ناشط يربط قلوب أطفال المغرب بفلسطين.. كيف؟
يسعى الناشط إبراهيم حمّال لإبقاء شعلة القضية الفلسطينية تنير ذاكرة الأجيال في المغرب - ينظم وقفات احتجاجية ومسيرات وتظاهرات يقودها الأطفال.
يصطف الأطفال في المسيرة التضامنية مع غزة في العاصمة المغربية الرباط، وكأنهم كبار، يرددون الشعارات مع طفل يعتلي السيارة.
انضباط ونظام يقف وراءه إبراهيم حمّال، الذي كرّس حياته لتوعية الأطفال بقضية فلسطين، وجعل من الجيل الحالي هدفا لعله يجني ثمار ذلك في مستقبل التحرير. فوراء اصطفاف الأطفال وكلماتهم التي لها دلالات ومعاني، رجل يعمل جاهدا على الإبقاء على شعلة فلسطين لدى الأجيال القادمة.
🇵🇸🇲🇦الشعب يريد إسقاط التطبيع الذي سبب إذلالا كبيرا لشعب المغرب الشريف الاصيل
— Driss Bougrin العمراني (@AmraniBougrin) January 2, 2024
شار رفعته مظاهرة"الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة" أمام البرلمان بالرباط اليوم 02-01-2024 pic.twitter.com/EXYDmcFO6w
وإبراهيم حمال، من مواليد سنة 1964، حقوقي ومستشار في المجال الأسري، كل اهتمامه حول الأطفال.
"غزة المقهورة بإذن الله منصورة"..
— شبكة رصد (@RassdNewsN) December 29, 2023
مظاهرة في المغرب للتضامن مع غزة ورفضا للتطبيع pic.twitter.com/mNMqte6xw0
خلال المسيرات التي تنظمها الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية) يكون تركيزه وعقله مرتبط بالأطفال، فهو المشرف عليهم، خاصة أنه وضع الثقة فيهم، وجعلهم يقومون بكل الأدوار، سواء رفع الشعارات أو ترديدها أو إلقاء الكلمات.
وقال إبراهيم حمال للأناضول إن "له علاقة مع الأسر والآباء حيث يتم التواصل معهم من أجل تنظيم لقاءات تكوينية مع الأطفال حول التوعية الإسلامية والتربية على مبادئ الدين".
ولفت إلى أنه "بعد الحرب على غزة، بدأ الأطفال يتحدثون عن القضية الفلسطينية، بحكم مشاهدتهم الدائمة للأخبار رفقة أسرهم".
ولفت إلى أن الحملة الشرسة لـ "الجيش الإسرائيلي" وهجومه على فلسطين عامة، وغزة بصفة خاصة، جعلت الأطفال يستشعرون أهمية القضية الفلسطينية وضرورة نصرتها.
وأشار إلى "ضرورة تنشئة الطفل على حبّ فلسطين، خاصة أن الأطفال والنساء الفلسطينيات الأكثر استهدافاً بغزة".
واعتبر أن "المقاومة تقف الند للند أمام الآلة العسكرية الإسرائيلية، لذلك يتم استهداف الأطفال والنساء لإخفاء العجز الإسرائيلي".
ما السر خلف استهداف الأطفال في غزة؟
يتساءل الأطفال بالمغرب عن السر وراء استهداف أطفال غزة؟ لذلك "يحاول إبراهيم تقريب الصورة للأطفال من أجل فهم الصورة بفلسطين والإجابة عن أسئلتهم".
وأشار إلى أنه "يحاول أن يعرف الأطفال بالقضية، سواء تاريخياً أو حالياً".
وأضاف أن "طفل الفلسطيني آنذاك، والذي كان يدافع عن بلاده بالحجارة سابقاً، كبر وأصبح في ساحة المعركة يدافع عن بلاده".
وأوضح أنه "بمعية مؤطرين آخرين يساهمون في توعية الأطفال المغاربة بالقضية الفلسطينية"، ولفت إلى أن "هناك لقاءات توعوية وتوجيهية مع الأسر".
وتابع: "مع الوقفات والمسيّرات يتم توجيه الأطفال للمشاركة، حيث تم إلباس الأطفال لباس موحد يرمز للعلم الفلسطيني، فضلا عن كلمات يلقيها الأطفال بمفردهم".
اقرأ أيضاً: أطفال غزة يذهلون العالم: ما السر في هؤلاء "الأطفال - الرجال"؟
وأشار إلى أن "هناك سهولة في التعامل مع الأطفال، خاصة أن الأحداث الحالية تبين لهم الألم الفلسطيني".
مشهد الأطفال بالمسيرة يوحي أن "هناك إعداد سابق لها، فإبراهيم وآخرون يرتبون كل كبيرة وصغيرة مرتبطة بهؤلاء الأطفال".
إبراهيم يعرف أن "المعركة الحالية يشاهدها الجميع، ويحلم أن تحسم الأجيال القادمة القضية الفلسطينية، لذلك فإنه يستمر في هذه الأجيال".
وبوتيرة شبه يومية، تشهد العديد من المدن المغربية، بينها العاصمة الرباط، وقفات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني وللمطالبة بوقف الغارات الإسرائيلية على غزة، ولرفع الحصار وإدخال المساعدات.
اقرأ أيضاً: مجازر إضافية للاحتلال في قطاع غزة.. ارتقاء أكثر من 40 شهيداً
و يشن الاحتلال عدواناً مدمراً على غزة، خلّف حتى الأربعاء 22 ألفاً و313 قتيلاً و57 ألفاً و296 مصاباً معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لسلطات القطاع والأمم المتحدة.