"نيويورك تايمز": الغارات الإسرائيلية تهدد كنوز لبنان الأثرية
الكثير من الآثار اللبنانية غير مدرجة على قائمة الحماية دولياً، وقد تضرر بعضها بالفعل أو دمّر بسبب الضربات الإسرائيلية، بما في ذلك الكنائس والمقابر التاريخية والأسواق التي يعود تاريخها إلى قرون.
تسبب العدوان الإسرائيلي على لبنان في إحداث أزمة إنسانية في لبنان.. ولكنه هدد أيضاً الآثار التي تمثل مصدراً مشتركاً للفخر في هذا البلد.
وبحسب ما أوردته صحيفة "نيويورك تايمز" فإن آثار مدينة بعلبك، الذي أدرجتها منظمة اليونسكو ضمن قائمة مواقع التراث العالمي، هي أحد المواقع المعرضة للخطر.
اقرأ أيضاً: ماذا جاء في الرسالة اللبنانية حول العدوان على المعالم الأثرية؟
والآن يتسابق علماء الآثار والمحافظون عليه وحتى الجيش اللبناني لحماية كنوز فينيقية ورومانية وبيزنطية وعثمانية عمرها آلاف السنين.
وكانت منظمة اليونسكو قد وضعت الأسبوع الماضي، 34 موقعاً ثقافياً في لبنان تحت ما أسمته " الحماية المعززة "، وهو الإجراء الذي يحدد الهجوم عليها باعتباره انتهاكاً خطيراً لاتفاقية لاهاي لعام 1954 و"أسباباً محتملة للمقاضاة".
إنهم يدمرون الذاكرة
ورغم كل ذلك، فإن العديد من الآثار ليست مدرجة على القائمة، وقد تضرر بعضها بالفعل أو دمّر بسبب الضربات الإسرائيلية، وفقاً لمسؤولين لبنانيين والأمم المتحدة، بما في ذلك الكنائس والمقابر التاريخية والأسواق التي يعود تاريخها إلى قرون والقلاع من الحروب الصليبية.
ورغم تزايد التفاؤل الحذر بشأن التوصل إلى اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار ، فإن الكثير من تراث لبنان قد ضاع بالفعل إلى الأبد، ولا يزال حجم الدمار غير واضح.
اقرأ أيضاً: "اليونيسكو" ستبحث "سبل الحماية التامّة" لمعالم لبنان التراثية
قالت جوان فرشاخ باجالي، عالمة الآثار اللبنانية التي تدير "منظمة بلادي"، وهي منظمة تركز على الحفاظ على تراث البلاد، "إنهم يدمرون الذاكرة". وقارنت الضرر الناجم عن الضربات الإسرائيلية بالضرر الذي لحق بالمواقع الأثرية في أفغانستان.
ويتولى العميد في الجيش اللبناني يوسف حيدر قيادة هذه الجهود، حيث يقود فوجاً متخصصاً ينقل القطع الأثرية من جنوب البلاد المتضرر بشدة، بما في ذلك بعض القطع التي يعود تاريخها إلى الحضارتين الرومانية والبيزنطية.
تدريبات: أكياس رمل فوق قطع الآثار
وفي قاعدة الفوج، على بعد أميال قليلة من بيروت، أجرت قواته تدريبات قاموا خلالها بتكديس أكياس الرمل فوق قطع أثرية حقيقية، وهي استراتيجية مصممة لحمايتها من الشظايا أو موجات الصدمة الناجمة عن الانفجارات القريبة.
وقال علماء الآثار إن الدمار واسع النطاق طال عشرات البلدات الحدودية التاريخية، ما أدى إلى إتلاف أو تدمير مناطق بأكملها . كما امتدت الضربات لتشمل مراكز المدن الكبرى، بما في ذلك بعلبك وصور.