فعاليات لبنانية شمالية تندد بمجازر الاحتلال في غزة
كتبت على جدران مدينة طرابلس شمال لبنان عبارات التأييد لفلسطين، ومنها: “فلسطين لأنك سيدتي أستحق الحياة"، و"قاوم فيداك الإعصار"، وغيرها من العبارات.
تشهد منطقة الشمال اللبناني تحركات تضامنية مع غزة، وكثيراً ما تنطلق مسيرات عفوية سيّارة، أو بالدراجات تجوب الشوارع والطرقات رافعة الاعلام الفلسطينية، والأناشيد الحماسية.
وكالعادة، يتميز يوم الجمعة بتحركات واسعة لتوافق التحركات مع صلاة الجمعة التي تشكّل مناسبات للتجمّع، وتنطلق منها دعوات للتحرك.
المطران منصور: شعبنا وبحضانة كلّ المقاومين المؤمنين لقّن العدوّ دروساً في التضحية
من الكلام الذي قيل في المناسبات، لا بدّ من التوقف عند كلمة راعي أبرشية عكار للروم الأرثوذكس المطران باسيليوس منصور، في ضوء قصف كنيسة بريفيريوس الأرثوذكسية في غزة، فقد أكّد في كلمته على أنّ "جرائم الكيان الصهيوني المحتلّ قد بدأت منذ عمل الغرب على إقامة الكيان منذ العام 1948، ولكنّ العرب، صم شعبنا الفلسطينيّ الأبيّ، وبحضانة كلّ المقاومين المؤمنين، مسيحيّين ومسلمين، والمقاوميند ولقّن هذا العدوّ دروساً في التضحية من أجل الأرض، والمقدّسات، وانتصرت إرادته على كلّ ترسانة السلاح الغربيّة التي امتلكها العدوّ. وقد قاتل أبناء فلسطين وكلّ المقاومين بشرفٍ وعدالة، وظهر ذلك في معاملة الأسرى الصهاينة”.
ودعا منصور الحكّام إلى إنهاء حالة الصمت والرهان في غير مكانه وهذا خذلان ما خلا القِلّة منهم وأكّد على أن المسيحيّين العرب يتشبّثون بأرضهم، وأمّتهم مع المسلمين، لأنّها أرض الإيمان والحضارة والأخلاق والإنسانيّة، وقد حملناها إلى شعوب الغرب ممّن يساندون الكيان الصهيوني ومشاريع الاستعمار التي لا أخلاق فيها، ولا عدالة، ولا إنسانية، وكلّ ما كانوا يتشدّقون به عن الحرّيّة وحقوق الإنسان كان مجرّد تمويه وتعمية لمن صدّقهم”.
كان المطران منصور يتحدث باسم اللقاء الروحي في عكار بمناسبة الوقفة التضامنية التي جرت في حلبا، مركز محافظة عكار، حيث لبّى حشدٌ كبيرٌ النداء لوقفة تضامن مع غزّة والمقاومة وعموم فلسطين، ورُفِعت الأعلام اللبنانيّة والفلسطينيّة مع الأناشيد الثوريّة، ثمّ كانت كلمات لكلّ من: المحامي عبّاس الملحم، والدكتور ياسر طعّوم، والمربّية أسما السحمراني، وكلمة للطالب الجامعي يعقوب حمزة.
الأب منصور من طرابلس: ندين الصمت المريب
في طرابلس، انطلقت مسيرة، بعد صلاة الجمعة من الجامع المنصوري الكبير دعماً ل"طوفان الأقصى" وتلبية لدعوة القوى السياسية والنقابية والاهلية والكشفية، الاسلامية والوطنية في طرابلس والفصائل الفلسطينية في الشمال، ضمت الآلاف من أبناء طرابلس والمخيمات الفلسطينية في الشمال.
وجابت المسيرة بعض شوارع المدينة، واختتمت باعتصام شعبي حاشد ألقيت فيه الخطابات الداعمة لصمود غزة.
وألقى الاب فادي منصور ممثلاً رئيس أساقفة أبرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف، كلمة نددت بـ "مجزرة مستشفى المعمداني التي تتنافى مع أبسط قواعد الرحمة، وتنتهك مبادئ حقوق الإنسان، والاعراف والقوانين الدولية"، كما قال، ودان "الصمت الدولي المريب، مؤكداً "التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني وحقه في العودة وإقامة دولته المستقلة".
بدوره الشيخ أمير رعد القى كلمة مفتي طرابلس الشيخ محمد إمام، وقال: "ها هي طرابلس الفيحاء ترفع صوتها معلنة أنها مع فلسطين وغزة، سطر أبطالها اروع ملاحم الجهاد والمقاومة في ساعات قليلة أثبتت هشاشة الكيان الغاصب بتأييد من الله".
أضاف: "لقد اكتشفنا بعدها نفاق وكذب المجتمع الدولي الذي اصطف الى جانب العدو الصهيوني في حرب الإبادة التي يشنها ضد الشعب الفلسطيني".
ودعا إلى "تقديم كل أشكال الدعم المادي والمعنوي لأهل غزة وفلسطين"، مؤكدا "وحدة الصف بكل أشكالها، الإسلامية والوطنية والعربية".
لقاء سياسي ثقافي: دعوة لوحدة الصف
وفي الرابطة الثقافية بطرابلس، أقامت جمعية "فكر ونور" مهرجاناً فنياً وشعرياً حضرته فعاليات حزبية وسياسية وممثلون عن النواب، وعن الفصائل الفلسطينية، والنقابات والجمعيات والمجتمع الاهلي.
البداية كانت دقيقة صمت عن أرواح شهداء غزة، ثم تلاوة النشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني، فكلمة الافتتاح للشاعر الدكتور ابراهيم أسعد منوّهاً بأهمية التضامن مع المقاومة الفلسطينية، لافتا الى غياب الدور العربي الرسمي والتقاعس عن واجباته تجاه القضية المركزية، وندد أسعد بوحشية الارهاب الصهيوني وقتله للاطفال والنساء العزّل.
ثم كلمة مصطفى أبوحرب- أمين سر حركة فتح في لبنان- واصفا مشاهد غزة الدامية وداعياً لوحدة الصف الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني.
وألقت الفنانة مهى الجماس كلمة باسم الفنانين التشكيليين في لبنان مشيرة الى أهمية دور الفن في مواكبة الحدث".
وتعاقب الشعراء حنان المصري شلق، وأسعد مكاري، والدكتور شحادة الخطيب على إلقاء قصائد من وحي الحدث.
ومن ضمن فعاليات اللقاء، أقيم معرض فني في الصالة عينها، شارك فيها فنانون معروفون، منهم: الدكتور محمد الحسين، ومها الجماس، وعمران ياسين، ومحمد نابلسي، والفنان الكاريكاتوري بلال الحلوة، ومريم روما، ودلال الأحدب.
وكتبت على جدران المدينة عبارات التأييد لفلسطين، ومنها: “فلسطين لأنك سيدتي أستحق الحياة"، و"قاوم فيداك الإعصار"، وسواها من عبارات.