"هدّي يا بحر هدّي".. صيّادو غزة محرومون من بحرها
يكافح الصيادون يومياً لجلب صيد ولو متواضع لإطعام أسرهم، ونادراً ما يتبقّى لديهم من الصيد اليومي ما يمكنهم بيعه لآخرين.
بعد مرور ما يزيد عن عام على العدوان على قطاع غزة، يتجمّع صيادون فلسطينيون على الساحل ويلقون شباكهم على أمل صيد ما يكفي أسرهم في غزة وسط انتشار واسع النطاق للجوع الشديد في القطاع المدمّر بسبب العدوان الإسرائيلي.
القيود الإسرائيلية التي بدأت مع الحصار منذ 28 عاماً ونيّف، وفرضت على المياه قبالة القطاع، حوّلت الحياة إلى جحيم للصيادين الذين لم يعد بوسعهم الإبحار ويجب أن يبقوا على الساحل.
في خان يونس، يصطاد إبراهيم غراب (71 عاما) ووسيم المصري (24 عاماً) سمك السردين من الشاطئ أمام خيام مؤقتة للنازحين بسبب الحرب.
بأدوات بسيطة وإمكانيات متواضعة يحاول الصيادون في شمال غزة صناعة قوارب للدخول إلى البحر وتحصيل أرزاقهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً
— Khaled Safi 🇵🇸 خالد صافي (@KhaledSafi) August 31, 2024
بعدما منعهم الاحتلال من الوصول إليه..
الفلسطيني مازال يدق الجدران
فهل تسمعون؟
توثيق أيمن الهسي @ayman_abed93 pic.twitter.com/hLCH2iwRn1
وقال غراب "الحياة صعبة والواحد بيسعى وقاعد بيجري ليدبر لقمة العيش. مفيش أصلاً مساعدات، بطّلنا نشوفها. كانت في البداية في شوية مساعدات وخفيفة، وقليلة جداً، والآن ما في".
ويكافح الصيادون مثل غراب والمصري يومياً لجلب صيد ولو متواضع لإطعام أسرهم، ونادراً ما يتبقّى لديهم من الصيد اليومي ما يمكنهم بيعه لآخرين.
يرمي الصيادون في #غزة شباكهم على أمل صيد ما يمكنهم من سد رمق أطفالهم، لكن محاولاتهم هذه غالبًا ما تذهب سدى.https://t.co/GKX9wnVt24
— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) November 4, 2024
وشكّل صيد الأسماك جزءاً مهماً من الحياة اليومية في قطاع غزة قبل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ سنوات، وطبعاً قبل العدوان، إذ كان يساعد الناس على كسب لقمة عيشهم عن طريق بيع ما يصطادونه يومياً في السوق وتوفير نوع من الطعام للسكان.
ولا يصل إلى القطاع سوى القليل من المساعدات وسط القيود الإسرائيلية، ولم يعد لكثير من الناس أي دخل وصارت أسعار السلع البسيطة بعيدة عن متناول الكثيرين منهم.
وتحدّث الصياد المصري عن عمليات إطلاق نار من البحر نفّذها "الجيش" الإسرائيلي، وبالمثل قال غراب أيضاً إن زوارق عسكرية إسرائيلية أطلقت النار على صيادين في خان يونس.
يأتي ذلك فيما تواصل قوات الاحتلال عدوانها على قطاع غزة لليوم الـ395، براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما أسفر عن ارتقاء 43314 شهيداً، وإصابة 102019 آخرين، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف المفقودين تحت الأنقاض.
اكتظاظ سكاني في 365 كلم2
يُشكّل القطاع ما مساحته 1.33% من مساحة فلسطين التاريخية، وهو مكوّن من مساحة ضيّقة من الأرض تبلغ نحو 365 كيلومتراً مربّعاً.
ويعيش في القطاع نحو 2.23 مليون نسمة، ولا يتجاوز طوله 41 كيلومتراً، ويتقلّص العرض في بعض المناطق لخمسة كيلومترات فقط، ولا يتسع في أحسن الأحوال إلا إلى 15 كيلومتراً.
وينتمي سكان غزة إلى فئة صغار السن إلى حد غير عادي، حيث تشير تقديرات "يونيسيف" إلى أن عدد أطفال غزة يقرب من مليون طفل يعيشون في القطاع، ما يعني أن نصف سكان غزة تقريباً من الأطفال.