أقولُ لأصحابي: ارفعوني فإنني
يَقَرُّ بعيني أن سُهَيلٌ بدا لِيا
بأنّ سُهَيلاً لاحَ مِن نحوِ أرضِنا
وأن سُهَيلاً كان نَجْماً يَمانِيا
هذان البيتان من قصيدة للشاعر التميميّ مالك بنِ الرَّيب قالها وقد شعر بدُنُوّ أجله وهو في الطريق عائداً من خُراسان حيث كان في عداد الجيش العربي في عهد الخليفة عثمان بن عفان، وهو يطلب من أصحابه أن يرفعوه لعلّه يرى النجمَ المعروف عند العربُ باسم سُهَيل، فيعلم أنه بات قريباً من بلاده.
وسُهَيل نجم بَهِيّ ساطع يظهر في سماء الجزيرة العربية من جهة الجنوب، ولذلك يوصف بالنجم اليماني نسبةً إلى بلاد اليمن الواقعة إلى الجنوب. وبه يسمّى الرجل سُهيلاً والمراةُ سُهَيلة.
وسُهُيل لُغَةً تصغيرُ سَهْل والسهلُ ضِدُّ الصعب. يُقال: سَهُلَ الأمرُ، يسهُل، سُهولةً: إذا تيَسّر، ضد تعسّر. وسَهُلَ المكانُ، إذا كان سهلاً. والسهلُ هو الأرض الممتدّة المُستقيمُ سطحُها. وسمّت العربُ الرجلَ سهلاً كما سمّته سُهيلاً.
ومن حكايات القدماء أن سُهيلاً النجم قتلَ نعشاً أبا مجموعة الكواكب المسمّاة بنات نعش وهنّ سبع، وأنهنّ رفضنَ دفن والدهنً إلى أن يأخذن بثأره من قاتله، فحملنه ورُحنَ يطاردنَ سهيلاً الذي لا يزال يهرب منهنّ. ويزعم بعضُهم أن سُهَيلاً هو زوج الجوزاء، ويقول آخرون إنه زوجُ الشُعرى وهو من فِتيان اليمن.
ومن أمثالهم:"أنّى يلتقي سُهيلٌ والسُّهى" أي أنهما لا يلتقيان، لأن السُهَى نجمٌ صغير خفيٌّ يقع عند القُطب الشمالي وسُهيل عند القطب الجنوبي يُضرَبُ في الأمر المستحيل.
ومن أخبار الشعراء أن عُمرَ بنَ أبي ربيعة كان يهوى امرأةً تدعى الثُرَيّا فتزوجها رجلٌ يدعى سُهيلاً ورحل بها إلى مصر، وكان دميماً أما هي فكانت من أجمل النساء. وكان عُمر غائباً فلما رجع وعلم بالأمر غضب وهجا غريمَه بقصيدة جاء فيها:
أيُّها المُنكِحُ الثُريّا سُهيلاً
عَمْرُكَ اللهُ كيفَ يلتقيانِ؟
هِيَ شاميّةٌ إذا ما استقلّتْ
وسُهَيلٌ إذا استقلّ يَماني