النمسا ستتحول إلى وجهة رئيسية لرياضة ركوب الدراجات الهوائية الجبلية
تعتزم النمسا إلى إعادة تقديم نفسها للزوار كوجهة رئيسية لمحبي رياضة ركوب الدراجات الهوائية في جبال الألب، حيث أصبحت السياحة الصيفية في هذا البلد تضاهي بأهميتها الأنشطة الشتوية لهواة التزلج.
مع الذوبان الحتمي للذهب الأبيض، ترغب النمسا في إعادة تقديم نفسها للزوار كوجهة رئيسية لمحبي رياضة ركوب الدراجات في جبال الألب، وتعمل على تسريع تحولها في هذا المجال.
وأصبحت السياحة الصيفية في النمسا تضاهي بأهميتها الأنشطة الشتوية في هذا البلد المحبب لدى هواة التزلج.
يوناس ريتسون، راكب دراجة هوائية جاء خصيصاً لممارسة شغفه في الأجواء الخضراء في منتجع ليوغانغ في منطقة سالزبورغ (وسط النمسا)، يدلّ إلى المناظر الطبيعية المحيطة قائلاً : "أنظروا إلى هذا الجمال".
Austria pivots towards mountain bike tourism as Alps warm: Leogang (Austria) (AFP) -
— zeta panama (@zetacompa) July 15, 2024
Mountain bikers hurried on a summer day to catch the last gondola up the mountain at one of Austria's top Alpine resorts, loading their bikes onto racks usually… https://t.co/l1dXXuPVrf pic.twitter.com/1WU0Oau0eA
ويوضح الرياضي: "لا يوجد مثل هذه المنحدرات في بلدي إستونيا". وقد ثبّت ريتسون خوذته على رأسه قبل أن يبدأ في عملية هبوط محفوفة بالمخاطر على دراجته، مقابل ما يزيد قليلاً عن 60 يورو في اليوم.
ويفضل عدد متزايد من الزوار ارتياد هذه المنطقة في جبال الألب في الأيام المشمسة. فمنذ جائحة (كوفيد)، حلّ موسم الصيف، الممتد من أيار/مايو إلى تشرين الأول/أكتوبر، محل فصل الشتاء لناحية الأهمية الاقتصادية، وقد درّ 15 مليار يورو من أصل 29,5 ملياراً من الإيرادات السنوية العام الماضي.
وبعد رياضة المشي لمسافات طويلة، يأتي أكثر من ربع السياح إلى النمسا في الصيف لركوب الدراجات الهوائية، بحسب دراسة أجرتها الحكومة أخيراً. ولدى سكان البلاد أيضاً، تشهد المبيعات ازدياداً كبيراً. فقد سجلت النمسا شراء أكثر من 500 ألف دراجة في عام 2022، نصفها تقريباً دراجات جبلية، بزيادة قدرها 15% منذ عام 2019. ويشكل ذلك ثورة في بلد يُعرف عالمياً برياضاته الشتوية التي كانت تستقطب الناس من حول العالم لممارستها.
في ليوغانغ-سالباخ، يمكن أيضاً استخدام كبائن التلفريك، ومصاعد التزلج لرفع الدراجة إلى أعلى المنحدرات البالغ طولها 90 كيلومتراً.
وفي مواجهة هذا الحماس، أطلقت الحكومة في بداية العام ما أسمته "خطة الدراجة الجبلية"، بهدف مساعدة المحطات على زيادة عدد المسارات المخصصة حصراً للدراجات الهوائية من خلال زيادة العقود مع أصحاب الأراضي، الذين يقيّدون الوصول حالياً إلى هذه النقاط.
وثمّة أكثر من عشرين متنزهاً مناسباً لهذه الغاية، لكن العرض يبقى قليلاً مقارنةً بالطلب.
ويوضح مارتن شنيتزر، خبير الاقتصاد الرياضي في جامعة إنسبروك، أنه "مع تغير المناخ" وانحسار مواسم التزلج بشكل متزايد بسبب قلة الثلوج، يُضطر محترفو السياحة إلى "إعادة التفكير في أنشطتهم واغتنام الاتجاهات الجديدة".
بدوره يقول رينيه سيندلهوفر شاغ، من نادي جبال الألب النمسوي، إنه "لا توجد دولة أخرى في جبال الألب تقصي رياضة بهذه الطريقة الراديكالية"، منتقداً ما يصفه بـ"التشريعات البالية" في هذا المجال.
ويتعرّض المخالفون لغرامة كبيرة تصل إلى 730 يورو بسبب "انتهاك الملكية"، وقد يصل المبلغ أحياناً إلى "آلاف اليوروهات"، في حال الخروج عن مسار الدارجة الهوائية.
وخلال عشر سنوات، زاد عدد الزوار الصيفيين الجدد بنسبة 70%، ليصل إلى 260 ألفاً في العام الماضي، فيما بات عدد ليالي المبيت الصيفية يفوق تلك المسجلة في موسم الشتاء.
كما تقام هناك أيضاً منافسات بطولة العالم في الدراجات الجبلية.