وكالة الاستخبارات الأميركية تموّل إعادة إحياء حيوان منقرض
تطرح مساعي إعادة إحياء حيوانات منقرضة أسئلة أخلاقية من الناحية العلمية خاصة وأن الحيوانات التي قد ينجح العلماء في إعادتها للحياة ستكون مختلفة عن الحيوانات الأصلية المنقرضة.
أعلنت شركة "إن كيو تل"، التي تموّلها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية منذ 20 عاماً، تخصيصها رأس مال في الهندسة الوراثية ومكافحة انقراض حيوانات نادرة في العالم، كالماموث الذي اختفى منذ أكثر من 4000 عام!
وأثار إعلان "سي أي إي" دخول مجال هذه التكنولوجيا الحيوية الكثير من التساؤلات والشائعات أيضاً نتيجة تفسيرات بأن الوكالة تسعى إلى تطبيق التقنية نفسها على البشر.
وبهذا الإعلان باتت الشركة الحكومية الأميركية تنافس القطاع الخاص في السباق نحو إعادة إحياء الحيوانات المنقرضة، خاصة بعد أن أعلنت شركة "كولوسال" الخاصة العام 2021 عن نيّتها إعادة الماموث إلى العالم في غضون 5 سنوات. وتسعى الشركة نفسها إلى إحياء نمر "تاسمانيا" الذي اختفى أوائل القرن العشرين نتيجة الصيد العشوائي.
وعلى لائحة الشركات طائر "دودو" الذي لا يطير وتعرّض للانقراض في القرن السابع عشر بعد أن كان يستوطن "موريشيوس".
وأثار إعلان الشركة الحكومية الأميركية جدلاً واسعاً حول ارتباط الأمن القومي بالاستثمار في تكنولوجيا إعادة الحيوانات المنقرضة، ليتبين أنّ المسألة مرتبطة بفهم أفضل لعلم الجينوم واختبار قوة الحاسوب على بيانات بيولوجية ضخمة.
كما أنّ اهتمام وكالة الاستخبارات المركزية بتمويل إحياء حيوانات منقرضة قد يؤدي إلى اكتشاف علاجات لفيروسات حالية أو التدخل في التوازن الطبيعي بما يؤدي إلى عكس آثار تغير المناخ، وهذه مسألة أمنية استراتيجية في حسابات الوكالة.
ولن تكون وكالة الاستخبارات المركزية المستثمر الوحيد في شركة التكنولوجيا الحيوية، إذ أن شخصيات فنية وإعلامية أميركية وضعت رهانها في الشركة نفسها على أمل تحقيق أرباح مالية طائلة عند نجاح التقنية.
ومع ذلك، فإن تمويل هكذا مشاريع من أموال دافعي الضرائب الأميركيين تثير الكثير من الجدل بين الأميركيين، خاصة وأن العديد من الحيوانات الحالية تواجه خطر الانقراض، وبالتالي فمن البديهي العمل على حماية الأنواع التي لا تزال موجودة بدل السعي لإحياء أنواع انقرضت منذ مئات أو الاف السنين.
كذلك تطرح مساعي إعادة إحياء حيوانات منقرضة أسئلة أخلاقية من الناحية العلمية خاصة وأن الحيوانات التي قد ينجح العلماء في إعادتها للحياة ستكون مختلفة عن الحيوانات الأصلية المنقرضة نظراً لاختلاف الجينوم الذي سيكون على الأرجح شبيهاً بأنواع حالية ولكنها تتصرف مثل تلك التي اختفت.
وحتى في حال تنفيذ عملية إحياء أي حيوان منقرض بشكلٍ خال من أي شائبة، فإن التنبؤ بالسمات السلوكية للحيوانات التي ستفرزها الاختبارات أمر مستحيل، في مشهد يصفه بعض العلماء بمحاولة إحياء "فرانكشتاين".