيضاً: اليونيسف: 2.360 طفلاً شهيداً في غزة وأكثر من 5000 طفل مصاب حتى الآن
وأوضح أنه “تحضر للذهن مجزرة سربرينتشا، 1995، ورواندا، في 1994، وفي بيان مشترك دعت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وكندا إلى الالتزام بالقانون الدولي الإنساني، بما في ذلك حماية المدنيين، وهم يعرفون جيداً أن العكس يحدث في غزة”.
وتساءل: "من الذي سيحاكمهم، هذه الحكومات القوية، والقادة الذين يهيمنون على الشؤون الدولية، والذين عملَ تجاهلهم ونفاقهم وسياساتهم التي تخدم النفس في الماضي والحاضر، على إنتاج هذه المأساة؟ ومن سيحكم عليك، وقد فشلت هذه الحكومات بالتحرك باسمك؟ الجواب: أطفال غزة، أو في أي معدل، الناجون منهم، فحكمهم وانتقامهم، عندما يأتي سيكون فظيعاً وقاسياً وعشوائياً أيضاً"، وفق ما نشرت صحيفة القدس العربي.
وقدم الكاتب مجموعة من الأرقام، وقال إنه “بحسب منظمة سيف ذا تشيلدرن، أو أنقذوا الأطفال، فإن طفلاً واحداً يُقتل في غزة كل 15 دقيقة.
وأشار إلى أنه “يوم السبت، قال المرصد الأوروبي- المتوسطي لحقوق الإنسان إن ما مجموعه 200 طفل يستشهدون كل يوم تقريباً، ومن بين القتلى، البالغ عددهم 4.600، أو أكثر، استشهدوا منذ بداية القصف الإسرائيلي، بلغت نسبة الأطفال منهم 40%”.
وأضاف “تصل نسبة المرضى نفسياً بين الأطفال، تحت سن الـ 18 عاماً، بين سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، 47%، مقارنة مع 22% مع الولايات المتحدة، وتعتبر أزمة منذ سنوات”.
وزاد "الناجون منهم سيكبرون، يحملون الحزن والخوف والشعور بالذنب والغضب والاغتراب، ويبحثون عن الانتقام".
ورأى أنهم “سيسألون من قتل إخوانهم وأخواتهم وآباءهم وأصدقاءهم، ولماذا فعلوا هذا، وسيسألون عما فعله العالم لوقف القتل، وستلاحقهم الذكريات المرة من الدم والدموع، ويطالبون بالعدالة، وسيحاول البعض، كما فعل الكثيرون في الماضي تحقيق العدالة بأيديهم، عندما أتيحت لهم الفرصة.
وختم بقوله: "لا أجوبة على أسئلتهم، فلا توجد أجوبة جيدة، فما يجري أمر لا أخلاقي بالكامل، وكلنا نعرفه، واستشهد 12 طفلاً في غزة بلا داعٍ، عندما كان الكاتب يعدّ مقالته والذنب عليّ وعليك وعلينا".