تجربة في بريطانيا: العمل لأربعة أيام فقط أسبوعياً أكثر إنتاجية وسعادة
مجلس بلدية في المملكة المتحدة يجري تجربة لمئات الموظفين من خلال العمل لأربعة أيام فقط في الأسبوع لمعرفة مستويات الخدمة والانتاجية، والنتيجة تتكل بالنجاح وخصوصاً لدى النساء العاملات، لكن التجربة لقيت استياءً من حزب المحافظين الحاكم.
طبّق مجلس بلدية منطقة ساوث كامبريدجشير في المملكة المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي، تجربة أسبوع عمل أقصر (بمعدل أربع أيام فقط في الأسبوع) على مئات الموظفين المكتبيين كجزء من اختبار لمعرفة ما إذا كان بالإمكان الحفاظ على مستويات الخدمة مع تحسين التوازن بين الحياة الشخصية والعملية للموظفين، تكللت بالنجاح في القطاع العام، ما أثار هذا الأمر استياء نواب في حزب المحافظين الحاكم حينها الذين صُدموا من مجرد فكرة التغيير.
ووصف أحدهم هذه التجربة بأنها "حملة أيديولوجية"، بينما طالب وزير محافظ رئيسة المجلس البلدي بريدجيت سميث، وهي من حزب الديمقراطيين الليبراليين، بـ"إنهاء التجربة على الفور".
وقال معلقاً على التجربة: "كم هذا مذهل!.. من كان يظن أنّ فكرة تغيير نمط العمل التقليدي بصورة تحقق فائدة متبادلة للموظف وصاحب العمل، وخصوصاً في ظل سوق العمل المحلية التنافسية التي تجعل الاحتفاظ بالموظفين أمراً بالغ الصعوبة، ستثير كل هذا الخوف؟.. وما الذي كان يخشاه المحافظون بالضبط؟".
ويضيف: "مبدأ التجربة التي قادها أكاديميون من جامعتي كامبريدج وسالفورد،كان بسيطاً ولكنه جذري، فقد كان على الموظفين أن ينجزوا 100% من العمل في 80% من الوقت مقابل 100% من الأجر. لكن يبدو أنّ مفهوم كفاءة الموارد أصبح غريباً للغاية على المحافظين لدرجة أنه بدا لهم كتهدي"د.
ويستطرد: "أعتقد بأنّ هناك سوء فهم أساسي هنا - وهو أنّ الساعات الأطول تعني إنتاجية أعلى.. إنها معادلة خاطئة".
كما من المتوقع أن تطبق اليونان بعد بضعة أشهر من فرض العمل لستة أيام في الأسبوع، العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع، ولكن ليس "لإنجاز عمل أقل مقابل الأجر نفسه"، وهو نمط عمل أكثر مرونة وجاذبية أثبت فوائده المتعددة، بما فيها تقليل أخطار الارهاق الوظيفي وزيادة الإنتاجية، وتقليل حالات المرض والغياب.. ولمعرفة ما الصيغة التي قد تكون أفضل من هذه؟
يشمل نظام العمل لأربعة أيام في الأسبوع أيضاً أولئك الذين يتحمّلون مسؤوليات الرعاية والذين تشكل النساء غالبيتهم، وهذا أمر واقع - ويمكن أن يساعد النظام العائلات على توفير كلف رعاية الأطفال.
تقول إحدى الموظفات: "من خلال تجربتي الشخصية، يمكن لمعظم المنظمات بسهولة التحول إلى العمل لمدة أربعة أيام في الأسبوع. فعلى مدى الأعوام الـ30 الماضية، شغلتُ وظائف متنوعة - من مندوبة مبيعات في مصنع جعة إلى مالكة شركة، ومن معلمة إلى أكاديمية - لكن بغضّ النظر عن اختلاف الوظائف، كان هناك قاسم مشترك بينها: البيروقراطية التي تهدر الوقت من دون جدوى".
وتضيف: "أتذكر أنني شاركت ذات مرة في اجتماع استمر أربع ساعات - نعم، أربع ساعات - حول استراتيجية جديدة. جلسنا في صمت وامتعاض جماعي بينما تنافس اثنان من الزملاء على من يمكنه التحدث بصوت أعلى ولمدة أطول، ثم تناولنا غداءً جماعياً غير مريح مكوناً من الطعام الذي تزوده المؤسسة، كما تعرفون، تلك الشطائر الرطبة التي تمّ لفها بالبلاستيك طوال الليل والشاي الفاتر الذي يشبه طعم الإبريق الذي تمّ غليه فيه".
وتختم قائلةً: "ماذا حدث في نهاية الاجتماع؟. تمّ تقسيمنا إلى مجموعات عمل، وتمّ ترتيب مجموعة أخرى من الاجتماعات قبل أن نجتمع جميعنا مرة أخرى في لقاء آخر مدته أربع ساعات لتقديم تقارير عن اجتماعاتنا الأصغر. بعد هذه المناقشة التي لا تنتهي، هل تغيّر العالم بقراراتنا الجذرية؟ بالطبع لا".