دعماً لفلسطين: تحركات وتظاهرات متعددة في لبنان
إنها فلسطين، قضية العالم الأم، ليس غيرها يحيي الأرواح الراقدة، ويسدّد طريق الضالين عنها تحت وطأة التطورات، والهيمنة الكاملة للغرب الاستعماري على مقدّرات العالم.
ما إن أعادت فلسطين التحرّك في ملحمة "طوفان الأقصى"، وفي ظلّ العدوان الهمجي على غزة الصمود، حتى التف الناس حول بعضهم لنصرتها، تاركين خلفهم خيارات متباينة، وتعارضات كادت أن تودي بالقضية.
"طوفان الأقصى" وما نجم عنها من تداعيات، حرّكت جمود الساحة اللبنانية حول القضية المركزية الأم، فلسطين، بتحركات واسعة في مختلف المناطق والقطاعات، واتحد الشارع اللبناني، الذي تواجه بقسوة في ظروف ما بعد تطورات 2005 الدراماتيكية، وبات الجميع في صف واحد لنصرتها.
طرابلس
أبرز التحرّكات وأكثرها مغزىً، مدينة طرابلس اللبنانية التي استعادت حركة مناصرتها للقضية الفلسطينية بعد اختطافها، وتحويل اتجاهاتها نحو حروب داخلية عبثية، ومع "طوفان الأقصى"، استعاد مختلف الطرابلسيين تموضعهم، وفي لحظات التقدّم في "الطوفان"، انطلق المئات منهم بمواكب دراجة، وأخرى سيارة يهتفون بمكبرات الصوت لنصرتها.
واليوم، الجمعة، استجاب حشد من المصلين لدعوة دار الإفتاء لوقفة تضامنية مع فلسطين في مسجد طينال عقب صلاة الجمعة، تليت خلالها كلمات الدعم لغزة، وأطلقت فيها الأناشيد الحماسية، وحضر ممثلون لجمعيات أهلية وبعض قادة الجماعة الإسلامية في طرابلس.
ووزّع "حزب التحرير" بياناً رأى فيه أن "أحداث السابع من تشرين الأول/نوفمبر الفائت خير مخبوء في الأمة ومهما علا الرماد فيها، إلا أن جمرها متّقدٌ يحرق بناره أعداءها، ومن والاهم"، كما جاء في البيان.
ونفذ عشرات الصحافيين اعتصاماً في الرابطة الثقافية، وبدعوة منها، استنكاراً لاستشهاد زملاء لهم في فلسطين، وتضامناً معها، خصوصاً في ما تواجهه غزة من عدوان وتدمير، حضره ممثّل لوزير الإعلام، ولنقابتي الصحافة والمحررين، وإعلاميون.
وشهدت المدينة قبل ذلك سلسلة تحرّكات، منها وقفة تأييد ونصرة للمقاومين الذين خاضوا معركة "طوفان الأقصى" بدعوة من "المؤتمر الشعبي اللبناني" وذلك في ساحة جمال عبد الناصر "التل"، ورفع المشاركون الأعلام اللبنانية والفلسطينية والرايات الإسلامية ويافطات كتب عليها "النصر لفلسطين والهزيمة للصهاينة"، و"مقاومة غزة عنوان العزة"،"والإسلام والمسيحية ضد الصهيونية".
ألقيت في اللقاء كلمات لمختلف فاعليات المدينة، ولمندوبي الفصائل الفلسطينية.
مسيرات عفوية
بعد الوقفة انطلقت مسيرة سيارات تصدح بالأغاني والأناشيد الثورية، جابت عدداً من شوارع طرابلس، رافعة الأعلام اللبنانية والفلسطينية وأعلام المؤتمر الشعبي ومؤسساته والرايات الإسلامية، في ظل ترحيب واسع من الأهالي الذين انضموا بسياراتهم ودراجاتهم إلى المسيرة.
المنية
وفي المنية شمالي لبنان، نظمت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون الإسرائيلية يحيى سكاف، وحركة الجهاد الإسلامي وقفةً حاشدة تضامناً مع المقاومة الفلسطينية واحتفالاً بانتصاراتها في معركة "طوفان الأقصى"، أمام النصب التذكاري للأسير يحيى سكاف عند مدخل مدينة المنية في الشمال.
وألقيت كلمات للشيخ رضا أحمد ممثّلاً حزب الله، ولأمين سر لجنة أصدقاء عميد الأسرى يحيى سكاف جمال سكاف، والذي وجّه تحية الفخر والاعتزاز إلى رجال المقاومة الفلسطينية واللبنانية.
وكانت كلمة للقيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" بسام موعد، وأخرى للأمين العام لحركة التوحيد الإسلامي الشيخ بلال شعبان، وكلمة لمسؤول حركة "فتح" في الشمال مصطفى أبو حرب، وكلمة المركز الوطني في الشمال ألقاها معتز الخير.
الكورة
في الكورة شمالي لبنان أيضاً، نظّمت منفذية الكورة في الحزب السوري القومي الاجتماعي، وقفة رمزية أمام مكتبها على طريق عام أميون، شارك فيها عضو المجلس السياسي في "حزب الله" محمد صالح، ومسؤول الشمال الشيخ رضا الأحمد، وممثلون لمختلف التيارات الحزبية والسياسية.
مخيم الشبريحا
وأقامت لجان العمل في المخيمات مهرجاناً جماهيرياً تحت شعار (أتحداك) في باحة مسجد الإمام الكاظم في مخيم الشبريحا في صور، ألقيت فيه الكلمات التضامنية مع فلسطين، لمسؤول العلاقات الفلسطينية في حركة الجهاد الإسلامي الحاج أبو سامر، تحدّث عن طوفان الأقصى ورأى بنتيجته حالة انفراط عقد الصهاينة، وأن الدعم الأميركي السياسي والعسكري دليل ضعف، وإسرائيل فقدت زمام الأمر، واستنجدت بالغرب وبأميركا".
وقال: "من تداعيات هذه المعركة أننا أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من الصلاة في المسجد الأقصى، وكلمة حركة حماس ألقاها جهاد طه الناطق الرسمي للحركة.
وكانت كلمة لمعاون مسؤول المنطقة الأولى في حزب الله الحاج خليل حسين، واعداً فيها بإعادة الجنود الصهاينة إلى منازلهم في التوابيت في حال قرّرت قيادتهم الهجوم على غزة.
صيدا
وشهدت مدينة صيدا سلسلة تحرّكات للأحزاب السياسية اللبنانية والفلسطينية عند ساحة الشهداء في المدينة، ونفّذت "الهيئة الدائمة لنصرة القدس والأقصى" وتحت شعار "طوفان الأقصى الهادر طوفان العزة والكرامة والشرف والمقاومة والكفاح"، وقفة رفع المشاركون خلالها الأعلام اللبنانية والفلسطينية وصور الشهداء والمقاومين، بمشاركة نيابية، وعلمائية، وممثلين للأحزاب والقوى اللبنانية، والفلسطينية، وفاعليات سياسية وحشد من المدينة والمخيمات.
وأشارت كلمات للشيخ أحمد الكردي باسم الهيئة والنائب عبد الرحمن البزري وممثل هيئة علماء المسلمين الشيخ منير رقية ونائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية بسام حمود، إلى أن الانتصار الذي حقّقته عمليات طوفان الأقصى أمس هو انتصار يؤسس لمرحلة جديدة من الانتصارات المقبلة في الصراع مع العدو الصهيوني في الداخل الفلسطيني وخارجه".
وفي صيدا أيضاً، وجّه طلّاب التعبئة التربوية لـ"حزب الله" في كلّيّة الآداب والعلوم الإنسانية وفي كلّيّة الحقوق والعلوم السياسيّة والإداريّة الفرع الخامس في صيدا، تحية لمجاهدي المقاومة الفلسطينية، ونظّموا معرض صور مصغّراً على وقع معركة "طوفان الأقصى"، وجرى توقيع الطلاب على عريضةٍ بوجوب تحرير القدس وفلسطين وحرمة التطبيع على أشكاله، وتوزيع الحلوى.
البقاع
ونظّم "حزب الله" في البقاع وقفة تصامنية تخلّلتها مراسم رفع راية دولة فلسطين على سارية دوّار الراية في بلدة طاريا، حضرته فعاليات حزبية واجتماعية وتربوية وكشفية وكذلك حشد من الأهالي.
وألقيت كلمات تناولت عملية "طوفان الأقصى" وتداعياتها على المنطقة، وفي ختام الوقفة، أدّت ثلة من المجاهدين قسم البيعة والولاء والعهد على تحرير الأرض والمقدّسات، تلاها رفع العلم الفلسطيني فوق دوّار الراية على وقع أناشيد المقاومة والأناشيد الثورية.
وشهدت بلدة تمنين التحتا، وقفة تضامنية نصرة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتخلّلت الوقفة كلمة لمسؤول القطاع الأول في منطقة الشيخ بلال عواضة، وإمام البلدة الشيخ علي يعقوب ومسؤول شعبة تمنين التحتا محمد السيد قاسم.