أوزبكستان تسعى إلى تعزيز مكانتها كثالث أكبر منتج للحرير في العالم
ترغب أوزبكستان التي أنتجت 26 ألف طن من الحرير عام 2023 إلى تعزيز مكانتها كثالث أهم دولة في هذا القطاع بالعالم، خلف الصين والهند اللتين تمثلان نحو 95% من الإنتاج العالمي.
في بداية كل صيف في أوزبكستان، تحصد زبيدة بارداييفا، شرانق دودة القز التي تُحوَّل إلى نسيج ثمين في عملية طويلة وغير فعّالة بشكل كبير، تعهّدت تحديثها الدولة الواقعة في آسيا الوسطى، وثالث أكبر منتج للحرير في العالم.
تقول بارداييفا من نورافشون في جنوب العاصمة طشقند، في حديث إلى وكالة (فرانس برس) : "كل المراحل تتم يدوياً، وأكثر خطوة تتّسم بتعقيد هي رعاية دودة القز، ثم حصاد شرانقها مع الحفاظ على جودتها".
في ظل شجرة لوز، وبأصابعها التي أكسبتها خبرة 40 عاماً، تزيل بارداييفا شرانق بيضاء من أغصان مجففة، تحتوي كل منها على خيط حريري يبلغ طوله كيلومتراً واحداً في المتوسط، تفرزه يرقات الفراشة التي تمّ تدجينها قبل قرون وتحمل اسم دودة القز.
خلال موسم تربية هذا النوع من الفراشات الممتد بين نيسان/أبريل وحزيران/يونيو، "يشارك الجميع في مراحل العملية".
يقطّع الرجال أغصان التوت لإطعام الفراشات بينما تهتم النساء باليرقات التي تتطلب عناية مستمرة، وفق ما توضح بارداييفا.
ويتطلب التحوّل إلى نسيج ثمين بضع خطوات أخرى بسبب قوته ونعومته، إذ يتم تعريض دودة القز لدرجات حرارة عالية حتى تُقتَل في شرانقها. ثم يتم تجفيفها وإسقاطها في ماء مغلي حيث تظهر الخيوط ثم يتم نسجها.
وتقول بارداييفا محاطةً بنساء أخريات "بعد الحصاد، نسلّم الشرانق إلى الدولة". ومع أنّ تربية دودة القز لإنتاج الحرير، وهو تقليد متوارث في أوزبكستان، حُرّرت في ظل رئاسة تشافكات ميرزيوييف، إلا أنّ صناعة الحرير تبقى خاضعة لسيطرة الدولة وتُعدّ نشاطاً لا يدرّ مبالغ كبيرة.
جانوبيل تاتشيبيكوف، هو مزارع آخر في نورافشون، تلقى هذا العام "ثلاثة صناديق من بيض دودة القز" من الحكومة الأوزبكية.ويقول "إذا كنتُ محظوظاً، فسأحصد 150 كيلوغراماً من الشرانق، ما سيحقق لي ستة ملايين سوم"، أي نحو 487 دولاراً، وهو مبلغ يعادل ضعف راتبه الشهري.
وترغب أوزبكستان التي أنتجت 26 ألف طن من الحرير عام 2023، إلى تعزيز مكانتها كثالث أهم دولة في هذا القطاع بالعالم، خلف الصين والهند اللتين تمثلان نحو 95% من الإنتاج العالمي، بحسب اللجنة الدولية لتربية دودة القز.
وأمر رئيس أوزبكستان شوكت ميرزاييف، بزيادة أسعار شراء الشرانق وزراعة التوت والإعفاء الضريبي للمربيين ومجموعات المزارع لجعل الإنتاج مربحاً. والهدف من ذلك هو دعم الصادرات، وتحديداً إلى السوق الأوروبية ودور أزيائها الفاخرة، على شكل مواد أوّلية ولكن كمنتج نهائي أيضاً.