هذا ما قاله دريد لحام لأبطال غزة وفلسطين عبر الميادين نت (فيديو)
الفنان العربي دريد لحّام لا يرى إلا المقاومة سبيلاً للتعامل مع المحتل، فلا مجال للحياد... مؤكداًَ أن الظلمة ستنجلي عن صباح يدعو إلى الفخر بفضل الصمود والتصدي للعدو.
يهجع العربي الشريف إلى رموزٍ مؤثرة ناهضة مستنهضة رافدة، تقول للباطل أنت زاهق وللمنافق أنت أفّاق متآمر!
لا مجال للحياد في ظل ما تمرّ به الأمة من أوقات مصيرية، ومنعطفات مصيرية، هذا هو لسان حال الفنان دريد لحام العربي الإنسان قبل كل اعتبار.
الدمعة لا تغيب عن مقلتيّ الفنان الصادق، وهو الذي زار مكاتب "الميادين أونلاين" مطلع الشهر الحالي، في ذكرى حرب تشرين/ أكتوبر، قبيل تسطير أبطال غزة لملحمة "طوفان الأقصى" بأيام، واليوم ها نحن نضم ما قاله لحّام في الفيديو المرفق، إلى ما صرّح به اليوم للميادين نت عبر الهاتف.
الظلمة ستنجلي عن صباحٍ يدعو للفخر
يرى لحّام أن ما سطّره أبطال غزة هو "شمعة أمل في داخل كل عربي مؤمن بقضية فلسطين والشعب الفلسطيني، وأيضاً كل شريف مؤمن أن الظلمة ستنجلي عن صباح يدعو للفخر بفضل هؤلاء الرجال".
دريد لحّام للعرب: "إن فيكم قوة لو فعلت لغيّرت وجه التاريخ"، وما يجري شمعة أمل لكل عربي
ولأن دريد مؤمن بالمقاومة، فقد زار غزة عام 2009 والتقى ناسها وأهلها وأطفالها ومقاوميها، وجال في مناطق عدة في القطاع، خصوصاً تلك التي تعرضت لدمار كبير جراء الاعتداءات الإسرائيلية، كما زار جنوب لبنان بعد التحرير، وتخلى عن لقبه كسفير لليونيسف بسبب تحيّز المنظمة الأممية للعدو.
ثلّة من الشباب....
لا حياد لدى "أبي ثائر" "في القضايا الوطنية لأن الوطن ليس وجهة نظر"، وهو ذكّر خلال زيارته للميادين نت بقوله: " قبل انبثاق فجر المقاومة في لبنان وفي فلسطين، وبشكلٍ خاص في لبنان، عشت حالة يأس، حتى ظهرت المقاومة في لبنان وأشعلت في داخلي شمعة أمل، هذه المقاومة الرائعة تضم ثلة من الشباب الذين آمنوا بالله وبالوطن واستطاعوا تكوين توازن ردع مع ما يُسمى أقوى جيش في المنطقة، وفي وقتٍ لم تستطع فيه الجيوش مواجهة العدو، جاءت حفنة من الشباب لتواجهه وتنتصر، لأنهم آمنوا بالله وبالوطن وامتلكوا الإرادة".
وهنا، يغلق عينيه ويهز برأسه خلال اللقاء مؤكداً أن "الأمل هو المقاومة، الأمل بأي يوم طيّب قادم هو المقاومة، وهي التي انتصرت في كل الميادين القتالية والإنسانية أيضاً".
دريد لحّام للميادين نت: "هذا الإقدام العجيب العظيم يعني أننا عائدون إلى القدس".
الجرائم منسجمة مع طبيعة هذا العدو وطمعه
لا يستغرب لحّام هذا الكمّ الهائل من الجرائم والمجازر اليومية التي يرتكبها الاحتلال، فهذا "أسلوبه الإجرامي، هجّر الشعب الفلسطيني واقتلعه من أرضه وارتكب من بعدها مئات المجازر منها مجزرة بحر البقر في مصر، ومجزرتا قانا في جنوب لبنان، ومجازره المتكررة في غزة، ولكنه اليوم صعّد إجرامه أكثر وأكثر انسجاماً مع طبيعته الإجرامية وطمعه بأرض فلسطين وغيرها".
"وا معتصماه" يا عرب!
وفي حين لا يرى إلا في المقاومة سبيلاً للتعامل مع محتل متوحش، يعود دريد لحام إلى التاريخ ليسبغ مآثره على الحاضر الصعب، فيروي قصة السيدة العربية التي اعتدى عليها الروم في مدينة عمورية عام 1058 فصرخت حينها "وا معتصماه" فما كان من أصداء هذا الاستنجاد إلاّ أن تردد مئات الكلوميترات إلى أن وصل إلى مسامع الخليفة العباسي المعتصم فسيّر جيشاً من 500 ألف مقاتل وذهب الى بلاد الروم وأنجد هذه السيدة بعدما دمّر الأعداء انتقاماً لها، وأنا الآن أحب أن أذكّر العرب وأقول إن هذا هو العربي الأصيل".
نمتلك القوة البشرية والاقتصادية الهائلة
ويتطلع لحّام إلى الوحدة في وجه كل ما يجري من عدوانٍ وظلم ، مؤكداً "على العرب توحيد كلمتهم، وأن يكونوا صفاً واحداً في مواجهة ناهبي الأرض وقاتلي الأطفال، خاصة أن العالم العربي يمتلك قوة بشرية واقتصادية هائلة، إذا فعّلت لغيّرت وجه التاريخ، لذا الأمر يحتاج إلى وقفة عز من كل العرب وخاصة الأنظمة العربية الرسمية".
ويقولها على الدوام، كما قالها في مكاتب "الميادين أونلاين" "ما دام هناك إرادة عند الشعب الفلسطيني العظيم، الشعب الفلسطيني الصابر والمكافح، وما دمنا نشهد يومياً ارتقاء شهداء في الضفة الغربية، فإن ذلك يعني أننا عائدون إلى القدس، يطول الزمن أو يقصر، لكن كل هذه التضحيات وهؤلاء الشهداء وهذا الإقدام العجيب العظيم يعني أننا عائدون إلى القدس".
وكان لحّام قد تحدث للميادين نت حول "حرب تشرين/ أكتوبر للميادين نت (فيديو مرفق)
أكتوبر حرب إرادة وتأكيد
الساعة الثانية والنصف من بعد الظهر يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر 1973، وقع حدث تاريخي جلل في دمشق والقاهرة والعالم العربي، إنه ساعة نصر تشرين/ أكتوبر الذي بثّ الرسالة "البشرى" لأجيالنا الجديدة، بأننا قادرون على الإنجاز والنصر: فلا تفريط في الحقوق والكرامة، مهما طال الزمن…
إنها "ساعة الصفر"العربية... دقّت الساعة الثانية والنصف: هنا دمشق... هنا القاهرة لتأزف بانطلاق أول صلية صواريخ سورية على جبهة الجولان السوري المحتل على خط "آلون" ، وبدء اختراق الجيش المصري لخط "بارليف".
حرب أكتوبر هي حرب الإرادة، كنا نتفرج على صواريخ "سام" كيف تسقط الطائرات الإسرائيلية
دريد لحّام العتيق المخضرم يعود بمخيلته، تفضحه عيناه، قبل أن تنبس شفتاه بأي حرف، يلوذ بالماضي البعيد لينسحب كلامه بإصرارٍ وتقصّد عميقين على حاضرنا التليد....
يعود معنا دريد الفتى إلى أزقة دمشق وحاراتها خلال أيام الحرب...
في تلك الظهيرة من تشرين/أكتوبر ارتفع صوت الأذان في المساجد، معانقاً دقات أجراس الكنائس، تبريك... تهليل... حمدله... الناس على أسطح المنازل، مبادرات فردية... طلي للزجاج والنوافذ والمصابيح باللون الأزرق، الكل جذلٌ بمآثر الجنود السوريين والمصريين، وبحفاوة الزخم الشعبي العربي العارم من المحيط إلى الخليج.
هذا ما فعله صديقي!
ويضيف بدمعة صادقة "يا قلبي... في 73 ملك الجندي العربي الإرادة، لذلك استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس، واستطاع الجيش السوري عبور خط "آلون" الذي كان بين سوريا والأرض المحتلة" يطلقها "أبو ثائر" بوجدٍ وحزم في آن. يعود لحّام بالذاكرة إلى عام 73 ويقول "كان عندي صديق كشف لي عن قميصه فوجدته قد كتب على بطنه "الشهيد بإذن الله". هنا الفرق، هنا هربنا (في 1967) وهناك واجهنا (أكتوبر 1973)، واحد كتب سلفاً الشهيد يعني أنه ذاهب ليستشهد، ذاهب ليقوم بالواجب".
" المسألة هنا أنه في 73 ملك الجندي العربي الإرادة، لذلك استطاع الجيش المصري عبور قناة السويس، واستطاع الجيش السوري عبور خط آلون الذي كان بين سوريا والأرض المحتلة. هذا الفرق".
دور الفنان كبير في شحذ الهمم خلال المعركة وخلال التصدي للعدو
ويتذكرّ تلك المرحلة: "في حرب تشرين شاركت كل الناس، كان هناك لُحمة عجيبة بين الناس، من جملتهم الأطفال أيضاً، في ال73 يا قلبي أذكر كانت الناس لا تهرب إلى الأقبية بل كانت تصعد إلى الأسطح تتفرج على الطيران، تتفرج على صواريخ سام كيف تتصدّر الطائرات الإسرائيلية. الأطفال، الكبار والصغار، كلهم هكذا، حتى ابنتي وكانت صغيرة عمرها 7 سنوات اسمها دينا، شاركت على طريقتها في دهن زجاج المنازل وأضواء السيارات باللون النيلي كي لا تراها الطائرات".
ويؤكد أن "الإرادة هي سيّدة المستحيل، عندما تريد يسهل تحقيق الصعب، إذا لم تكن تريد فالسهل يصبح مستحيلاً".
وحول دور الفنانين في الحرب يقول "هم قادرون على شحن الطاقات وتوجيهها في الاتجاه الصحيح، أنا أذكر أنّه في حرب تشرين ليل نهار كنا نسمع أغنية "خبطة قدمكن عالأرض هدّارة" (هناك من يقول إنها كانت "شيفرة بداية الحرب).
ويستنتج قائلاً " عندما نتحدث عن ثورة أطفال الحجارة في الثمانينيات، نرى أنها تأثرت بالأناشيد، الأغاني، الشعر، الخطابات وإلى آخره، فالأطفال شُحنوا جيلاً عبر جيل عبر جيل إلى أن انفجرت الانتفاضة في جيل أطفال الحجارة".
دريد لحّام في تحية للميادين: سيّدة في مناصرة الشعوب وقول الحقيقة ونحن نثق بها ثقة عمياء
ويختم لحّام بتوجيه تحية إلى أسرة قناة الميادين فيقولها على طريقته "على فكرة في بيتنا كبسة زر (tuner) التلفزيون معطلة، وعندما تضع الفيش بالكهرباء تظهر لنا الميادين، ولا قناة غيرها تظهر عبر جهازنا! لأنّنا نثق بها ثقة عمياء، ثقة مبصرة. ومن دون شك هذه القناة سيّدة في قول الحقيقة، سيدة في مناصرة الشعوب المستضعفة في كل أنحاء الأرض وليس فقط في فلسطين".