ألحان عود رؤى تعلو على أزيز طائرات الاحتلال "الزنانة"

جعل الاحتلال الإسرائيلي من طائرات "الزنانة" جزءاً من حياة الفلسطينيين، وبات صوتها المزعج راسخاً في رؤوسهم وأصبحت نذير شؤم ومصدر قلق لهم، إذ يقول أغلب السكان إنها "مثل الغراب" تحوم دائماً في سماء غزة.

 في مخيم في رفح جنوبي قطاع غزة، يتجمّع الأطفال النازحون حول فتاة تعزف العود، للاستئناس بمقطوعاتها الموسيقية، كسراً لوحشة النزوح وصوت طائرات الاستطلاع بدون طيار الإسرائيلية "الزنانة"، والتي يتم التحكّم فيها عن بعد، وتحمل معها صواريخ وكاميرات مراقبة، ولا ينفك صوتها يؤرق الغزيين.

يستمع الحضور إلى المقطوعات الموسيقية التي تؤديها رؤى حسونة على آلة العود بلهفة واندماج، تخرجهم للحظات من الواقع الصعب للمخيم الذي يضمّ في جنباته بيوتاً مهترئة، وبنية تحتية متهالكة، بفعل الأوضاع الاقتصادية السيئة التي سبّبها الحصار الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.

وتقول حسونة في مقطع فيديو لموقع “يورونيوز” إنها تحاول دعم الصحة النفسية والعقلية للأطفال المتعطشين إلى الأنشطة الترفيهية، الذين يستمتعون بالمقطوعات الموسيقية التي تؤديها ويرددون الأغاني الشعبية، ما يخرجهم من أجواء الحرب ويحجب أزيز الطائرات المسيّرة الإسرائيلية التي لا تغادر سماء قطاع غزة، وتؤرق العديد من سكانه.

وعلى مدار الساعة، تحلّق الطائرات الإسرائيلية من دون طيّار التي يسميها الغزيون "الزنّانة" بسبب الضجيج الذي يحدثه صوتها، والتي يمكن مشاهدتها من أي مكان في القطاع الساحلي الضيق والمكتظ جداً بالسكان.

جعل الاحتلال الإسرائيلي من طائرات "الزنانة" جزءاً من حياة الفلسطينيين، وبات صوتها المزعج راسخاً في رؤوسهم وأصبحت نذير شؤم ومصدر قلق لهم، إذ يقول أغلب السكان إنها "مثل الغراب"  تحوم دائماً في سماء غزة.

وتحاول رؤى مع بعض شباب المخيم الذين يؤدون رقصات مختلفة، تخفيف معاناة الأطفال الذين يعيشون مأساة إنسانية حقيقة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر.