خاص الميادين نت: سفينة من لبنان لإسناد غزة

فلسطين البوصلة.. وغزة مؤشّر على عزّتها، ارتقى نضالها إلى شرفاء العالم، فكيف بالجبهة المساندة من لبنان؟ المشارك في دعم صمودها "لأنها تحتاج إلى كل شيء إلا الكبرياء والكرامة"، كما يقول للميادين نت د. هاني سليمان منظّم حملة "إسناد غزة".. فماذا عن الرحلة؟

  • خاص الميادين نت: سفينة من لبنان إلى غزة
    سليمان للميادين نت: الحملة ليست لكسر حصار  (غرافيك: ندين بدر الدين)

لم يفتّ الحصار الإسرائيلي الجائر وغير المسبوق، المترافق مع عدوانٍ همجيّ بربريّ على أبرياء مدنيين في غزة، من عضد الشارع اللبناني وطبعاً الشخصيات اللبنانية لتنظيم حملة لإسناد القطاع بأي طريقة.

د. هاني سليمان الرائد في تنظيم حملات كسر الحصار عن غزة، الرجل المخضرم في العمل السياسي والاجتماعي، القومي العربي الذي تعرفه المحافل الأممية مُدافعاً مع رفاقه عن الحق، واضعاً فلسطين بوصلة له، أبى أن تمرّ "حرب الإبادة الهمجية" على غزة من دون تحرّك فاعل.

وكما في حملات سابقة، يوصل فريق العمل النشط الليل بالنهار مع سليمان، لجهة عقد الاجتماعات لتأمين السفينة وحمولتها من الأغذية والدواء والحاجات لأهالي غزة، وطبعاً إجراء الاتصالات المحلية والإقليمية والدولية لتأمين السلامة والمعابر التي ستدخلها..

د. سليمان للميادين نت: نأمل الهبّة لنجدة أهلنا

يأمل د. سليمان في حديث خاص بـ الميادين نت "من شعبنا في كل بلد عربي وقطر عربي ودولة إسلامية أن يهبّ لنجدة الأهل في غزة لأنها تحتاج الى كل شيء إلا الكبرياء والكرامة، وكل إنسان شريف وحرّ  يسأل نفسه ماذا يستطيع أن يقدّم لغزة".

 ويوضح ماهية ما جرى من اتصالات: "تداعى عدد من الشخصيات وهيئات مدنية وسياسية من أجل تدارس كيفية الوقوف مع الأهل في غزة، فأطلقوا حملة لتحميل سفينة إغاثة ومساعدات إلى غزة تحت أنواع الغذاء والدواء والكساء، وهذه السفينة اسمها سفينة المطران هيلاريوم كبوجي، مطران القدس السابق، الذي شاركنا في رحلتين أخريين في 2009 في سفينة الاخوة اللبنانية من طرابلس، وفي 2010 سفينة مرمرة في أسطول الحرية التي انطلقت من تركيا، لما لهذا الاسم من رمزية كبيرة في التاريخ الفلسطيني والنضال وهو مطران القدس السابق".

والمطران كبوجي من مواليد مدينة حلب عام 1922 وأصبح مطراناً لكنيسة الروم الكاثوليك في القدس عام 1965. 

  واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي المطران كبوجي في العام 1974 وحكمت عليه بالسجن 12 عاماً بتهمة دعم المقاومة، لكنها أفرجت عنه بعد 4 سنوات بضغط شعبي وبعد تدخّل "الفاتيكان" وقامت بنفيه من فلسطين المحتلة عام 1978 إلى روما. 

  ورغم النفي والإبعاد واصل المطران كبوجي نضاله من أجل الشعب الفلسطيني، وشارك في العام 2009 في "أسطول الحرية" لإغاثة أهالي غزة المحاصرين التي أوقفتها سلطات الاحتلال وصادرت كل ما فيها واعتدت على الناشطين اللبنانيين، كما شارك في حملة "أسطول الحرية" على متن السفينة  مرمرة عام 2010. 

وفي ظلّ الهمجية الإسرائيلية وضرب العدو عرض الحائط بالأخلاق  والمواثيق الدولية، نطرح السؤال: ألا تخشون من اعتداء قوات الاحتلال؟ بكل ثقة يجيبنا سليمان: "نحن لا نخشى من العدو فنحن خارجين من موانئ شرعية الى ميناء مصري بحري، ونحن نأخذ خطاً تجارياً بحرياً يوصل إلى ميناء العريش، في السابق تعرّضت سفن كسر الحصار للمضايقات وللقتل والجرح، أمّا هذه السفينة فهي ليست لكسر حصار  إنما هي سفينة  مساعدات تساهم في كسر الحصار الاقتصادي المفروض على أهلنا في غزة".

وتشهد دار "الندوة" في بيروت الاجتماعات الدورية للجنة المتابعة لحملة "إسناد غزّة" (سفينة المطران إيلاريون كبوجي) وتطّلع بشكلٍ دوري على مجمل الفعاليات والأنشطة والاتصالات التي يقوم بها أعضاء اللجنة في كل المناطق لتوفير الإمدادات  للأهالي في غزّة، وأمس الاثنين تمّ تأمين الباخرة، حيث سيتمّ درس موعد الانطلاق قريباً.

وأعضاء اللجنة هم: عمر غندور، طارق عكاوي، نزيه البقاعي، د. بسام الهاشم، فيصل درنيقة، محمد سلطان، د. رياض خليفة، أحمد عبود، زكية قرنفل، سهيلة أبي غانم، جمانة ناصر، رياض منيمنة، نمر الجزار، د.ناصر حيدر، مأمون مكحل، نبيل الحلاق، عبد الوهاب شريف، و د. هاني سليمان.  

وتجري اللجنة الاتصالات في مختلف المناطق، وتخبر عن مدى التجاوب الواسع الذي ظهر حتى الآن وتأمين كميات معتبرة من الدعم المادي والعيني لأهلنا في غزّة، كما تتولى الاتصالات الجارية مع الهلال الأحمر المصري والفلسطيني من أجل استقبال سفينة "إيلاريون كبوجي" في ميناء العريش وترتيب انتقال ما تحمله من مواد إغاثية إلى أهلنا في غزّة.

يتحدث سليمان عن تفاصيل الرحلة لوجستياً ومسيراً فيقول "ستنطلق من ميناء بيروت الى ميناء العريش في مصر ستكون محمّلة بنحو 2000 لـ 2500  طن من المساعدات التي ذكرناها، منها الحبوب والملابس والخيم والطحين والسكر والملح، هذا إضافة لما يتوفّر من مساعدات أخرى".

ويكشف للميادين نت: "حصل تنسيق مع الخارجية اللبنانية والمصرية التي أبلغتنا موافقتها وأوعزت إلى الهلال الأحمر المصري للتنسيق معنا بهذا الخصوص، ونحن ننسّق مع لجنة صديقة في رفح وفي غزة من أجل استلام هذه المساعدات. إضافة إلى ذلك يتم التنسيق مع الصليب الأحمر اللبناني والدولي والهلال الحمر المصري من أجل وصول هذه السفينة". 

خسائر العدو ستجبره على وقف إطلاق النار

البيان الخاص بالمسيرة قال "إن في الحملة التي بادرت إلى إطلاقها  "اللجنة الدولية لإسناد غزّة" و "مؤسسة عامل الدولية" و"لجنة المبادرة الوطنية لكسر الحصار على غزّة في لبنان"، جاءت تأكيداً لعمق العلاقة التي تربط الشعب في لبنان مع أهلنا في غزّة وعموم فلسطين، وهو الذي يعبّر عن نفسه، ليس فقط بجمع التبرّعات المادية والعينية التي تملأ كل المناطق اللبنانية، بل أيضاً بالمقاومة الباسلة التي تستخدم أيضاً سلاحاً متطوراً في وجه العدوان، ما يعجّل في إجبار العدو على وقف إطلاق النار في مفاوضات يحاول العدو المماطلة فيها، لكن خسائره في الميدان ستجبره في النهاية على الموافقة على شروط حركة حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية".

دعوة للتفاعل مع الحملة

وناشد المجتمعون الذين يمثّلون مؤسسات وجمعيات وهيئات عاملة في الحقل الإنساني والاجتماعي، الراغبين بمساعدة أهل غزّة في مواجهة الحصار، ولا سيّما الشخصيات والأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني وطلاب الجامعات والثانويات ووسائل الإعلام، "التفاعل مع حملة إسناد غزّة والقيام بأبسط واجب تجاه شعبنا المقاوم في غزّة وعموم فلسطين"، مؤكدين أن "هذه الحملات الإغاثية التي تملأ العديد من أقطار الوطن العربي هي تعبير عن وحدة الأمّة العربية والإسلامية مع أهلنا المنكوبين في غزّة، والذين يعبّرون في مقاومتهم وصمودهم عما يرفع رأس كل عربي وكل مسلم وكل حرّ في العالم عالياً".

الزكاة من أجل حمولة السفينة

ويؤكد سليمان للميادين نت أن "هناك اتصالات دائمة بين هذه الجمعيات التي تعد بالعشرات، وفعلاً قد بدأنا نتلقّى المساعدات المادية والعينية وتبنّت دار الفتوى في لبنان هذا العمل المبارك، وأوعزت إلى خطباء الجمعة أن ما يحصل من زكاة هو من أجل سفينة المطران هيلاريوم كبوجي".. 

أما حول الشخصيات التي ترافق هذه السفينة، فيوضح " أننا في الحقيقة حتى الآن لم نصل إلى تحديد نوعية الشخصيات التي ستكون على متنها،  فمنهم من سيذهب بالطائرة الى العريش لاستقبال السفينة".

وينهي سليمان بـإهداء تحية "للميادين ولكل طاقمها المناضل والكاشف لجرائم العدو  في غزة".