غزة في لوحة إيكولوجية.. الغربي للميادين نت: الفن مقاومة
فنان الإيكولوجي التونسي على الغربي يؤكد "أن الفن نوع من المقاومة له تاريخه في النضال من أجل التحرير وفي دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها".
منذ نكبة عام 1948 أضحت القضية الفلسطينية "القضية التي لا تمحى والتي لا تخضع". ورغم كلّ المحاولات التي يخطط لها العدو منذ سنين من ذلك إقامة مشروع شرق أوسط جديد إلا أنّ هذه القضية تتجذر أكثر فأكثر، وتأتي النتائج مغايرة لرغبة قوة الإمبريالية، وقد قلبت عملية "الطوفان الأقصى" كل المعادلات وفاجأت من كان يعتقد انه اقترب الى تحقيق حلم اشبه بالمستحيل.
وقد يكون الوقوف في وجه المحتل الغاصب قد دفع ثمنه غالياً أهل غزة ولبنان، ولكن لا شي يحبط معنويات شعوب علمت العالم كيف يكون حب الوطن والتشبث بالأرض ... صمود وقوة ومقاومة وثبات على طريق الحق كلّها قيّم ودروس خطها أهل فلسطين بدمائهم، فكانت مصدر الهام للكثير من الفنانين.
الفنان الغربي: الفن نوع من المقاومة
الفنان الإيكولوجي التونسي على الغربي كان واحداً من بين هؤلاء. وهو يؤكد "أن الفن نوع من المقاومة له تاريخه في النضال من أجل التحرير وفي دعم حق الشعوب في تقرير مصيرها".
"هنا بقايا بيوت وأكداس من الأسمنت، هنا أصدق دليل على بشاعة الحرب وجرائم الاحتلال وتواصل الإبادة، وهنا أيضا صمود شعب فلسطين، فالمواطن هنا على هذه الأرض الطاهرة عندما ينتصر ينتصر وعندما يستشهد ينتصر. نعم هو المشهد في غزة"، وقد اختزله الفنان علي الغربي في لوحة أيكولوجية بتقنية 3d. الامر الذي يجعلك تشعر للوهلة الأولى أنك فعلا في غزة.
رسائل كثيرة أراد الغربي ايصالها إلى العالم من خلال هذه اللوحة التي اعتمد في تشكيلها على الألواح الخشبية التي يلفظها البحر وقد اختار منها تلك التي تشبه شكل منازل الفلسطينيين المهدمة، كما جمع بقايا الكائنات البحرية التي تلفظها أمواج البحر ليحاكي بها مشاهد جثامين أهالي غزة.
جثامين الشهداء واقفة بشموخ
وربما اللافت ان هذه جثامين الشهداء بدت واقفة، تعبيراً عن الشموخ والخلود لكل الشهداء. قائلاً في تصريح لأ "الميادين نت " "استعملت في هذه اللوحة الخشب والعظام، وترى فيها العمارات المدمرة بفعل قصف آلة الحرب الإسرائيلية".
واضاف " ترى أيضاً في اللوحة "دبابة الميركافا تقصف الناس العزّل وجهاً لوجه، والمسجد الذي قُصف أثناء صلاة التراويح في رمضان الماضي، والعظام المستعملة في اللوحة وضعتها واقفة للقول بأن لنا شهداء، ولكننا واقفون".
ويقول الفنان التونسي إنه قدم هذه اللوحة هدية لسفارة فلسطين في تونس تعبيراً، منه عن تضامنه ودعمه للقضية الفلسطينية.
وبعيدًا عن اختصاصه المهني، نجح التونسي علي الغربي بفضل حبه للفن في أن يكون "فنان إيكولوجيا" حيث تميز بصنع لوحات تختلف عن أي أعمال فنية أخرى وبدون الفرشاة والألوان معتمداً فقط على كل ما يلفظه البحر من مواد طبيعية وبقايا حطام السفن.