"كاتيوشا" الروسية تخطف الأنظار في وسط بيروت
مع أغنية ورقصة "كاتيوشا" الذائعة الصيت التي خطفت الانظار خلال حفل السفارة الروسية ، التهبت القاعة بالتصفيق الحار، وانضم الحضور إلى راقصي فرقة الأغاني الشعبية "ليوبو- ميلو" التي أدتها ببراعة.
وحده مدخل فندق "فينيسيا" كان يفصل في تلك الليلة المزدحمة من ليالي بيروت ما بين لبنان و"الأرض الروسية" داخل قاعة الصرح السياحي الهام في وسط العاصمة.
كل شيء هنا يشي بروحِ روسية!
السيارات الرسمية والدبلوماسية، الموسيقى التي تشنّف الآذان، شباب الاستقبال الروس الدمثين، معرض الصور لرسامين روس، التنظيم العالي، الأعلام واليافطات التي تحاكي مناسبة وطنية روسية هامة،اللغة الروسية المهيمنة في المكان، الأزياء الروسية الشعبية في هندام السيدات، رائحة الطعام الشهية المدغدعة...
دأبت السفارة الروسية في بيروت على تنظيم احتفالها السنوي بالعيد الوطني لروسيا الاتحادية، وكما في كل عام استقبل السفير الروسي الكسندر روداكوف والسلك الدبلوماسي في السفارة الحضور الحاشد والمتنوع من كافة الأطياف، بحضور وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب، و نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب، ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، وعدد من الوزراء والنواب وممثلين عن القيادة العسكرية اللبنانية، وحشد من ممثلي الأحزاب وشخصيات سياسية وثقافية ودبلوماسية وإعلامية ورجال دين.
اقرأ أيضاً: السفير الروسي في بيروت للميادين نت: العملية العسكرية تسير بدقة
دعة المكان جعلت البسمة في كل مكان، َوالفنانون من فرقة الأغاني الشعبية "ليوبو- ميلو" وفّقوا في تقديم عرض ساحر للحضور و وصلة من الأغاني الشعبية الروسية.
روداكوف: نشهد تكراراً لمحاولات تدمير روسيا
ألقى السفير الروسي كلمة قال فيها: "يعود تاريخ روسيا لأكثر من 1000 عام. ومن قرنٍ إلى قرن، أصبحت بلادنا أقوى وتطورت، وتحولت إلى القوة العظمى، مررنا بالكثير من المصاعب، وعانينا من حروبٍ دامية، وتشرذمٍ وحروبٍ أهلية ومصاعبَ أخرى. استطعنا التغلُّب على التحديات، وأصبح وطننا الأم دولة أقوى وأكثر تماسكاً، وأصبح لها دور مميّز تاريخيًا في الحفاظ على السلام والاستقرار العالميين".
وأشار إلى أنه "في التاريخ الحديث، وبفضل المساهمة الحاسمة لروسيا، تمَّ توجيه ضربة ساحقة لإرهابيي "داعش" في سوريا ومنع السيطرة على الدول المجاورة وتدميرها، بالاعتماد على الذاكرة التاريخية والقيم الروحية والأخلاقية التي ورثناها عن أسلافنا، نواصل كشعب روسي المضي قدمًا بثقة.
وتوجه للحضور، قائلاً: "ينعقد اجتماعنا اليوم، في وقت صعب للغاية، حيث إننا نشهد تكراراً لمحاولات تدمير روسيا، ليتسنى لهم بعد ذلك الاستمرار في استعباد جميع الدول المستقلة الأخرى غير المرغوبة للغرب. لقد رفع المستعمرون الجدد والنازيون الجدد رؤوسهم مرة أخرى، وبشكل جبان شنّوا حرباً غير معلنة ضدنا، أجبرونا على اتخاذ الإجراءات التي نقوم بها. وخلال العملية العسكرية الخاصة، تمّ تحرير جزءٍ كبير من الأراضي الروسية الأصلية، من نازي كييف، وعودتها إلى روسيا إلى الأبد. والآن يتم إنشاء حياةٍ سلميّة هناك بشكلٍ تدريجي".
الـ "كاتيوشا" التي أشعلت الحضور!
اللباس التقليدي الروسي، كان هناك، حتى بعض الأطفال الذين حضروا مع أمهاتهن الروسيات ارتدوا الزيّ الشعبي الجميل.
وإذا كانت الملابس غير الرسمية للكبار في معظم الحالات خالية من الزخارف والمطرزات ،فإن أزياء الأطفال لها زخارف خاصة بها ، وحرصت الأمهات الروسيات عبر التاريخ على تطريز الأثواب بالرونية القديمة (الأبجدية الرونية هي أبجدية قديمة سبقت ظهور الأبجدية اللاتينية، انتشرت في المناطق الشمالية من القارة الأوروبية) أو العلامات ذات الخيوط الحمراء.
ومن المعلوم أن روسيا دولة غنية بثقافتها الخاصة وتقاليدها الممتعة، والرقص جزء من التراث الوطني، لأنه يعكس السمات المميزة للشعب وخصائصه.
وتأثرت رقصات شعوب القوقاز بالنظام القديم للتدريب القتالي للمحاربين، فعلى سبيل المثال، كانت رقصة “ليزغينكا” الشعبية في العصور القديمة رقصة المحاربين، والحقيقة المثيرة للاهتمام أن كل من الرجال والنساء يرقصون “ليزغينكا” بأشكالها الحديثة.
أجواء الرقص والغناء جعلت القاعة الرئيسية في الفندق، مكاناً لاستقطاب الحضور، هنا صفق الجميع وارتفعت الهواتف النقالة لتصوير العرض الجميل.
ومع أغنية "كاتيوشا" الذائعة الصيت، التهبت القاعة بالتصفيق الحار، وانضم الحضور (خاصة من السيدات الروسيات - اللبنانيات) إلى راقصي فرقة الأغاني الشعبية "ليوبو- ميلو" في تأديتها ببراعة.
وتعد "كاتيوشا" أغنية شعبية ذائعة الصيت في روسيا، كانت تغنى أيام الحرب العالمية الثانية وتحاكي قصة فتاة تنتظر حبيبها الذي يخدم بلاده في الجيش.
اقر أ أيضاً: زاسبكين للميادين نت: لا حرب وما يريده الأميركيون في لبنان وهم .... والأهداف ستتحقق في إدلب
وتحكي الأغنية التي أعدتها الميادين "تحية إلى روسيا" منذ 3 سنوات قصة مقاتل بطل، يحمي بلاده وهو يصغي إلى لحن الكاتيوشا، مجدداً عنفوانه مع رفاقه.
وقد لحنّت الأغنية عام 1938 بواسطة ماتفي بلانتر وكتبها ميخائيل إيزاكوفيكسي. وغنّتها لأول مرة المغنية الشعبية الروسية ليديا روسلانوفا.
يذكر أنه في مطلع الشهر الحالي، رُفعت عشرات اللوحات الإعلانية على الطرقات الرئيسية في لبنان، تحمل رسائل تهنئة للشعب الروسي بـ "عيد النصر" على النازية.
و رفع مكتب التعاون الروسي اللبناني "Roslivan" لوحات إعلانية على الطرقات الرئيسية في العاصمة اللبنانية بيروت، امتدت على طول الطريق من بيروت نحو الشمال والجنوب والبقاع، وتضمنت مشاهد من الحرب العالمية الثانية للجنود السوفيات والدبابات الروسية في العاصمة الألمانية برلين، وأيضاً المشهد الشهير لرفع راية النصر فوق مبنى الرايخستاغ في العاصمة الألمانية.