معن
اسم معن حمله أمراء وزعماء قبائل العرب.. فمن كان أبرزهم في التاريخ؟ وهل له علاقة بمعين وعون؟
قد أمّنَ اللهُ مِن خوفٍ ومِن عَدَمِ
مَن كانَ مَعْنٌ لهُ جاراً على الزَمَنِ
يرى العَطايا التي تبقى مَحامِدُها
غُنْماً إذا ما عَدّها المُعطي مِنَ الغَبَنِ
هذان البيتان من قصيدة للشاعر المُخضرَم بين الدولتين الأُمَويّة والعباسية مَروان بن أبي حَفصَة (724 - 798) يمدح بها مَعْنَ بنَ زائدةَ الشَيباني وهو من أشهر الأمراء والقادة العرب ومن أجودهم، عُرِف بسخائه وبه يْضرب المثل في الكرم فيقال: «حَدّث عن مَعنٍ ولا حرَج».
وخدم معن الدولة الأموية في آخر أيامها وعمل للدولة العباسية بعد قيامها، ولّاه الخليفة المنصور اليمنَ ثم سِجِستان حيث لقي حتفَه غِيلة.
وقد خصّ مروانُ بن أبي حفصة معنَ بن زائدة بأفضل مدائحه ونال من جوائزه وعطاياه مبالغ لا تُحصى.
ومع ذلك كان هذا الشاعر بخيلاً ومن أزرى الناس منظراً وملبساً ومأكلاً. غير أنه أجاد في مدح كرم معن وشجاعته وإقدامه في المعارك. من ذلك هذه الأبيات التي يشبهه فيها بالليث، أو الورد، أي الأسد، في الميدان وبالقمر المنير إذا ما اعتلى المِنبرَ خطيباً:
ما مِن عدوٍّ يرَى مَعْناً بِساحتهِ
إلاّ يظنُّ المَنايا تَسبِقُ القَدَرا
يُلفَى إذا الخيلُ لم تُقدِمْ فوارِسُها
كاللّيثِ يَزدادُ إقداماً إذا زُجِرا
أغَرُّ يُحسَبُ يومَ الرَوعِ ذا لِبَدٍ
وَرْداً ويُحسَبُ فوقَ المِنبَرِ القَمَرا
ولِمروان قصيدة واحدة في رثاء معن بن زائدة أبّنه فيها تأبيناً مؤثراً معدّداً مزاياه الحميدة وفيها يقول:
مَضى لِسبيلِهِ معنٌ وأبقى
مَكارِمَ لن تَبيدَ ولن تُنالا
كأنّ الشمسَ يومَ أُصيبَ معنٌ
مِنَ الإظلامِ مُلبَسةٌ جِلالا
مَضى لِسبيلِهِ مَن كنتَ تَرجو
بهِ عثَراتُ دهرِكَ أن تُزالا
واسمُ مَعن من الأسماء القديمة عُرف به عدد من آباء القبائل العربية، والنسبة إليه معنِيّ. والمعنيون سلالة حكمت لبنان كان أولها فخر الدين المعني الأول الذي انضم إلى العثمانيين ضد المماليك في معركة مرج دابق (1516) ولقّبه السلطان سليم بأمير البرّ، وأشهرهم فخر الدين المعنيّ الثاني.
واسم العلم مَعْن مأخوذ من المَعْن وهو الشيء اليسير السهل. وهذا ما يذهب إليه ابن دُرَيد في كتاب الاشتقاق، وذلك في معرض الحديث عن مَعْن بن أعصُر أحد آباء القبائل من قيس بن عَيلان.
والمادة اللغوية التي اشتُقّ منها هذا الاسم وهي الميم والعين والنون تدلّ على سهولة في جَرَيان أو جَري أو وغير ذلك. يقال؛مَعنَ الماءُ، يَمعُنُ، مَعْناً، إذا جرى جرياً سهلاً. والمَعينُ هو الماء الجاري.
ومعن الفرس وأمعنَ، إذا عدا وتباعد في خطوه. وأمعنتُ في الطلب، وأمعنت النظرَ في الأمر، إذا بالغت في الاستقصاء. وكلمة مَعن من الأضداد التي تدلّ على الشيء وضده. فالمعنُ هو الكثير، وهو القليل. والمعن هو الطويل، والقصير. وأمعنَ بالحق إذا أقرّ به، وإذا جحده وأنكره.
ويظن بعضهم أن اسم مُعين أو عـَون له علاقة باسم معن. وليس كذلك. فالمُعين هو الذي يقدّم العون أي المساعدة. وهو بصيغة اسم الفاعل من أعانه. والمُعين الله وهو من الأسماء الحسنى. وعبد المُعين اسم مركّب بالإضافة. وعوني اسم منسوب إلى العون.