فيديو دقيق: اكتشاف غريب في فم الضفدع
استخدمت كيفي وفريقها مقاطع فيديو عالية السرعة بالأشعة السينية لمعرفة ما يحدث بعد أن تلتقط هذه البرمائيات طعامها بلسانها وتدخله بأفواهها، وكانت النتائج غير متوقعة تماماً.
اكتشف العلماء حديثاً حالة غريبة جداً في فم الضفادع، تخالف الحالة الشائعة لدى أغلب الحيوانات، وذلك بعد تسجيل مقطع فيديو دقيق وعالي السرعة لعملية تناولها لطعامها.
وخلافاً للاعتقاد الشائع، بأن أغلب الحيوانات لا تستطيع ابتلاع لسانها، حتى الإنسان، لكن اتضح أن الضفادع تفعل ذلك عن قصد في كل مرة تتناول بها الطعام.
وقالت عالمة الزواحف في جامعة فلوريدا، راشيل كيفي: "نحن نعرف الكثير عن كيفية قيام الضفادع بمد ألسنتها وكيفية التصاقها بفرائسها، ولكن قبل هذه الدراسة، كان كل ما يحدث بعد إغلاق أفواهها لغزاً".
Check out how far back the tongue tip (gold sphere) reaches during swallowing in cane toads! What does this mean for our understanding of frog feeding? Read more about this cool behavior here: https://t.co/nLKrKK0J8D pic.twitter.com/VFObKdjOAy
— Rachel Keeffe, PhD (@rmkeeffe) November 17, 2022
واستخدمت كيفي وزملاؤها مقاطع فيديو عالية السرعة بالأشعة السينية لمعرفة ما يحدث بعد أن تلتقط هذه البرمائيات طعامها بلسانها وتدخله بأفواهها، وكانت النتائج غير متوقعة تماماً.
أضافت كيفي: "لم نكن متأكدين مما كان يحدث في البداية.. لقد تم سحب أرضية الفم بالكامل إلى الخلف إلى الحلق واللسان معها".
استغرقت الدراسة عدداً من الأشهر، بحسب المقال المنشور في مجلة "sciencealert" العلمية، على ضفادع القصب (Rhinella marina) أثناء أكلها لمئات من الصراصير (Gryllodes sigillatus) وإنشاء رسوم متحركة ثلاثية الأبعاد لحل هذه الآلية الغريبة للتغذية.
في غضون ثانيتين
وتشتهر الضفادع بإمساك فرائسها بألسنة سريعة ولزجة، ولكن هنا تكمن المشكلة التي يجب أن يحلها تشريحها غير المعتاد: "كيف تخرج الطعام من هذا السوط اللزج لإرساله إلى أحشائها"، حيث تستغرق العملية بأكملها أقل من ثانيتين تمر بسلسة من الأحداث.
وقام الفريق بوضع خرزات معدنية صغيرة على لسان الضفدع حتى يتمكنوا من تتبع حركات العضلات في لقطات الأشعة السينية.
المشاهد تسجّل حالة غريبة جداً
وكما هو موضّح في الفيديو ، فإن العلامة البرتقالية الموجودة على طرف لسانها تتدحرج لتمزق حشرة، ثم تستقر مرة أخرى في فم الضفدع. لكنها لا تتوقف عند هذا الحد، حيث تستمر في النزول إلى الحلق بطول 4.5 سم (1.8 بوصة)، حتى يلمس رأس اللسان قلب الضفدع تقريباً.
وكتب الباحثون في ورقتهم، موضحين أن متوسط نتوء اللسان كان 4.1 سم، أي أن "متوسط المسافة التي يمتدها اللسان أثناء التراجع يساوي أو يتجاوز متوسط المسافة التي يمتدها أثناء النتوء".
وبالقرب من قلبهم، يوجد العظم اللامي (عظم اللسان)، وهو صفيحة غضروفية مرنة معلقة بخيوط من العضلات، تنغلق على اللسان.
وتضيف الباحثة كيفي: "ينفجر اللامي ويضغط باللسان على سقف الفم، وبعد ذلك يتحرك، ويقذف الطعام إلى المريء".
ينفتح العظم اللامي لدى الضفادع على نطاق واسع بينما يفغر (يفتح) الضفدع فمه، ويكون جاهزا للارتداد اللسان، ويعتقد الباحثون أن سبب وجود نتوءات غريبة أو "أسنان" تشبه النتوءات على سقف أفواهها للمساعدة في إزالة هذا الطعام، حيث ضربت العلامات اللامية هذه المنطقة بدقة في إعادة البناء ثلاثية الأبعاد التي شكلها الباحثون.
كتبت كيفي وزملاؤها: "حتى لو أعاد الضفدع وضع اللسان داخل الفم أثناء الابتلاع، تظل الفريسة ملتصقة باللسان طوال هذه العملية". يشير هذا إلى أن الضفادع بحاجة إلى "آلية اللامي" لطرد طعامها بنجاح وتحريره من اللسان، ويقوم الباحثون حاليا بدراسة أصناف مختلفة للتأكد من أن هذه العملية عامة لدى الضفادع.