علماء يحددون أول كوكب محيطي محتمل خارج النظام الشمسي
بفضل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي العلماء يتوصلون إلى أنه "من المحتمل" وجود كوكب محيطي خارج النظام الشمسي، لكن هذا الكوكب لايزال يخضع لتدقيق علمي شامل ويتطلّب مزيداً من الأبحاث للتأكد ما إذا كان له غلافاً جوياً.
قد يكون نجم شكّل موضع اهتمام علماء الفلك لسنوات أول كوكب محيطي يُكتشف خارج النظام الشمسي، وذلك بفضل تلسكوب "جيمس ويب" الفضائي، بحسب دراسة نشرت نتائجها مجلة "أستروفيزيكل جورنال ليترز" Astrophysical Journal Letters.
ويخضع الجسم الكوني "ال اتش اس 1140 بي" LHS 1140b لتدقيق علمي شامل منذ اكتشافه على بعد 48 سنة ضوئية من الأرض، في كوكبة الحوت في عام 2017.
وتدور هذه الكواكب الخارجية البالغ عددها بضعة آلا حول نجم آخر غير شمسنا. ويوصف عدد قليل منها فقط بأنها ربما "صالحة للسكن"، أي من المحتمل أن تؤوي شكلاً من أشكال الحياة على كوكب صخري لا يقع قريباً جداً ولا بعيداً جداً عن نجمه.
Recent study using James Webb telescope detects planet relatively close to Earth —only 48 light years away. It could be the first ever detected planet with a possible life-sustaining liquid ocean outside our Solar System. pic.twitter.com/WVuhmDvBvW
— South Asian Digest (@SADigestOnline) July 12, 2024
يقول شارل كاديو، طالب الدكتوراه في الفيزياء الفلكية في معهد تروتييه الكندي لأبحاث الكواكب الخارجية، لوكالة "فرانس برس" إنّ "هذه الحفنة من الكواكب الخارجية تتمتع بظروف درجة حرارة وضغط على السطح تسمح للمياه بأن تكون سائلة وبأن تبقى كذلك".
وتؤكد دراسته التي أجراها فريق من جامعة مونتريال، أولاً أنّ "LHS 1140b أشبه بنسخة خارقة عن كوكب الأرض، بكتلة تبلغ حوالى 5,6 أضعاف كتلة كوكبنا الأزرق، لكنه ليس نسخة مصغرة عن نبتون".
وقد وضعت ملاحظات أولية الكوكب الخارجي هذا في منزلة وسطى بين هذين النوعين من الكواكب الخارجية. فهو بكثافة قد تتيح اعتباره نبتون صغيراً، مع كرة من الصخور ذات غلاف جوي سميك جداً من غاز الهيدروجين والهيليوم. كما أمكن وصفه بأنه نسخة خارقة عن كوكب الأرض، أو حتى بأنه "كوكب محيطي ذو نواة صخرية أصغر قليلاً، ولكن يعوّضه غلاف مائي"، وفق كاديو.
وقد أتاح التلسكوب "جيمس ويب" الفضائي حسم المسألة، من خلال مراقبة الغلاف الجوي للكوكب أثناء مروره أمام نجمه، ومع "غياب إشارات إلى وجود الهيدروجين أو الهيليوم"، ما يستبعد سيناريو كوكب نبتون المصغر.
وتشير كثافة "LHS 1140b" إلى أنّ "الكوكب يحتوي بالفعل على كميات كبيرة من الماء"، بحسب مارتان توربيه، المشارك في إعداد الدراسة، وهو باحث في مختبر الأرصاد الجوية الديناميكية. وهو يحوي فعلياً على كميات مائية هائلة، ففيما المياه الموجودة في محيطات الأرض تمثل 0,02% فقط من كتلتها، فإنها ستمثل 10% إلى 20% من كتلة LHS 1140b. لكن تبقى معرفة شكل هذه المياه.
ومن الأهمية إجراء عمليات مراقبة إضافية. ويراد من ذلك، على سبيل المثال، تأكيد ملاحظات التلسكوب جيمس ويب التي تشير إلى "احتمال وجود النيتروجين"، وفق ما يوضح شارل كاديو. وهذا الغاز موجود في كل مكان، إلى جانب الأكسجين، في الهواء الذي يتنفسه البشر على الأرض.
ويقوم فريق الباحثين في مونتريال بحملة للحصول على ملاحظات أخرى لـ LHS 1140b باستخدام "جيمس ويب"، لبضع ساعات في السنة.
ويقول عالم الفيزياء الفلكية رينيه دويون، المعد المشارك للدراسة المذكورة في بيان أصدرته جامعة مونتريال "نحتاج إلى عام على الأقل للتأكد من أنّ "LHS 1140b" له غلاف جوي، وربما عامين أو ثلاثة إضافية للكشف عن ثاني أكسيد الكربون.