بـأكياس "المساعدات".. أصبح لـ "العم معتز" كوخه على شاطئ غزة
كان حلم "العم معتز" من نعومة أظافرة أن يسكن في منزل يطلّ مباشرة على بحر غزة من باب الرفاهية، فتحقّق حلم طفولته، ولو بسبب الظروف القاسية، وأصبح لديه حلم آخر أكبر، وهو انتهاء العدوان والعودة لغزة.
قرّر الفلسطيني معتز يحيى برزق، بناء كوخ من الطين، بدلاً من الخيمة لتخفيف ضغوط معاناة النزوح بعد قرابة عام على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وعلى شاطئ بحر دير البلح، أقام المسنّ برزق كوخه بمئات الأكياس التي ملأها بالرمال واصطفّها فوق بعضها كأنها حجارة قبل أن يمسّدها بطبقة من الطين ويسقفها بما توفّر من ألواح "الأسبست".
الإبداع رغم العدوان الاسرائيلي على غزة..
— Emad Abu Shawiesh (@emadshawiesh) September 15, 2024
المواطن معتز يحيى برزق يصنع كوخاً جميلاً من أكياس الطحين محشوه رمال وبعض الطين. pic.twitter.com/QyQ4Dh33xh
وتداول ناشطون فيديو عبر منصات التواصل الاجتماعي يوثّق لحظات قيام رجل فلسطيني يدعى معتز، بـبناء منزل صغير بعد نزوحه على أحد شواطئ غزة في فلسطين، مُستخدماً أكياس الدقيق الفارغة والمغطاة بالطين.
كوخ من الطين!
الرجل الذي يعيش العدوان اليومي المستمرّ منذ أكثر من 11 شهراً، خرج من عنق الزجاجة، وكسر حلقة من حلقات المعاناة الخاصة به، بعد أن ضاقت به الأرض، فضلاً عن واقع الخيام البائس، فقرّر إنشاء كوخ من الطين، علّه يواجه قسوة الشتاء المقبل.
View this post on Instagram
"خطرت ببالي فكرة إنشاء شيء من ردم القصف الإسرائيلي، إلا أني تراجعت عنها، كون الأمر سيئاً، وبعدها بدأت بإنشاء كوخ من الطين، مستخدماً 700 كيس من أكياس الدقيق الفارغة"، يقول معتز بزهوّ.
رغم أنف الاحتلال!
وأضاف أنه شرع مع قريب له بملء الأكياس بالرمال، وثم وضعها فوق بعضها البعض بطريقة مدروسة، وبعد الانتهاء، غطى الجدران الخارجية بالطين، لإعطائها القوة والمتانة.
اقرأ أيضاً: إبداع رغم الحصار... ابن غزة الذي حوّل النفايات إلى كراتين بيض
وأوضح أنه وبعد الانتهاء من تجهيز الكوخ، وجد أنّ سمك الجدار الخاص بالكوخ نصف متر، مشيراً إلى أنه يعطي الكوخ قوة، وقال: "أسكن فيه منذ أكثر من شهر".
وأشار إلى أنه لم يُعانِ في الكوخ، بل يشعر بالفخر، أنه استطاع إنجاز مأوى خاص به وبذويه، رغم أنف الاحتلال الذي أراد تشريد الفلسطيني، وتدميره مادياً ومعنوياً.
وأكد أنّ الكوخ يشابه إلى حد كبير، المنازل القديمة، فهو بارد في الصيف، ودافئ في الشتاء، موضحاً أنه أنشأ جداراً قصيراً، بالطريقة ذاتها، أمام الكوخ، لصدّ أيّ مدّ لموج البحر مع اقتراب الأمطار.
View this post on Instagram
وأكد أنّ الاحتلال "لن يستطيع كسر إرادة الفلسطيني، فطالما هناك قلب في صدر فلسطيني ينبض، فالنصر حليفنا، مهما كانت التضحيات".