رجب

يطلق على المولود الذكر تَيَمُّناً به.. ماذا تعرفون عن شهر رجب وأصوله عند العرب والمسلمين؟

رجب اسم علم يُطلق على المولود الذكر تَيَمُّناً بشهر رَجَبٍ، السابع من الشهور القمرية، لأنه من الأشهر الحُرُم التي يُحرَم فيها الظلمُ والقتال.

وقد وردت أحاديث تدلّ على فضل إحياء بعض الليالي من رجب بالصلاة والصوم والزكاة.

وكان العرب قبل الإسلام يعظّمون هذا الشهر. ولذلك سُمّيَ شهر رجَب بهذا الاسم لأنهم كانوا يُرَجّبونه، أي يهابونه ويعظمونه لحُرمة القتال فيه. والترجيب هو التعظيم. يقال: رَجَّبَهُ ،يُرٍجّبُه،تَرجيباً،أي عَظَّمه وهابه.

وكانوا إذا دخل رَجب يقولون:"جاء شهر مُنصل الأسِنّة"،لأنهم كانوا لا يتركون حديدةً في سهم أو رُمح إلا انتزَعوها إبطالاً للقتال وقطعاً لأسباب الفِتَن. وسَمّوه أيضاً "رَجَب الأصمّ" لأنه كان لا يُسمع فيه صوتُ مُستَغيث ولا حركة قتال ولا قعقعة سلاح لأنه من الأشهر الحُرُم.

كما سمّوه "رَجَب الفرد" لأنه مُنفَرِد،أي غير متصل بالأشهر الحُرُم الأخرى المتتالية وهي ذو القِعدة وذو الحِجّة والمُحَرّم.

وكانوا قبل الإسلام يرفعون مظالمهم إلى رجب، فإذا أتوا إلى مكة للحج يدعون الله على الظالم فلا تتأخر العقوبة عليه، فكان المظلوم يقول للظالم: عِشْ رجَباً تَرَ عَجَباً. ثم صار هذا القول مثلاً  يُضرَب في تَحَوّل الدهر وتقَلُّبه وكثرة عجائبه. من ذلك قول عليّ الباخرزي (ت 1075):

عِشنا إلى أن رأينا في الهوى عَجَبا

كُلَّ الشهورِ وفي الأمثال عِشْ رَجَبا

أليسَ من عَجَبٍ أنّي ضُحى ارتحلوا

أوقدتُ مِن ماءِ دمعي في الحشا لَهَبا

وأنّ أجفانَ عَيني أمطرتْ وَرِقاً*

وأنّ ساحةَ خدّي أنبتَتْ ذَهَبا

*(الوَرِق: الفِضّة)