الفنان سعد حمدان عبر الميادين نت: الحرب لا تقاس بالتهويل بالدمار

في زمن "السوشال ميديا" هناك تأثير لما يصرّح به الفنانون أمام الرأي العام، فالفنان الملتزم وعضو نقابة الممثلين سعد حمدان يشحذ الهمم ويواصل العمل الوطني، بينما لا يجدي الفنان الرمادي في زمن المعارك المصيرية، وربما يفيد سردية الاحتلال في تردده ويحبط الناس.

0:00
  • حمدان عبر الميادين نت: الحرب لا تقاس بالتهويل للدمار
    حمدان عبر الميادين نت: بعض الزملاء لا يعرفون تاريخ الاحتلال

للفنان والممثل دورٌ كبير خلال الحرب أو المعركة، هذا ما أثبته التاريخ لجهة أهمية رفد الفنانين بشتى أنواع فنونهم للوطن.

من منّا لا يذكر الأغاني الشهيرة  مثل "أصبح عندي الآن بندقية" لمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم، و "المارد العربي" لفريد الأطرش، و"فدائي فدائي" لعبد الحليم حافظ، و "الله أكبر" أيام الزعيم المصري العربي الراحل جمال عبد الناصر.

كذلك أغاني الثورة الفلسطينية والانتفاضتين ومنها "ثوري ثوري"، و "يا نبض الضفة"، و"الشعب العربي وين"، وأغاني جوليا بطرس خلال عدوان تموز 2006 على لبنان، التي غنّت "أحبائي" من كلمات سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله في رسالته للمقاومين المرابطين على الثغور، وبعدها "الحق سلاحي" وغيرها.

اليوم، وفي زمن "السوشال ميديا" هناك تأثير لما يدلي به الفنانون أمام الرأي العام، أكثر من أي وقتٍ آخر، فالفنان الملتزم يشحذ الهمم، بينما لا يجدي الرمادي في زمن المعارك المصيرية، بل ربما يفيد  - في مكانٍ ما -سردية الاحتلال ويُحبط الجمهور.

حمدان للميادين نت:  الالتزام بقضايا الوطن والأمة

يندرج دور الفنان والمطرب اللبناني سعد حمدان في خانة الفنانين الملتزمين بقوة بقضايا وطنهم وأمتهم، رغم انطلاقته في عالم الكوميديا التمثيلية، لكنه قدّم أدوار دراما تحاكي البيئة اللبنانية خاصة التي يدعو فيها إلى الحفاظ على الأرض والتمسك بها وبالقيّم الأصيلة.

 
 
 
 
 
View this post on Instagram
 
 
 
 
 
 
 
 
 
ن
 

A post shared by Saad Hamdan | سعد حمدان (@saadhamdanofficial)

منذ بدء عملية "طوفان الأقصى" في غزة، عكف حمدان، عبر صفحاته، على نشر أخبارٍ تدعم القضية الفلسطينية المحقة، داحضاً كل السرديات الإسرائيلية الملفِقة للأخبار، لا بل انبرى لتفنيد كل خبر أو إشاعة، بما فيها الرد على التخرّصات والتلفيقات، باثاً التوعية السياسية والاجتماعية المطلوبة.

نحاول توعية الناس: الصبر وعدم الانجرار إلى الفتنة

حمدان يقول للميادين نت "أشارك أنا ومجموعة في حوارات مع المجتمع المدني لتوعية بعض أفراده، مهمتنا ليست سهلة لأننا وجدنا أن فئةً كبيرة منهم لا تتابع ما يجري، وليس لديها فكرة عن مخططات الاحتلال ومَن خلفه".

ويضيف الفنان الحائز على جائزة "موريكس دور"،  "نعود بهم إلى التاريخ والمعطيات الموثقة، ونطلب منهم التمحّص والصبر وعدم الانجرار إلى الفتنة، والانتباه للأخبار الملفقة وللمحطات والأخبار التي تثير الشقاق".

المقاومة الثقافية من أهم عناصر نجاح العمل المقاوم 

وإذ يعتبر أن "المقاومة الثقافية" هي من أهم عناصر النجاح في العمل المقاوم"، يقول "إنها ركيزة للانطلاق نحو رسوخ هذه الثقافة لنزع الخوف  واطمئنان الأمة إلى أن هناك من يدافع عن المقاومة وعن حقوقها، وأنها ليست أمة خانعة مقهورة، هذا ما  كان يحدث في ڤيتنام وهذا ما يحصل في فلسطين ولبنان اليوم". 

  • حمدان عبر الميادين نت:  بعض الزملاء الفنانين لا يعرفون تاريخ الاحتلال
    حمدان عبر الميادين نت:  وزراء في حكومة الاحتلال نشروا مؤخراً صوراً لخريطة "إسرائيل الكبرى" 

بعض الزملاء لا يعرفون تاريخ الاحتلال

من هنا يستغرب عضو الهيئة الإدارية لنقابة الممثلين اللبنانيين،  "كيف أن بعض الزملاء الفنانين لا يعرفون تاريخ الاحتلال، ولا يعلمون  أن لبنان يتعرّض منذ العام 1948 لاعتداءات متكررة ،عندما لم تكن هناك أيّة مقاومة فيه، كان هناك مشروع لتهجير أهل الجنوب، كانت تُدَّمر بيوتنا، ويُقتل أهلنا، ويُعتقل شبابنا ويُعذبون، كل ذلك والعالم ساكت لا يتحرك".

"أهالي الجنوب استنجدوا بالدولة اللبنانية، ولكن للأسف، جيشنا الوطني لا يستطيع رد العدوان لانه ضعيف التسليح، والكل يعلم أن أميركا تمنع تسليحه بأسلحة ثقيلة وفعّالة"، يؤكد حمدان.

  • حمدان: أميركا ترفض تسليح الجيش اللبناني
    حمدان: أميركا ترفض تسليح الجيش اللبناني

ويكمل الفنان المعروف عربياً، خاصة عبر مسلسل "فرقة ناجي عطا الله" مع عادل إمام، فكرته  فيردف قائلاً "أهل الجنوب، استنجدوا بالعرب، بالمؤسسات الدولية، ، ولكن للاسف، عندما يتعلق الأمر بـ "إسرائيل"، لا فائدة للقانون معها".

هناك وسائل إعلام باعت ضمبرها!

ويقول "أبلغ دليل على ذلك ما يحدث في غزة ولبنان وفي المحكمة الجنائية الدولية. والأغرب من ذلك، أن مسؤولي الاحتلال نشروا مؤخراً صوراً لخريطة "إسرائيل الكبرى" علناً وبكل وقاحة والتي تنادي باحتلال لبنان ومصر والعراق  والأردن والسعودية وسوريا".

وفي السياق، يرى أحد المشاركين الأساسيين في مسلسلات "عز الدين القسّام" و "الغالبون" و "أهل التراب" وغيرها من الأعمال الوطنية والعروبية أن "هناك وسائل إعلام باعت ضميرها.  وهي حاقدة، عنصرية، وكلها باتت مكشوفة ولا تأثير لها على الرأي العام الحاضن للمقاومة، و نحن نرد على هذه الوسائل بالأدلة والتحذير من الفتنة". 

إشارات النصر تلوح في الأفق

والفنان المخضرم الذي زار مكاتب الميادين نت قبل عامين، يتوجه لمن يبثوّن أخبار التثبيط واليأس عبر الإعلام ووسائل التواصل، فيرى أن "الحرب لا تقاس بالتهويل بالدمار، بل بالنتائج النهائية، أنظروا إلى فيتنام، إلى الثورة الجزائرية. إلى  جنوب أفريقيا و نيلسون مانديلا، عندما يسقط للعدو في جنوب لبنان في خلال شهر  أكثر من 95 قتيلًا  و 900 جريح من ضباط وجنود جيش النخبة، وتُدمر له 42 دبابة "ميركافا" ، فإن بوادر وإشارات النصر تلوح في الافق".

  • حمدان مع نقيب الممثلين نعمة بدوي والهيئة الادارية: أعمال خيرية خلال الحرب
    حمدان مع نقيب الممثلين نعمة بدوي والهيئة الادارية: أعمال خيرية خلال الحرب

دور وطني لنقابة الممثلين خلال العدوان

ويختم حمدان بقوله إن "للفنان دورٌ ميداني في الأزمات، نحن في نقابة الممثلين في لبنان  برئاسة النقيب الزميل نعمة بدوي، أنشأنا خلية من أعضاء مجلس الإدارة لمساعدة الزملاء الذين نزحوا من المناطق التي تتعرض للقصف في كل لبنان. كما بدأنا بالتواصل مع بعض المؤسسات الرسمية  والجمعيات بهدف جمع عدد من المساعدات العينية من مواد غذائية وأدوية وفرش وحاجيات أخرى قد يحتاج اليها الزميل الذي اضطُر إلى ترك منزله أو دُمِّر نتيجة هذا العدوان الهمجي الذي يتعرّض له لبنان من قبل الاحتلال".