الطفل الذي نجا من مجزرة قانا عام 2006.. شهيداً

مصير حسن كان متوقّعاً. منذ نجاته من مجزرة قانا عام 2006، لم يتخطَ شهادة شقيقته زينب. لم ينشأ بطفولة عادية. كان يختار من الألعاب، السلاح والقنابل ليتدرّب عليها لكي يقاتل "إسرائيل" عندما يكبر..

0:00
  • الطفل الذي نجا من مجزرة قانا عام 2006.. شهيداً
    حسن كان ينتظر أن يجد مكانه المناسب ليقتصّ من "إسرائيل"

لم يتزعزع صبر رباب شلهوب طوال 18 عاماً. عندما قابلتها صحيفة "الأخبار" اللبنانية  للمرة الأولى عام 2006، صوّبت بوصلتها نحو جنوب لبنان وفلسطين المحتلة وجنّدت نفسها ومن تبقّى من أسرتها لهزيمة "إسرائيل".

تقول الإعلامية الزميلة أمال خليل إنه "وبعد تشييعها لنجلها حسن، جدّدت السيدة رباب تثبيت البوصلة: "أهل الجنوب لن يتخلوا عن المقاومة ولن يتخلوا عن عدائهم لإسرائيل التي بيننا وبينها ثأر طويل". 

وأشارت إلى أن "مصير حسن كان متوقّعاً. فمنذ نجاته من مجزرة قانا عام 2006، لم يتخطَ شهادة شقيقته زينب. لم ينشأ بطفولة عادية. كان يختار من الألعاب، السلاح والقنابل ليتدرّب عليها لكي يقاتل إسرائيل عندما يكبر".

كلما كبر حسن، كانت الغصة تكبر معه. لم ينسَ تكوّم جثمان زينب تحت الركام ومعها 27 شخصاً من الأقرباء وأطفال حي الخريبة. لم ينجُ من شلة اللعب سواه مع حسن هاشم الذي كان في الرابعة من عمره، فيما ارتحل رفاقه يحيى وجعفر وزهراء وعلي.

 في الذكرى الأولى للمجزرة عام 2007، كان يدور حول روضة الشهداء القريبة من منزله في حي الخريبة. يلعب قليلاً ويقترب قليلاً من القبور التي تعلوها صور الشهداء.

بعد المجزرة بـ 4 سنين، أنجبت رباب شقيقاً لحسن، سمّته عيسى. تولى شقيقه الوحيد سرد تجربة العائلة، فصار عيسى ناجياً من المجزرة بمفعول رجعي. "هو لا يعرف زينب إلا في الصور. لكنّ حسن أخبره كل شيء عنها، حتى صارت ملتصقة به كأنها لم تغب".

يعتبر حسن أن زينب يجب أن تبقى البوصلة التي تذكّر بعدوانية "إسرائيل" ووجوب مقاومتها. بناءً على توصية والدته، تميّز بدراسته. اختار برمجة الحاسوب وتوظّف في إحدى الشركات فور تخرّجه قبل عامين.

لكنه انضوى في كشافة المهدي وكان يتحيّن الفرصة ليقاتل "إسرائيل" بالسلاح وليس بالعلم فقط. منذ بدء "طوفان الأقصى"، نظّم بصفته قائداً كشفياً، أنشطة كثيرة داعمة للمقاومة في فلسطين. وزّع البقلاوة احتفاء بعمليات المقاومة ورفع الراية الفلسطينية في ساحة قانا انتصاراً للشعب الفلسطيني.

كان ينتظر أن يجد مكانه المناسب ليقتصّ من "إسرائيل" وهكذا فعل. حصل على شهادته التي تأجّلت طوال 18 عاماً. لكنه سلّم الأمانة إلى شقيقه الأوحد عيسى (14 عاماً).