بينَ رِيتا وعُيوني بُندُقِيّهْ
والذي يعرفُ ريتا ينحني
ويصلّي
لاِلهٍ في العُيونِ العَسلِيّهْ
هذا مقطع من قصيدة الشاعر الفلسطيني الراحل محمود درويش التي نظمها في الفتاة اليهودية الإسرائيلية التي أعطاها اسمَ ريتا. كان الشاعر في شبابه قد تعرّف إلى صبيّةٍ حسناءَ في السادسةَ عشرةَ من العُمر في حفلة راقصة أقامها الحزب الشيوعي الإسرائيلي الذي كان منتمياً إليه وتركه في ما بعد.
هذه الفتاة كانت راقصة. اسمُها الحقيقي تامارا، ويذكر محمود درويش أنه ترك حبيبتَه هذه بعد حرب حزيران 1967، عندما علم أن مَن سمّاها ريتا كانت جندية في الجيش الإسرائيلي حينذاك. وله فيها قصائد عدّة أشهرها قصيدة"ريتا والبُندُقِيّة" التي ذكرنا مطلعَها أعلاه. والمقطعُ الثاني هو:
وأنا قبّلتُ ريتا عندما كانت صغيرهْ
وأنا أذكرُ كيفَ التصقتْ بي
وغطّتْ ساعدي أحلى ضَفيرَهْ
وأنا أذكرُ ريتا
مِثلما يذكرُ عُصفورٌ غَديرَهْ
آهِ ريتا
بيننا مليونُ عُصفورٍ وصورَهْ
ومواعيدُ كثيرهْ
أطلقتْ ناراً عليها بُندُقِيّهْ
واسمُ رِيتا الذي أطلقه الشاعرُ على حبيبته هو تصغيرُ كلمة مَارغَريتا marguerita اليونانية ومعناها: اللُّؤلُؤة أو الدُّرَّة. وهو اسم الزهرة الجميلة المعروفة باسم زهرة المارغريت، وتعريبُها: زهرةُ اللؤلؤ أو اللُؤلؤية.
ولهذا الاسمِ أيضاً أصلٌ بابليٌّ مُشتقٌّ من كلمتَي مار غالِّيتا Mar gallita ومعناها: بنتُ البحر. ويمكن أن يكون مأخوذاً من كلمة مارغيتا margaita الذي يُحَملُ على معنى الطهارة.
عيدُ المُسمَّياتِ باسمِ ريتا في السادسَ عشرَ من شهر تشرين الثاني، أو 22 أيار ، تكريماً للقِدّيسة ريتا rita.
أمّا اسمُ تامارا، وهو الاسمُ الحقيقي لريتا حبيبة محمود درويش، فهو مأخوذٌ من الكلمة العِبرِيّة "ثَمَر" ومعناها "نخلة" وهي نفسها كلمة "تَمْر" العربية التي تعني ثمرَ النخلة.
ويُطلقُ اسمُ تامارا على المولود الأُنثى في الغرب تيمُّناً بالقدّيسة تامارا Tamara. وكانت ملكة جيورجيا في القرن الثالث عشر وسّعت حدودَ المملكة حتى بحر قزوين. أحبّها شعبُها لما فعلته من خير للفقراء حيثُ أنشأت لهم مؤسّسات للرعاية بهم. عيدها في الأول من أيّار.
ونختمُ بهذا المقطع من قصيدة "ريتا والبُندُقِيّة":
إسمُ ريتا كانَ عيداً في فمي
جِسمُ ريتا كانَ غَرساً في دمي
وأنا ضِعتُ بريتا سنتَينْ
وَهْيَ نامَتْ فَوقَ زندي سنتَينْ
وتعاهَدنا على أجملِ كأسٍ.. واحترقنا
في نَبيذِ الشفتَينْ
ووُلِدنا مَرَّتَينْ