"إسرائيل" غضبت من ضحكات "جدو زغلول" فاغتالت حفيدته!
غناء الأطفال ورقصهم، تمثيل "جدو زغلول وتيتا علا"، الحلوى اللذيذة، البالونات الملونة، البيوتات الآمنة، كل مقتنيات المنزل الجميلة البسيطة، لم تثنٍ "إسرائيل" الشريرة التي تكره كل مميز عن فعلِ فعلتها.. فسوّت كل شيء بالأرض!
في الحرب الهمجية المفروضة على لبنان يمكن أن نتوقع كل شىء بين طرفة عين والتفاتتها، فالعدو الإسرائيلي دمّر الحجر والبشر في غزة، بما فيها المستشفيات والمدارس ومراكز الإيواء ودور العبادة من كنائس ومساجد وغير ذلك..
العدو الغاشم لم يخفِ يوماً أطماعه بلبنان والدول المحيطة، وقد ترجم ذلك حتى في المناهج الدراسية وكتب وقصص الأطفال، ولعل آخرها قصة المستوطن مع طفله "ألون" الذي يوعده بـ "أن لبنان لنا، وستكون أرضه لنا"!
عيد للميادين نت: واجبنا زرع البسمة
منذ يومين، وتحديداً صبيحة الإثنين الماضي الذي شهد ليله العدوان على منطقة الجناح في بيروت، تواصلت مع الممثل اللبناني المخضرم فؤاد حسن المعروف بـ (زغلول)، وزوجته الممثلة علا عيد (وردة)، وكلاهما من فرقة الفنان اللبناني العريق صلاح تيزاني (الشهير بـ "أبو سليم).
تواصلت قبيل الغارة بساعات للاطمئنان عنهما وعن عائلتهما، فبادرتني علا أنهم بخير ولم يبرحوا بيتهم في البيوتات المحيطة بمستشفى الحريري الجامعي، وهم يستقبلون الضيوف والوافدين من المناطق اللبنانية، وخاصة الأطفال لرسم البسمة على وجوههم عبر عروض بسيطة ورقص وتمثيل وغيره، إلى زيارات للمدارس للتخفيف عن الأطفال.
كذلك، وبحسب عيد، كانت تقوم مع زوجها بمساعدة الناس الذين يجلسون على الطرقات والأرصفة، فيؤمنون لهم الطعام والشراب والاستحمام، وغسل الثياب.
وإذ كشفت أنهما على اتصال دائم بالممثلين الكبار، للاطمئنان على صحتهم وحالتهم، قالت إنها تعمل للعناية بمرضى الكبد والسرطان وتأمين الأدوية اللازمة للوافدين إلى المنطقة.
تصفيق وحلوى.. فـ غارة غير مسبوقة
لم تمضِ ساعات حتى أزف موعد عدوانٍ إسرائيلي جديد على لبنان تحت جنح الظلام، غارة غير مسبوقة في بيروت وعلى أحد مداخل مستشفى رفيق الحريري الجامعي.
في منطقة "العشوائيات المكتظة" هذه في الجناح كغيرها من أزقة بيروت القديمة، بيوتات صغيرة مكوّنة من غرفتين، يسكنها اللبناني والسوري والفلسطيني والسوداني والسيرلانكي والبنغالي وغيرهم!
ومنذ بدء العدوان، استضافت هذه البيوتات وافدين من الضاحية القريبة والجنوب، وعاش الجميع وهم يتقاسمون كِسرة الخبز.. إلى أن باغتها العدوان في تلك الليلة الليلاء الدامسة.
المنزل "بانوراما فنية"!
هنا في هذا المكان، كان زغلول يطلع علينا بلوحات أخّادة لزوايا حديقة منزل، تزنره الفرحة والألوان الجميلة مع قطع قديمة وأصائص ورود ونباتات مختلفة، تعكس رهافة وذوق الزوجين المميزين، وفي الزوايا أيضاً صور فؤاد الممثل المخضرم مع عادل إمام وزياد الرحباني و"شوشو" وانطوان كرباج وهند أبي اللمع ومنى واصف ومحمود يا سين وفاروق الفيشاوي وليلى علوي وغيرهم.
وسينمائياً مع المخرج الألماني الشهير فولكر شلوندورف Volker Schlöndorff، وسواهم كثر. كذلك مثّل في مسلسل "الهيبة-الردّ" (إخراج سامر البرقاوي).
كل مقتنيات هذا المنزل الجميلة البسيطة، لم تثنٍ "إسرائيل" الشريرة التي تكره كل مميز عن فعل فعلتها.. فسوّته بالأرض!
كنا نلاعب الأطفال!
تقول علا كنا نلاعب الأطفال، ونغني لهم، مع "جدو زغلول" وعندما هممنا برمي حبات السكاكر (البون بون) لهم لالتقاطها، سمعنا صوتاً عنيفاً، وفي ثانية تغيّر المشهد، من ضحكٍ وفرح إلى صرخات رعب وبكاء وعويل وترح.
استعادت صورة سوداء رأتها بين الغارتين الإسرائيليتين، "فعندما وصل إنذار الأوزاعي والليلكي، قلت للأولاد وأنا أخاطبهم من شرفة منزلي: ماذا تعوّدنا يا أولاد؟ لا نصرخ، ومن أراد الصلاة لربه، فليصلِّ. وبدلاً من أن تتناثر حبات السكاكر عليهم، جاءتهم شظايا صاروخ... فما ذنب هؤلاء الأطفال الأبرياء، ملائكة الجنة".
تتابع بألم وحرقة بعد خروجها من المستشفى مع زوجها "كان أمامي أطفال يحترقون، ما استطعت أن أفعل شيئاً. وهناك "لولو" الصبية الحلوة، عيناها عسليتان، و"فاطمة" التي تغزّلت بردائها الأخضر كلون عينيها".
حسن للميادين نت: ربيت الأطفال فقتلهم الصاروخ!
الدمعة لا تفارق محيا "زغلول"، رغم أنه أمضى حياته وزوجته في إضحاك الناس والأطفال..
وخلال اتصال الميادين نت به قال "رعيت هؤلاء الأطفال منذ 13 سنة، ربيتهم، لاعبتهم، إلى أن أتت اللحظة السوداء، قتلهم الصاروخ"!. ويمسح دمعته ليكمل "ما زال حفيدي "فؤاد جونيور" في العناية المشددة، بعدما عثروا عليه تحت الأنقاض".
لكن لوعة "جدو زغلول" و "تيتا علا" تتفاقم مع ورود خبر انتشال جثمان حفيدتهما "ألاء" (لولو) من بين الأنقاض، فيعبّر بحشرجة " المؤنسات الغاليات ، هنياء لك يا جدو عروسة 23 عاماً بعد كم يوم عيدك والبوسات (القبلات) بعدهن على خدودي، لولو يا وجع الروح... الله يصبر قلبك يا بابا نانسي وكل أم".